أوج – بنغازي
أكد عضو مجلس النواب المنعقد في طبرق، محمد العباني، إمكانية توقف القتال في ليبيا؛ إذا ما تحققت ظروفه وأصبحت البيئة مناسبة سواء بتفشي وباء كورونا أو سواها.
وقال العباني، في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية، طالعتها “أوج”، إنه يمكن استثمار أزمة كورونا لوقف إطلاق النار أو حتى الاتفاق على هدنة، لكنه استبعد ذلك في الوقت الحالي، لاسيما أن قوات الشعب المسلح تقاتل مليشيات مسيطرة على العاصمة لا تلتزم بعهد أو كلمة.
وأضاف: “الصراع في ليبيا بين جيش أسسه البرلمان، السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من كل الليبيين، وبين مجرمين أجرموا في حق الشعب الليبي، وعاثوا فيه تنكيلا وأفسدوا الحرث والنسل.
وتساءل: “مع من سيقف إطلاق النار؟ مع غنيوة أو المضغوطة أو الزمرينة أو البقرة أو بادي أو باشاغا أو السراج؟”.
من جهتها، رصدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا خلال الفترة من 3 الطير/ أبريل 2019م إلى 3 الطير/ أبريل 2020م، حصيلة الخسائر، إذ بلغت حصيلة ضحايا الحرب والنزاع المسلح بطرابلس من طرفي النزاع والمدنيين 4387 قتيلا، من بينهم 506 مدنيين، و41 عنصرا طبيا و64 سيدة و8 أطفال، و12753 جريحا من بينهم 800 مدني.
وبلغ إجمالي أعداد النازحين والمهجرين، 342.000 من مدن طرابلس والعزيزية والسواني وقصر بن غشير وعين زارة وصلاح الدين ووادي الربيع، وسجل نزوح وتهجير 57.000 ألف أسرة، من بينهم 90 ألف طفل، وبلغ عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية الطارئة 800 ألف شخص في عموم البلاد، ورصد حرمان 200 ألف طفل من الدراسة، بسبب استهداف المدارس والمرافق التعليمية، والمخاطر الأمنية على الطلاب.
وسجلت ليبيا 24 حالة إصابة بفيروس كورونا، حيث أعلن الطبيب أحمد المتجول، جراح القلب والصدر ومدير مؤسسة إيثار ليبيا للبحوث الطبية والعلمية، الخميس، اكتشاف 3 إصابات جديدة بالمرض من أقارب المصاب في بنغازي.
وظهر الفيروس الغامض في الصين، لأول مرة في 12 الكانون/ ديسمبر 2019م، بمدينة ووهان، إلا أن بكين كشفت عنه رسميا منتصف آي النار/ يناير الماضي.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي انتشر لاحقا في عدة بلدان، ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.
وينتقل فيروس كورونا عن طريق الجو في حالات التنفس والعطس والسعال، ومن أول أعراضه، ارتفاع درجة حرارة الجسم، وألم في الحنجرة، والسعال، وضيق في التنفس، والإسهال، وفي المراحل المتقدمة يتحول إلى التهاب رئوي، وفشل في الكلى، قد ينتهي بالموت.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.