أوج – طرابلس
حقق الفيلم الروسي “شوغالي” نجاحًا باهرًا في ليبيا، والذي بُنيت أحداثه على قصة واقعية للباحث الروسي مكسيم شوغالي ومرافقيه، الذين كانوا يقومون بمهمة رسمية لإجراء بحوث علمية في ليبيا عام 2019م، والتي كانت ستساهم في إيقاف الحرب.
وكشف خبراء متصلون بحكومة الوفاق غير الشرعية في ليبيا، أنه تم عقد العديد من الاجتماعات عبر الإنترنت مع المؤيدين لفكرة الإبقاء على احتجاز العلماء الروس من المخابرات الأمريكية، مؤكدين أنه خلال هذه الاجتماعات، تم وضع خطط للرد على فيلم شوغالي.
وأشار الخبراء، إلى أنه من المتوقع في المستقبل القريب أن تحصل سلسلة من الاستفزازات الموجهة ضد روسيا ومواطنيها، لافتين إلى أن كل هذا الذعر والهلع يرجعان إلى حقيقة أنه عندما رأى العالم كله الظروف الرهيبة التي يتم احتجاز العلماء الروس فيها بشكل غير قانوني، يتشكل لدى الاتحاد الروسي سبب أخلاقي لإجراء عملية خاصة في طرابلس لإنقاذ مواطنيها.
ووفق الخبراء، فإن روسيا تعد مُنافسًا عالميًا للولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الرغم من حقيقة أن معظم عمليات “المشاة” لتحرير الرهائن تنتهي بالفشل، فإن الولايات المتحدة تواصل محاولات الإنقاذ، لافتين إلى أن روسيا لم تعتد إظهار نفسها أضعف من الولايات المتحدة على الساحة الدولية.
وبيّن الخبراء، أن عملية إنقاذ الباحث الروسي ومرافقيه قد لا تكون سرية، حيث يمكن إرسال قوة من سوريا إلى طرابلس، مع مهمة إلحاق أكبر قدر من الضرر بالمنشآت العسكرية في طرابلس أثناء إنقاذ مكسيم شوغالي.
وأكد متابعون ليبيون للفيلم الروسي “شوغالي”، أن مدير الرقابة المالية على القطاع العام بديوان المحاسبة رضا قرقاب، الذي قامت مجموعة تابعة لمكتب وزير الداخلية بحكومة الوفاق غير الشرعية، فتحي باشاغا، باختطافه يُشبه الممثل من فيلم “شوغالي”، الذي لعب دور نائب مدير بنك طرابلس.
ووفقًا لقصة الفيلم، قام نائب مدير بنك طرابلس الشبيه بـ”قرقاب”، بمساعدة علماء الاجتماع الروس في الأنشطة البحثية من خلال توفير معلومات عن الحسابات المصرفية لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق عير الشرعية فائز السراج، واتضح من هذه الوثيقة التي قدمها لهم أن رئيس الوزراء يختلس أموالاً من خزينة الدولة.
“شوغالي” من إخراج دينيس نيماند، ولعب دور الباحث الروسي المعتقل مكسيم شوغاليه، الممثل كيريل بولوخين، وأما دور سامر سويفان، فقد أداه أوليغ أباليان، كما شارك في التصوير ممثلان تونسيان؛ هما خالد حصة ومحمد علي بن جمعة اللذان لعبا دور السجانين، وتم تصوير أحداث الفيلم في روسيا وتونس.
وعرضت دور العرض العالمية وقناة الجماهيرية، قبل أيام، الفيلم الروسي “شوغالي” الذي يوضح كيف أصبحت ليبيا، بعد نكبة فبراير عام 2011م، ساحة للمعارك والاشتباكات الدموية، حتى دمُرت البنية التحتية للدولة التي تنزف، وراح جراء الصراع الآلاف من الليبيين؛ سواء كانوا شبابا أو شيوخا أو نساء أو أطفالا، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الجرحى والمصابين وأصحاب العاهات المزمنة، حتى أصبحت رائحة الدم تزكم الأنوف في كل مكان.
والفيلم من إخراج دينيس نيماند، ولعب دور الباحث الروسي المعتقل مكسيم شوغاليه، الممثل كيريل بولوخين، وأما دور سامر سويفان، فقد أداه أوليغ أباليان، كما شارك في التصوير ممثلان تونسيان؛ هما خالد حصة ومحمد علي بن جمعة اللذان لعبا دور السجانين، وتم تصوير أحداث الفيلم في روسيا وتونس.
وكان رئيس مؤسسة حماية القيم الوطنية، ألكسندر مالكيفيتش، أعلن عن احتجاز رئيس مجموعة الأبحاث الميدانية لمؤسسة حماية القيم الوطنية مكسيم شوغاليه والمترجم سامر حسن علي في طرابلس.
وقالت المؤسسة في بيان لها، طالعته وترجمته “أوج”، إن مجموعة الأبحاث وعلى رأسها مكسيم شوغاليه موجودة في ليبيا بالتنسيق مع ممثلي السلطات المحلية، تعرضت للاعتقال في العاصمة طرابلس، وأعربت المؤسسة عن أملها في أن يتم حل سوء التفاهم قريبا ويطلق سراح موظفيها بأسرع وقت ممكن.
وكان مصدر دبلوماسي، كشف أن مكتبًا أمنيًا بالسفارة الأمريكية في تونس، وراء تقديم معلومات لحكومة الوفاق، ومليشيا الردع الذي يترأسها عبد الرؤف كارة، للقبض على خبراء مركز الأبحاث الروس.
وأوضح المصدر، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، في تصريحات لـ”أوج”، أن الخبراء الروس كان عملهم مختصًا بالعمل الانتخابي وطرق تنظيم الانتخابات، بالإضافة لإجراء دراسات ميدانيةً علي أرض الواقع وتدريب فرق من الشباب في مجال الانتخابات، إيمانًا منهم بضرورة قياس اتجاهات الرأي العام ومتطلبات المرحلة المقبلة ليكون رأي الشعب الليبي هو عنوان تلك المرحلة.
وأشار المصدر، إلى أنه تم القبض على مجموعة الباحثين بتاريخ 5 ناصر/يوليو الجاري بتهمة أنهم يقومون بعمل استخباراتي، مؤكدًا أنه من المعروف للجميع أنهم دخلوا بطريقة شرعية، وبتأشيرة قانونية، لافتًا إلى أن عملهم كان من خلال منظمة عبر العالم، العاملة في مجال الانتخابات.
وأكد المصدر، أن فريقًا استخباراتيًا أمريكيًا مقيم في قرية بألم سيتي بمدينة جنزور، قام بالتحقيق مع الخبراء الروس.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.