محلي
من راهنوا عليه خسروا.. الفيتوري: محمود جبريل وقع فريسة وهم السلطة وأبهرته بهرجتها #قناة_الجماهيرية_العظمي_قناة_كل_الجماهير
أوج – القاهرة
رأى المراقب المُستقل بالمحكمة الجنائية الدولية، الدكتور مصطفى الفيتوري، أن رئيس تحالف القوى الوطنية ورئيس المكتب التنفيذي المنبثق عن المجلس الوطني الانتقالي السابق محمود جبريل، ضل الطريق أمام وهج السلطة وتعثر في تلابيبها.
رأى المراقب المُستقل بالمحكمة الجنائية الدولية، الدكتور مصطفى الفيتوري، أن رئيس تحالف القوى الوطنية ورئيس المكتب التنفيذي المنبثق عن المجلس الوطني الانتقالي السابق محمود جبريل، ضل الطريق أمام وهج السلطة وتعثر في تلابيبها.
وقال “الفيتوري” في بيان مطول له، طالعته “أوج”: “سيذكر الليبيون الرجل وفق توجهاتهم السياسية المسبقة وبالتالي يحكمون عليه أحكاما مسبقة وأحيانًا غير قابلة للنقاش فكيف لك أن تناقش من يراه خائنا وعميلا مسبقا ومن يراه وطنيا معجونا بماء الوطن وترابه؟”.
وتابع: “المشكلة هنا الدكر النقدي يغيب نهائيًا تقريبًا ويتحول أي حديث عنه إلى جدل فارغ ينتهي بالشتيمة وما إلى ذلك خاصة في هذا الفضاء!، فمثلا/ عدد لابأس به من الليبيين رقصوا في الشوارع حين أُغتيل القذافي، ولكن قلة منهم من يذكر القذافي منتقذا إياه موضوعيًا كرجل لعب دورًا جوهريًا ومهمًا جدًا في حياة الليبيين بل والعالم أيضًا، وينتهي الدكر بأحد تلك الكليشيهات السابقة دون نتيجة موضوعية تقييمة للتجربة وصاحبها رغم امتدادها لأربعة عقود”.
وأضاف: “محمود جبريل ضل الطريق أمام وهج السلطة وتعثر في تلابيبها وهو يكاد يمسك بها! يا للمفارقة! ونتيجة أن وهج السلطة كـأضوائها مبهرة وتشوش النظر والفكر، فكان أن شوشت فكر محمود جبريل الذي لولا بقعة الضوء تلك لربما حظي بإجماع أكبر عدد من الليبيين يعجز سواه عن تحقيقه! ولكن الرجل لم يكن صادقًا في فكره إنما أراده مطية للدور السياسي وإلى السلطة ورئاسة ليبيا دون سواها”.
وأكمل الفيتوري: “وجد محمود جبريل أن أحلام اليبيين قابلة للتحقق ببعض الأكاذيب التي يمكن صياغتها بمهارة لا تنقصه ويمكن حينها أن يركبها إلى حيث يريد، ووقع فريسة وهم السلطة وأبهرته بهرجتها فاخطأ مرتين، مرة حين قبل الميكافيلية الرخيصة من أجلها، ومرة حين ارتضاها هدفا لا حياد عنه، وهذا الحال جعله يتناقض يوميًا بين كينونته الفكرية التي يدعيها وتطلعاته السياسية التي يلهث ورائها”.
واختتم: “الذين راهنوا عليه مستقبلا ربما خاب رهانهم بموته والذين لم يعولوا عليه ربما رأوا في موته نقص في عدد الأعداء السياسيين لا غير، وأكبر فشل له أنه لم يخلق كادرا قياديا للتحالف الذي يٌحسب له أنه أوجده من العدم في أرض سياسية عدم! وهذه وحدها تٌحتسب ضده وضد كل ما بشر به حين كان مدربا محترفا ومخططا أستراتيجيا على الأقل حسب قوله هو عن نفسهَ”.
وكان لجبريل دور بارز في استدعاء الناتو للتدخل في ليبيا عام 2011م، حيث سارع في الأيام الأولى للأحداث للقاء الصهيوني الفرنسي من أصل جزائري، برنارد هنري ليفي، والمعروف بعراب الخراب والدمار ليقوما معًا بالترتيب لمؤامرة الناتو وإمداد العناصر الإرهابية بالأسلحة.
ووثق الصهيوني ليفي، في كتابه “الحرب بدون أن نحبها”، تفاصيل لقاءاته مع جبريل وإشراف الأخير على متابعة وصول الأسلحة الفرنسية إلى ليبيا، قائلاً إنه “نقل في 29 الربيع/مارس 2011م إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تفاصيل لقاء أجراه مع رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي محمود جبريل، مفاده أن الأسلحة الفرنسية تصل وكذلك المدربين، وأن لديهم انطباعًا بأن الأمور تحقق تقدمًا”، مؤكدًا أن ساركوزي رد قائلاً: “هذا صحيح.. لم نكن متأكدين من أنهم يملكون وسائل لثروتهم واضطررنا لوقفهم.. لا أسلحة كافية ولا تأهيلاً كذلك”.
وفي انتهاك واضح للشرائع السماوية، اعترف جبريل بوقوفه على جثمان القائد الشهيد معمر القذافي عندما كان مسجي في مصراتة، مؤكدًا أنه استقل طائرة من سرت واتجه إلى مصراتة لمعاينة جثمان القائد، زاعمًا أنه لم يفعل ذلك للتشفي.
وتحالف جبريل مع التيار الإسلامي، إبان أحداث عام 2011م، وعقب تأسيس تحالف القوى الوطنية، قال في مؤتمر صحفي بطرابلس إن الالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية هو أحد مبادئه، وأن تحالف القوى الوطنية يضم كل الأفكار، وينادي بالإسلام الوسطي المعتدل، والوسطية في كل الاتجاهات.
وكان رئيس تحالف القوى الوطنية ورئيس المكتب التنفيذي المنبثق عن المجلس الوطني الانتقالي السابق محمود جبريل، توفي اليوم الأحد في العاصمة المصرية القاهرة، بعد صراع مع المرض إثر إصابته بفيروس كورونا.
وظهر الفيروس الغامض في الصين، لأول مرة في 12 الكانون/ ديسمبر 2019م، بمدينة ووهان، إلا أن بكين كشفت عنه رسميا منتصف آي النار/ يناير الماضي.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي انتشر لاحقا في عدة بلدان، ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.
وينتقل فيروس كورونا عن طريق الجو في حالات التنفس والعطس والسعال، ومن أول أعراضه، ارتفاع درجة حرارة الجسم، وألم في الحنجرة، والسعال، وضيق في التنفس، والإسهال، وفي المراحل المتقدمة يتحول إلى التهاب رئوي، وفشل في الكلى، قد ينتهي بالموت.