أوج – القاهرة
تحدث محمود شمام، رئيس مؤسسة الوسط الإعلامية، الذي شغل سابقا منصب رئيس قناة ليبيا الأحرار التي تبث وتمول من قطر وكان أحد المعادين لثورة الفاتح، عن مؤسس الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا التي أشرف على تأسيسها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بهدف محاربة ثورة الفاتح العظيمة، محمد المقريف، بكلمات كالسهام.
وعدّد شمام، في تدوينة مطولة له، رصدتها “أوج”، مساوئ المقريف، حسبما يري، قائلا: “ولد المقريف وترعرع وكبر في ليبيا وبريطانيا في فترة نشوء الحركات الوطنية والطلابية والثورية أي الأربعينات والخمسينات والستينات والسبعينات، لكن لم يبد اهتمامات خارج نطاق دراسته؛ فلم ينتم للحركة الطلابية لا تلميذا في الثانوية ولا طالبا جامعيا ولا مبتعثا”.
وأكد أنه لم يشارك يوما في تظاهرة أو اعتصام أو مؤتمر أو اجتماع في الوقت التي كانت التظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات تملا ليبيا والعواصم العالمية، موضحاً أنه لم يكتب مقالا أو رأيا أو حتى خاطرة في وقت كان جيله غزير الإنتاج مولعا بالنشر.
ولفت إلى أنه لم ينتم إلى أي تنظيم أو جمعية سياسية أو نقابية في أي فترة في حياته، وكان أول عمل جماعي- فردي له في جبهة الإنقاذ.
وأضاف: “لم يكن يساريا أو يمينا ولا بعثيا ولا قوميا ولا يساريا، وكتب بكثافة في تاريخ ليبيا السياسي وهو لا يعرفه من الداخل ولا يعرف رموزه ولَم يتعلم على أيدي رواده، وانزوى جانبا عندما انتفضت الحركة الطلابية سنوات 1975-1976م”.
وتابع: “في عام 1980م بعد الإطاحة به من منصبه كسفير بدأ جولة دولية لجمع الأنصار حوله، قادته إلى مصطفى بن حليم الذي عرفه على رجال الحكم في السعودية لتنتج ما يشبه الرعاية لمشروعه السياسي الذي ظهر متأخرا قليلا عن أربعة تنظيمات ليبية معارضة؛ وهي التجمع الوطني وأبرز مؤسسيه محمود المغربي ومحمد زيان، والحركة الوطنية الديمقراطية ومن مؤسسيها فاضل المسعودي وونوري الكيخيا وَعَبَد الرحمن السويحلي، والحركة الوطنية ومن مؤسسيها محمد السكر وسليمان فارس وعمران بورويص، والجبهة الليبية الديمقراطية ومن مؤسسيها عبدالرحيم صالح وحسن الأشهب وعلى الترهوني، والجماعة الإسلامية”.
وواصل: “5 تجمعات سياسية ليبية تمثل كل الطيف السياسي والأيديولوجي بمنابرها الإعلامية وتنوعها لم يجدها تصلح بمشروعه الذي حظى بالدعم السعودي والمباركة الأمريكية”، مضيفا: “نجح المقريف في استقطاب إعداد كبيرة من الليبين الذي انتظم معظهم برغبة وطنية لإنقاذ وطنهم وأيضًا في دخول عناصر انتهازية كان لها مطامح أخرى”.
وأكمل: “نجح المقريف في عقد تحالف مع الجماعة الإسلامية الذين انسحبوا في فترة لاحقة، وسعى للاستحواذ على الساحة السياسية ودخل في صراع واضح مع كل الأطراف الليبية سلاحه في ذلك التصنيف والتخوين والتشهير، كان إلى حد كبير الوجه الآخر للعملة”.
واعتبر شمام كلماته عن المقريف، شهادة سريعة لمن شوههمم الأخير ممن وصفهم بـ”رجال خيرين في الجبهة” دعموه سياسيا وماليا فوجدوا منه التطاول والتزييف، قائلا: “لقد خصني بكذبة بسيطة جدا من كذبه في عدد كبير لم أحصيه؛ ذكر أنني حضرت جلسة للمجموعة التي انشقت عنه عام 1994م، وإنني استغربت دعوتي لاجتماع لا صفة لي فيه ووصف هذا الموقف بأنه مكر ودهاء مني”.
واختتم بالقول: “عندما حاول مقدم البرنامج إبعادي عن الموضوع انتفض غضبا مرددا أنه يعرفني جيدا بالخبث، لم أحضر هذا الاجتماع ومن انشقوا أغلبهم أحياء شهود، ليس لدي ما أحمله له سوى الرثاء والازدراء ليس لكذبه عليّ، بل لقلة وفائه لمن وقف معه، ولتعطشه للسلطة ولتصرفاته ومواقفه التي أساءت لتاريخ المعارضة وشهدائها”.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.