نعي مجلس مشايخ ترهونة الشيخ العابد محمد الهادي وأبنائه الذين طالتهم آلة القتل والإجرام المليشياوي وهم عزل من السلاح في بيتهم، قائلا: “إن الشيخ العابد البالغ من العمر سبعين سنة يشغل مختار محلة حواتم بوسالمة بترهونة، فقد داهمت المليشيات بيته وقتلته هو وأبنائه بدم بارد”.
وحمّل المجلس في بيان، طالعته “أوج”، المسؤولية للمجتمع الدولي الذي يشرعن على الليبيين حكومة عاجزة ومرتهنة، ويمارس على الملف الليبي سياسة ازدواجية المعايير، حيث تعطلت كل القوانين الدولية والمعاهدات تجاه ما تمارسه تركيا من عدوان سافر على الشعب الليبي، وسيادته على حدوده البحرية والبرية والجوية، مضيفا: “إن ما ارتكبته مليشيا الأتراك في حق المدنيين في ترهونة من قتل وتهجير وسلب ونهب واعتقال هو جرائم حرب ضد الإنسانية دون أدنى شك”.
ووجه مجلس مشايخ وأعيان ترهونة نداء لجميع المنظمات الحقوقية في العالم إلى سرعة الدفع في اتجاه إدانة مجرم الحرب أردوغان وإحالته على الجنايات الدولية بسبب ما ارتكبه من جرائم إنسانية في ترهونة.
وفي سياق متصل، تلى الناطق باسم مجلس أعيان وحكماء ترهونة، عبد الرحيم البركي، بيان المجلس حول مستجدات الأوضاع في المدينة، قائلا إن قبائل ترهونة أعادت أمس إلى الأذهان، ملحمة الشقيقة التاريخية؛ من حيث الصمود الأسطوري أمام غزو تركي من طائرات مسيرة وبوارج حربية وإرهابيين وعملاء، موضحا أن حشدا مليشياويا هجم على قري مدينة ترهونة، لكن تم صده.
وأضاف، في مداخلة هاتفية على قناة ليبيا الحدث، تابعتها “أوج”، أن جرائم المليشيات الإرهابية في ليبيا طالت كل شيء أتت عليه، حتى الأطفال لم يسلموا من آلة قتلهم، كما لم تسلم منهم النساء والعجزة، متابعا: “عندما انحازت قبائل ترهونة إلى القوات المسلحة تدرك يقينا أن ما يجري في العاصمة طرابلس وسيطرة المليشيات على مفاصل الدولة وجرائمهم الشنيعة أن هذا لا يمكن بالمطلق أن يقود إلى بناء دولة ذات سيادة يسودها القانون والعدل”.
وأردف: “ندرك يقينا ونحن الأقرب إلى ما يجري في عاصمتنا، أن شماعة الدولة المدنية، مجرد سُقية لبقاء معسكر الإخوان المسلمين متحكم في القرار السياسي، متابعا: “القوات المسلحة تواجه اليوم عدوا وعدوانا تركيا ممولا من المصرف الليبي المركزي بمئات المليارات، الليبيون يموتون في اليوم ألف مرة ومرة من ضنك العيش وتردي الوضع الصحي”.
من جهتها، أكدت شعبة الإعلام الحربي، التابعة لقوات الشعب المسلح والقوة المساندة من أبناء القبائل، أول أمس السبت، قيام الجماعات الإرهابية ومجموعات الحشد المليشياوي الموالين للعدوان التركي وتحت غطاءٍ جويّ تركي بمحاولات بائسة للاقتراب من مدينة ترهونة.
وقالت الشعبة، في بيانٍ إعلامي طالعته “أوج”: “جنودنا البواسل كانوا لهم بالمرصاد، حيث تمكنت القوات المُسلحة من التصدي لهذه المحاولات ودحرت العدو وردته على عقبه خاسئاً”، مؤكدة أن قوات الشعب المسلح كبدت هذه الجماعات خسائر كبيرة، وتم أسر العديد من أفرادهم والتحفظ على عددٍ من جُثثهم التي تركوها مُلقاةً في العراءِ بعد أن ولّوا الدبر أمام قسوَة ضربات وحداتها.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل 2019م، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل 2019م بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.