محلي
السراج: استقالة سلامة انعكاس لصعوبة مهمة البعثة الأممية.. ونحتاج إلى الدعم الدولي لمواجهة وباء كورونا #قناة_الجماهيرية_العظمي_قناة_كل_الجماهير
أوج – طرابلس
أشاد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير الشرعية، فائز السراج، بجهود المبعوث الأممي المستقيل، غسان سلامة، قائلا إن استقالته “المفاجئة” التي تعتبر السادسة لمبعوثين أمميين إلى ليبيا، هي انعكاس لصعوبة وتعقيد مهمتهم.
وأضاف السراج، في حديث لوكالة “سبوتنيك” الروسية، طالعته “أوج”، أن سلامة بذل جهودا كبيرة للوصول إلى تسوية سياسية، وكان له دور بارز في انعقاد مؤتمر برلين، كما اقترح خطة من ثلاثة مسارات سياسية وعسكرية واقتصادية للخروج من الأزمة.
وتابع أن جهود سلامة كانت تركز على إيجاد توافق أو تفاهم بين الدول الخارجية التي تمارس نفوذا في ليبيا والتي دعيت للمشاركة في مؤتمر برلين وأقرت مخرجاته، مضيفا: “لكنها للأسف لم تحترم هذه المخرجات وواصلت دورها السلبي في الأزمة الليبية”.
وأردف: “الآن تتولى السفيرة ستيفاني وليامز المهمة بالوكالة، وهي على معرفة ودراية بتفاصيل الأزمة الليبية وخطة الأمم المتحدة لإيجاد تسوية سياسية ولا تحتاج إلى وقت لاستيعاب ما جرى ويجري، ونتمنى لها كل التوفيق”.
وفي سياق متصل، قال السراج، إن حكومة الوفاق جندت كل إمكانياتها لمواجهة وباء كورونا المستجد، بما في ذلك مؤسسة طبية “المركز الوطني لمكافحة الأمراض” الذي يعمل على جميع الأراضي الليبية دون استثناء، مطالبا بالدعم الدولي في مواجهة هذا الوباء؛ نظرا للظروف الاستثنائية إلى تمر بها ليبيا.
وحول إجراءات حكومته في مواجهة تفشي وباء كورونا، ذكر: “لقد أعلنا حالة الطوارئ والتعبئة العامة، وشكلنا لجنة عليا لمجابهة جائحة كورونا، وهي في حال انعقاد مستمر، واتخذنا إجراءات احترازية ووقائية مشددة وتدابير حازمة وإجراءات علاجية وتوعوية لمواجهة الجائحة، وسخرنا كل الإمكانيات المتاحة لمواجهة هذا الخطر الداهم”.
وأشار إلى إغلاق المنافذ البرية والجوية، وتخصيص أماكن للعزل والحجر الصحي بمختلف المناطق وتوفير الإقامة والإعاشة لليبيين العالقين في الخارج دون استثناء، وتخصيص أموال لتغطية هذه الأعباء وتوفير ما في الاستطاعة من معدات وأجهزة، متابعا: “بالنظر إلى ما تمر به البلاد من ظرف استثنائي ما زلنا نحتاج إلى دعم المجتمع الدولي”.
وأوضح السراج أن المركز الوطني لمكافحة الأمراض أرسل عند بدء الأزمة فريقا للمنطقة الشرقية لحصر وتوفير الاحتياجات، ولديه آليات للتنسيق مع مختلف المناطق، قائلا: “إنها مسؤوليتنا الوطنية وأمام المصلحة العليا للوطن تتراجع جميع المصالح الأخرى”.
حول النداءات الدولية التي دعت إلى وقف إطلاق النار في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، زعم السراج أن حكومة الوفاق تحترم التزاماتها الدولية، واستجابت لكل الدعوات والمساعي الدولية لوقف القتال في ليبيا، إلا أن الطرف الآخر لم يلتزم بها، وواصل خرق الهدن المعلنة، بحسب تأكيده.
وأضاف: “أعتقد أن المجتمع الدولي يدرك جيدا موقفنا في هذا الجانب، حيث استجابت حكومة الوفاق لجميع دعوات ومساعي وقف القتال، وكان آخرها الدعوة للوقف الإنساني للأعمال العدائية، الموجهة من سفراء وممثلين عن حكومات احدى عشر دولة اضافة لبعثتي الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي وذلك في 18 الربيع/ مارس الماضي، للسماح للسلطات المحلية بالتصدي لوباء كورونا المستجد”.
وذكر: “إننا حكومة شرعية مدنية تحترم التزاماتها تجاه المجتمع الدولي، لكنها ملتزمة قبل ذلك تجاه شعبها وعليها واجب حمايته، في إطار حق الدفاع المشروع عن النفس وفي حدود القانون الدولي”، مضيفا: “بحكم التجربة نتوقع ألا يكترث الطرف الآخر بدعوات الهدنة ـ فقد سيطر عليه هوس الاستيلاء على السلطة ولا فرق لديه أن مات الليبيين بالرصاص أم بوباء كورونا”.
وأعلن غسان سلامة، يوم 2 الربيع/ مارس الماضي، أنه طلب من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، إعفائه من مهمته في ليبيا، آملاً تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا.
ومن جهته، أعلن المركز لمكافحة الأمراض”، أمس الأحد، تسجيل حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد إلى 18، بينها حالة وفاة واحدة.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
ويذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.