أوج – فاليتا
قال المسؤول السابق بمكتب رئيس وزراء مالطا والمعروف بوسيط الميليشيات المالطي المشبوه، نيفيل غافا، اليوم السبت، إن مشكلة الهجرة غير الشرعية تفاقمت منذ توقف دوره التنسيقي مع السلطات الليبية في آي النار/يناير.
وأضاف غافا، في مقابلة مع صحيفة “إيلوم” المالطية، طالعتها وترجمتها “أوج”، أن قضية الهجرة لا يمكن حلها إلا من خلال المناقشات مع ليبيا، كما كان يحدث في ظل إدارة رئيس الوزراء المالطي السابق جوزيف موسكات.
وأشار غافا إلى أن التنسيق مع السلطات الليبية توقف عند هذه النقطة، مما أدى إلى “انفجار” مشكلة الهجرة غير النظامية، قائلاً: “عندما كنت مسؤولاً، كنت أسافر كثيرًا إلى ليبيا وكان الوضع تحت السيطرة، لكن منذ أي النار/يناير، كانت هناك فوضى عارمة”.
وشدد غافا على أنه لا يمكن حل القضية إلا من خلال مشاركة ليبيا، وذلك في إشارة واضحة إلى التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية المالطي إيفاريست بارتولو بأن المشكلة يمكن حلها من ليبيا فقط.
وأوضح غافا، أنه “من المفيد استخدام البكاء والأنين على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن المشكلة لا تحل بالتحدث مع البابا في الفاتيكان أو مع الاتحاد الأوروبي.. أو عن طريق البكاء والأنين.. لكن لابد أن نعرف من أين تأتي المشكلة؟.. من ليبيا.. وإلا فلن تحل المشكلة”، مشيرًا إلى أن تعليمات التعامل مع هذه الأزمة جاءت من مكتب رئيس الوزراء.
يذكر أنه، بعد أن حل روبرت أبيلا محل موسكات كرئيس لوزراء مالطا، في بداية العام الجاري، استقال غافا من منصبه بمجلس الوزراء.
وفي الطير/أبريل الماضي، قال غافا، الذي كان يشهد تحت القسم أمام القاضي جو ميفسود في الشكوى الجنائية بشأن عمليات إنقاذ المهاجرين التي رفعتها منظمة غير حكومية، إنه نسق صد 51 مهاجرًا في عطلة عيد الفصح.
وكان غافا، قد أثار الجدل في السابق عندما تورط في قضية تأشيرات طبية تشمل مرضى ليبيين قبل أربع سنوات، وبعد ذلك لأنه زار ليبيا في مهمة سرية كمبعوث خاص للحكومة المالطية.
وفي شهادته التي أدلى بها أمام تحقيق علني في النوار/فبراير، زعم غافا أن زياراته إلى ليبيا قد تجنبت أزمة وطنية كان يمكن أن تحدث بسبب عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين كان من الممكن أن يدخلوا مالطا.
وكانت صحيفة times of malta أثارت مأساة عيد الفصح التي شهدت إرجاع حوالي 51 مهاجرا غير شرعي إلي ليبيا بعد وصولهم إلى مالطا، والمعروفة بمأساة ليلة الفصح التي راح ضحيتها عدد من المهاجرين، والمتهم فيها مالطا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي بالتهرب من واجبهم في إنقاذ الأرواح.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها، طالعته وترجمته “أوج”، أن منظمة الحقوق المدنية- غير الحكومية أقامت دعوى أمام القضاء حول المهاجرين الذين عادوا إلى ليبيا، بينهم 8 نساء و3 قاصرين و5 جثث، وبرفقتهم قارب آخر به 30 طنا من الطعام والشراب إلى نفس الوجهة في ميناء طرابلس.
ونقلت الصحيفة عن المسؤول السابق، نيفيل غافا، ووصفته بأنه “سيئ السمعة”، قوله إنه اتخذ إجراءات بناء على تعليمات مكتب رئيس الوزراء بعد أن طلبت منه المساعدة من خلال التنسيق المباشر مع وزارة الداخلية وخفر السواحل التابع لحكومة الوفاق غير الشرعية، مؤكدًا أنه كان ينسق العمليات منذ ثلاث سنوات، وأفادت بأنه صرح بذلك تحت القسم أمام القاضي هذا الصباح في التحقيق الجنائي المتعلق بهذه القضية.
وقال بحسب الصحيفة: “أود أن أؤكد أنه خلال السنوات التي كنت أقوم فيها بتنسيق مثل هذه المهام، لم يتم القيام بأي عمليات رد على الإطلاق، وكنت أمنع المهاجرين فقط من دخول منطقة مالطا للبحث والإنقاذ”.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.