دي مايو: المجتمع الدولي لن يقبل بتقسيم ليبيا والشعب الليبي يجب أن يكون الفاعل الرئيسي لعودة الاستقرار #قناة_الجماهيرية_العظمى_قناة_كل_الجماهير

أوج – روما
قال وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، إن هناك حالة من القلق لما يحدث في ليبيا، موضحًا أن القلق ليس تجاه ما يحدث حاليًا فقط، بل لما يحدث منذ سنوات.

وأضاف في مقابلة له، عبر فضائية “الجزيرة” تابعتها “أوج”: “لا يمكن لمكونات المجتمع الليبي، أن تبحث عن حل أزمة من خلال الأزمات، فهناك تدخلات كثيرة، وقررنا بأن ندفع إلى الأمام مع المجتمع الدولي نحو عملية السلام في برلين، التي طالبنا بأن تجمع أكبر قدر ممكن من الأطراف، والهدف الوصول إلى إيقاف النزاعات والقتال، وهذا يعني أن كل البلدان التي لها تدخلات في النزاع أن تتوقف، لأننا في مرحلة تاريخية”.

وواصل “دي مايو”: “وقف تصدير النفط في ليبيا، يجلعها فقيرة أكثر فأكثر، ثم يخل بالتوازنات، ومنذ شهور توقف تصدير البترول وهذا يؤثر على العائلات الليبية، ولن يخدم أحد، ويجب علينا التوصل إلى نتيجة لوقف القتال، وإيقاف بيع السلاح وإطلاق عملية ليبية ليبية تجمع الجميع، ولا أدري كم من الوقت سيتطلب ذلك، وأشكر كل مكونات المجتمع الدولي التي تساهم في هذا الاتجاه”.

وأردف: “أدنّا أكثر من مرة أي حركة عنيفة، ومنذ أول يوم لي بوزارة الخارجية، قلت إننا نعترف بحكومة السراج المعترف بها شرعيًا من الأمم المتحدة، ونقول لكل الأطراف ولاسيما في المنطقة الشرقية، أنه لابد من إيقاف القتال، فلا يمكن لحرب أن توقف حالة من الفوضى، ناجمة عن إلقاء القنابل على ليبيا، ونقول لكل الأطراف المتنازعة، أن تتوقف”.

وأكمل “دي مايو”: “في برلين لم يكن مهمًا التوقيع، لكن كان مهمًا أن تجلس كل الأطراف، وكنا نريد أن يوقعوا اتفاقًا للوصول إلى إيقاف القتال، وما كُتب في برلين يجب احترامه، والاتحاد الأوروبي الآن بصدد تجهيز بعثة بحرية وجوية لإيقاف تصدير الأسلحة ووقف التصعيد”.

واستدرك: “هدفنا ليس توجيه طرف على الآخر، ومهمة حظر تصدير الأسلحة ليست بحرية فقط، بل هي جوية أيضًا، ستسمح لنا على المستوى الأوروبي بإجبار الجميع على احترام حظر بيع الأسلحة، وما نريده مساعدة المجتمع الليبي، وكل البلديات الليبية للتصدي للأزمة الإنسانية، وطالبنا بإيقاف النزاع لمواجهة جائحة كورونا، وكل دول الاتحاد الأوروبي هي التي ستخسر أكثر من الغير، وهدفنا العودة إلى الاستقرار مع ليبيا كدولة مستقلة وذات سيادة وقوية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية”.

وسرد وزير الخارجية الإيطالي: “لا يوجد بلد لحاله يمكن أن يحل المشكلة الليبية، وهناك حاجة لجهود دولية، والواقع في ليبيا يقول بأن النزاع المسلح لا يحل المشكلة، وطالبنا كل البلدان بإيقاف التدخلات لأنه بهذه الطريقة ستشعر الأطراف أنها أقل قوة، وسيصبح من مصلحتها الجلوس على طاولة المفاوضات، للتوصل لحل دبلوماسي بدلاً من الحل العسكري، ونحن نعمل منذ اليوم الأول على إيقاف التصعيد والتدخلات، ولذلك كانت عملية برلين انطلاقة جيدة لجعل الجميع يجلس على الطاولة”.

ولفت إلى أنه: “بفضل أعمال غسان سلامة الذي أشكره، عملنا في إطار المهمة العسكرية وحملنا الجميع النقاش وتحرير مسودة وقف النزاع، وكان في ذلك فقرة تقول أنه على العسكريين أن يعودوا لمواقعهم الأولية من الطرفين، ثم جاءت جائحة كورونا التي لم تساعدنا على التوجه والعمل على الجهود الدبلوماسية، واللجنة العسكرية المشتركة أرادت الجلوس على المستوى العسكري للوصول إلى مسودة إيقاف القتال، ومن الأسباب الرئيسية التي لم يتم الوصول فيها إلى توقيع كان بسبب ابتعاد الأوضاع التي كان عليها كل طرف، عندما وقعنا الاتفاق”.

وبيّن “دي مايو”: “هدفنا إيقاف النزاع والتوصل إلى اتفاق، ووقف أي نزاع مسلح والمرور إلى الجهد الدبلوماسي، وسنبذل كل جهودنا للوصول إلى حل دبلوماسي سلمي، ولابد في هذه المرحلة أن نصل إلى استقرار ليبيا، والبحث دائمًا عن مسؤول بعينه هو الذي يجعل التصعيد يستمر، وهناك حاجة إلى جهد دبلوماسي كبير، وإلا فإن تصريحاتنا ستلقي الزيت على النار، وسيتواصلون في التصعيد”.

وسرد: “الضحية الحقيقية في كل هذا هو الشعب الليبي، وحتى قبل جائحة كورونا، كان يعيش أزمة إنسانية مسبوقة، ولا معنى بأن يسعى أحدهم للاستيلاء على طرابلس ثم يكون هناك المزيد من غياب الاستقرار، وحان زمن اللحظة الدبلوماسية وليس السلاح، وفي الاتحاد الأوروبي كانت هناك بالفعل اختلافات في وجهة النظر حول ليبيا، وليس بالضرورة بين إيطاليا وفرنسا فقط، وعندما حدث التصعيد العسكري كل البلدان فقدت قدرتها على التأثير دبلوماسيًا في ليبيا على كل الأطراف، ولذلك كان اتفاق برلين هو القاعدة، وعلى الجميع أن يعملوا مع بعضهم، خاصة بعد حدوث تقدمات في الموقف الأوروبي، ومن الناحية العسكرية، لا توجد بل واحدة في الاتحاد الأوروبي يمكن أن تشارك في ذلك”.

وتابع “دي مايو” مجددًا: “لا أعتقد أنه يجب أن يتم تقسيم ليبيا، والمجتمع الدولي لن يقبل ذلك، ونحن علينا العمل على أن تكون ليبيا موحدة، وليس على حل يعتبرها أكثر من دولة، وهذا ليس هدف عملية برلين، ولا هدف إيطاليا، ونحن لا نستسلم لمن يقول بأن ليبيا منقسمة إلى أكثر من طرف، أو أنها أصبحت مجموعة من الدول”.

واختتم: “على أطراف الأزمة أن يقوموا بمجهود كبير من أجل الحوار، وأن يقدموا الجهود الدبلوماسية، لأن الشعب الليبي يجب أن يكون هو الفاعل الرئيسي للعودة إلى الاستقرار، ما يتطلب جهدًا قد يكون غير مفهوم لنا كأوروبيين، لأننا لا نعيش هناك، ولا نتألم كما يتألم الشعب الليبي، والتاريخ أثبت أن الحل الوحيد هو الحوار، والجهد الدبلوماسي وتقديم التنازلات، لأن ليبيا في هذه الظروف جعلت الوضع العسكري يتأزم أكثر”.

Exit mobile version