أوج – أثينا
كشفت صحيفة “ekathimerini” اليونانية، أن أجهزة المخابرات اليونانية وخفر السواحل، كانت في حالة تأهب مرة أخرى خلال الأيام الماضية، بسبب سفينة شحن مشبوهة أبحرت من جنوب شرق تركيا، نحو وجهة زائفة إلى مدينة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية.
كشفت صحيفة “ekathimerini” اليونانية، أن أجهزة المخابرات اليونانية وخفر السواحل، كانت في حالة تأهب مرة أخرى خلال الأيام الماضية، بسبب سفينة شحن مشبوهة أبحرت من جنوب شرق تركيا، نحو وجهة زائفة إلى مدينة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها، نقلاً عن موقع “مارينترافيك” المتخصص في النقل البحري، طالعته وترجمته “أوج”، أن هناك شكوك، بأن سفينة الشحن “غريس أ”، والتي ترفع علم الكاميرون، تنقل معدات عسكرية إلى حكومة الوفاق غير الشرعية، موضحة أن ذلك انتهاك لحظر الأسلحة المفروض على ليبيا.
وحسب “مارينترافيك”، أبحرت السفينة من تركيا يوم 6 الربيع/مارس الماضي، وتم تحديد موقعها آخر مرة يوم 7 الطير/أبريل الجاري، قبالة قبرص، كما تم توقيفها منذ ذلك الحين وفق نظام التعرف التلقائي، موضحًا أن قاعدة البيانات الدولية، تظهر أن السفينة تعود لشركة مقرها لبنان.
وأكد المسؤولون اليونانيون لـ”ekathimerini”، أن تحركات السفينة لفتت نظر السلطات، إلا أنه حتى أمس الجمعة لم يتم توضيح وجهتها وشحنها.
وفي واقعة مماثلة قبل أشهر، أعلن المدعي العام الإيطالي، أن قبطان السفينة اللبنانية “بانا” قد اعتقل شمال إيطاليا للاشتباه بقيامه بتهريب أسلحة بين تركيا وليبيا.
وأفاد المدعي العام الإيطالي بأن القبطان اللبناني للسفينة التي رست في مدينة “جنوة” الساحلية، يخضع للتحقيق لقيامه بتسليم صواريخ ودبابات ومعدات عسكرية إلى ليبيا في انتهاك للحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على تصدير السلاح إلى ليبيا، مضيفاً أن القبطان يُشتبه في قيامه بالاتجار مع مسؤولين عسكريين أتراك لم يتم تحديد هويتهم بعد.
وكان المُدعي العام الإيطالي، بمدينة جنوة، ماركو زوكو، اتهم قبطان السفينة اللبنانية “بانا” التي استخدمتها تركيا لنقل أسلحة إلى ميناء طرابلس، بالإتجار غير المشروع بالسلاح.
وحسبما جاء في تقرير لصحيفة ” fanpage”، طالعته وترجمته “أوج”، فإن هذه هي التهمة الموجهة لقائد سفينة الشحن “بانا”، التي ترفع العلم اللبناني، ويُشتبه في أنها تحمل أسلحة وتتبعت من تركيا إلى ليبيا.
وتابع المُدعي العام الإيطالي: “عادة ما تحمل السفينة سيارات من أوروبا إلى شمال إفريقيا، لكنها سافرت أيضًا من تركيا إلى ليبيا، ما يجعل الاشتباه في إيقاف المحققين لنظام التعرف التلقائي مما يجعل الشحنة غير قابلة للتعقب بعد جزيرة كريت، خاصة أن البحرية الفرنسية أكدت أن فرقاطة تركية قد رافقت سفينة تحمل ناقلات جنود إلى طرابلس في 29 آي النار/يناير الماضي، ما يؤكد الاتهامات التي وجهتها وسائل الإعلام القريبة من خليفة حفتر”.
وواصل: “بالإضافة إلى الملفات والمستندات، حصلت نيابة جنوة على فيديو يوضح العربات المدرعة داخل سفينة، وفقًا للمحققين، وتم تصوير هذا الفيديو مباشرة داخل “بانا”، سفينة الشحن اللبنانية المشتبه في أنها تنقل أسلحة من تركيا إلى ليبيا لحكومة الوفاق”.
وكان الوزير اللبناني السابق ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، كشف عن اسم مالك سفينة الشحن اللبنانية “بانا”، والذي يدعى “مرعي أبو مرعي” وهو رجل أعمال لبناني وتمتلك مجموعته “أبو مرعي غروب” 12 باخرة للشحن البحري، وباخرتين سياحيتين، وتتنوع نشاطاتها الأخرى في قطاع العقارات، ومجمعات التسوّق، والسفر.
وتعود جذور أبو مرعي إلى عائلة متواضعة من إحدى بلدات إقليم الخروب في قضاء الشوف، ويقيم منذ أعوام في بلدة الهلالية، في جوار صيدا، وسرعان ما لمع اسمه في عالم المال والتجارة وشراء العقارات في محيط صيدا وبيروت ومناطق أخرى.
ويؤكد مقربون منه، أنه ”عمل في مطلع شبابه في إدارة محل لبويا السيارات في صيدا، مستفيداً من وجود شقيق له في ألمانيا الذي كان يرسل له السيارات المستعملة في الثمانينات والتسعينات من القرن الفائت”.
وأمضى أبو مرعي أعواماً في ألمانيا، لكنه عاد في مطلع عام 2000م إلى لبنان، وبعدما تحسن وضعه المالي، وارتفعت أرقام أرصدته في المصارف اللبنانية، أخذ ينسج علاقات مع عدد من النواب والسياسيين من مختلف الاتجاهات، فضلاً عن عدد لا بأس به من كبار الضباط في الأجهزة الأمنية، إضافة إلى مجموعة من القضاة الذي كان يصطحبهم مع زوجاتهم في رحلات مجانية على متن الباخرة التي يملكها واسمها ”أبو مرعي كروزس“ وأسس شركة سياحية لهذه الغاية.
في شهر التمور/أكتوبر من عام 2015م، وبموجب “قانون تحديد رؤساء العصابات الأجنبية المتاجِرة بالمخدرات” (Kingpin Act)، اتهم مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة الأمريكية أبو مرعي “بإدارة شركة شحن بحري ضخمة تسهّل الأنشطة غير المشروعة التي تقوم بها شبكة متهمة بتييض الأموال، وتجارة المخدرات على نطاق واسع.
وفرضت الوزارة عقوبات على أبو مرعي وأفراد عائلته وشركاته في لبنان وكل فروعها في الخارج، كما طالت هذه العقوبات عدداً من الافراد الذين يديرون هذه الشركات، وأدت الإجراءات الى تجميد أموال أبو مرعي في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الأصول التي يملكها وتملكها الشركات التي يستحوذ عليها، بعدما اتهمته السلطات الأمريكية بارتباطه بشبكة اللبناني- الكولومبي أيمن جمعة لتجارة المخدرات وتبييض الأموال، بتمويل حزب الله الذي تصف الولايات المتحدة بالمنظمة الإرهابية، إستنادا الى القرار الصادر يومها عن الخزان.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
ويذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل 2019م، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل 2019م بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق