ردًا على ووستر.. الحليق: الجيش يحارب قتلة السفير الأمريكي في بنغازي وليس ممنوعًا من دخول العاصمة المسروقة #قناة_الجماهيرية_العظمى_قناة_كل_الجماهير
أوج – القاهرة
رفض نائب رئيس المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، الشيخ السنوسي الحليق، ما قاله نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي هنري ووستر، حول أن بلاد لا تدعم عمليات “الجيش”.
وقال الحليق، في تصريحات لصحيفة الدستور المصرية، طالعتها “أوج”: “إنه جيش ليبيا وليس ممنوعا عليه دخول العاصمة المسروقة من التنظيمات المتطرفة، والمفترض على الأمريكان أن يكون عندهم دورهم أكبر من المتوقع، وهم الآن ينظرون في صمت إلى طرابلس وهي تحتل من طرف الانشكاريين الأتراك والمرتزقة السوريين التكفريين، ويمارسون العنف والاقتتال ضد الأطفال والنساء والشيوخ بطائرات مسيرة”.
وأضاف: “الجيش الليبي الذي يقاتل الانشكاريين الأتراك والمرتزقة السوريين الآن، يقاتل قتلة السفير الأمريكي في بنغازي، والموجودين الآن في طرابلس هم بقية المتطرفين الدواعش الذين خرجوا من بنغازي، والمفترض على أمريكا أن تكون أكثر وفاء مع الجيش، كونه من الشعب الليبي”.
وأوضح أن الشحنات التركية التي دخلت من تونس “مشبوهة”، وهو أمر لا يرضي الشعبين الليبي والتونسي، قائلا: “نحن نحارب الدواعش لأنهم عدو مشترك لكل الدول، لن نتخلف عن مكافحة الإرهاب العالمي، في ليبيا نقاتل نيابة عن العالم جميع التنظميات الإرهابية”، متمنيا أن تلعب الحكومة الأمريكية دورًا كبيرًا في الاستقرار والمصالحة داخل ليبيا.
وزعم نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، هنري ووستر، أن أولوية بلاده في ليبيا هي مكافحة الإرهاب وعلى وجه التحديد داعش وتنظيم القاعدة.
وقال ووستر، في تصريحات نقلها الموقع الرسمي للسفارة الأمريكية، في ليبيا، طالعتها “أوج”: “الولايات المتحدة لا تدعم العمليات العسكرية للقوات المسلحة الليبية ضد طرابلس”، مضيفا: “الهجوم على العاصمة يحول الموارد بعيدا عن الأولوية المتمثلة بالنسبة لنا، كما أنه يسبب أزمة إنسانية”.
وتلعب أمريكا دورا مشبوها في ليبيا، حيث تسعى بكل قوة للهيمنة على الاقتصاد الليبي ونهب ثراوت البلد الغنية بالنفط، حيث دعمت أحداث 2011م، التي أدت إلى تدخل حلف الناتو لضرب ليبيا وإسقاط مؤسسات الدولة ودخول البلد في فوضى لم تستطع حتى اليوم الخروج منها.
وتسارعت الخطوات الأمريكية للسيطرة على دائرة صنع القرار في ليبيا، كاستراتيجية تتبعها واشنطن دومًا في دول الشرق الأوسط التي تمر بأزمات داخلية، ولعل آخر تلك التدخلات غير المرغوب فيها بليبيا؛ حيث رحبت السفارة الأمريكية، بإعلان المؤسسة الوطنية للنفط إعادة هيكلة شركة البريقة لتسويق النفط، الذي رفضته الحكومة المؤقتة في بنغازي برئاسة عبد الله الثني، معتبرة أن المستقبل يُمكن أن يكون أكثر إشراقًا وازدهارًا عندما تلتقي الأطراف الليبية المسؤولة في حوار سلمي.
كما عقد السفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، اجتماعات مشبوهة مع مسؤولين ليبيين؛ مثل محافظ المصرف المركزي بطرابلس، الصديق الكبير، الذي تم في نهاية الكانون/ ديسمبر الماضي، بتونس، بحضور عدد من مدراء الإدارات المعنية من المصرف.
وأوضح المصرف المركزي، في بيانٍ آنذاك لمكتبه الإعلامي، أن الاجتماع ناقش الوضع المالي والاقتصادي في ليبيا، والتحديات التي يواجهها المصرف على المستوى المحلي والدولي، كما تم استعراض أهم المؤشرات الاقتصادية والمالية.
وأشار المصرف المركزي، إلى أنه تم الاتفاق على تكثيف الجهود وتعزيز أُطُر التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، مع الاستمرار في عقد جلسات الحوار الاقتصادي برعاية السفارة الأمريكية لدى ليبيا.
والتقى أيضا محافظ المصرف المركزي بالبيضاء علي الحبري، في 23 الكانون/ ديسمبر الماضي، بالسفير الأمريكي لدي ليبيا، ونائب مساعد وزير الخزانة الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إريك ماير.
لقاء الكبير والحبري مع المسؤولين الأمريكيين، سبقه لقاء آخر مطلع الحرث/ نوفمبر الماضي، أجراه نورلاند، ومساعد مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للشرق الأوسط مايك هارفي، مع عدد من مسؤولي المجالس البلدية، في ظل غياب الدولة الفاعلة، نظرًا للصراع الدائر منذ سنوات، ليمثل انتهاكًا آخر للأعراف الدبلوماسية، التي تحتم ضرورة عمل السفارات على المستوى الموازي، دون إجراءات اجتماعات لجهات محلية معنية بشأن داخلي بحت.
ولم تتوقف التدخلات الأمريكية في الشأن الليبي عند عتبة المجالس البلدية، بل تجاوزتها إلى المؤسسة الوطنية للنفط، حيث التقى مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، والسفير الأمريكي، أيضًا برئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، المهندس مصطفى صنع الله، في تونس، بزعم التأكيد على دعم الولايات المتحدة للمؤسسة، التي طالبوها بأن تكون محايدة، ومزودة بالموارد، والأمان، من أجل الوفاء بالتزاماتها الحيوية نيابة عن جميع الليبيين، كمن يعطي الأوامر في ثوب المحاباة.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.