أوج – ترهونة
اعتبر مجلس مشايخ وأعيان قبائل ترهونة القصف الذي يستهدف به الطيران التركي المدنيين في بيوتهم في المدينة، دليل على الفشل الذريع للمليشيات في تحقيق أي نصر على الأرض، وفقدانهم للسيطرة على عقولهم التي “عشعش فيها الوهم والضلال”.
وأكد المجلس في بيان لمكتبه الإعلامي، طالعته “أوج”، على مشروعية معركة قوات الشعب المسلح في استعادة الوطن وتحريره من بؤر الإرهاب والمرتزقة الأتراك وأذنابهم، كما يلفت انتباه المجتمع الدولي الذي يمارس سياسة ازدواجية المعايير تجاه الملف الليبي، ويعمل على نهج سياسة المماطلة في إطالة أمد الأزمة، ولم يحرك ساكنا تجاه العدوان المباشر لحكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “المعتوه” على ليبيا.
وأضاف أن قصف الأتراك للمدنيين في مدينة ترهونة يعيد للأذهان تاريخ الأتراك وإرثهم البغيض، ويؤكد للشعب الليبي عامة أن ما يسمى بالثوار لا يعدو كونهم مليشيات ولاءاتها وقياداتها في تركيا، وجميع من يدور في فلكهم من حكومة وساسة جميعهم بيادق للأتراك.
وأوضح المجلس أن المعركة اليوم تتطلب وعيا بأهميتها وقيمتها الوطنية قبل كل شيء، مؤكدا أن أهالي ترهونة يزدادون ثباتا وصلابة؛ لأنهم يؤمنون بقيمة وأهمية المعركة التي تقودها قوات الشعب المسلح، وهم على يقين تام بأن الثمن ليس زهيدا حتى يتحقق النصر.
وتابع: “قبائل ترهونة منذو أكثر من عام وهي تقدم قوافل الشهداء والجرحى، وتتحمل ضنك العيش وقلة الإمكانيات، علاوة على الخطف والابتزاز والتهديد والحصار كل هذا ومعنواياتهم تعانق السماء”، مستطردا: “قصفكم لبيوتنا أيها الجبناء لن ينال من ثباتنا وصمودنا وعشم الوطن الغالي فينا”.
واختتم: “إعلامكم وأبواقكم وصفحاتكم أضحت منابر سخرية وكذب ودجل، تحاولون عبثا من خلالها أن ترفعوا من معنويات أسر قتلاكم الذين وعدتموهم بوهم النصر، إنكم بهذا أعلنتم عن هزيمتكم المؤكدة لدينا”.
وكان مجلس مشايخ وأعيان قبائل ترهونة، أدان استهداف الطيران التركي لسيارات الوقود والسلع التموينية والدواء المسير للمنطقة الغربية من الحكومة المؤقتة، مؤكدا أن هذا الاستهداف الذي وصفه بـ”الخسيس” يعبر عن عمالة وخيانة من وراءه، ويحاول أن يشوه تاريخ بعض القبائل والمدن الليبية وتنال من انتمائها الوطني.
وقال المجلس في بيان لمكتبه الإعلامي، طالعته “أوج”، إن القصف التركي جاء في الوقت الذي وجه فيه نداء وطنيا لكل القبائل والمدن التي يقوم أبناؤها بإعطاء الإحداثيات لعصابة أردوغان على سيارات الوقود والسلع التموينية الضرورية، والمعدات الطبية والدواء أن يرصدوا هذه الشبكات الخبيثة ويجتثوها من على الأرض ولا يذروا منها أحدا.
وطالب المجلس القبائل والمدن الليبية أن تعمل بشكل عاجل على رفع الغطاء الاجتماعي عن كل من يثبت تورطه في المساس بالأمن الغذائي والدوائي للمواطن الليبي تحت أي ظرف.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
ويذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.