أوج – طرابلس
قال وزير الداخلية بحكومة الوفاق غير الشرعية، فتحي باشاغا، اليوم الأربعاء، إن حكومته تركز على محاولة إخراج أعدائها من نطاق المدفعية في طرابلس، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي بعد تحقيق تقدم في جبهات القتال الغربية الرئيسية الأسبوع الماضي.
وأوضح باشاغا في تصريحات لوكالة “رويترز” البريطانية، أن طرد قوات خليفة حفتر من ترهونة قد يُنهي الحرب التي وصفها بـ”الأهلية” في ليبيا، مشيرًا إلى أن هذه المرحلة ستكون الخيار العسكري الأصعب في قتال حكومة الوفاق ضد قوات حفتر.
وأشار باشاغا، إلى أن كل تركيز حكومته ينصب الآن على كيفية حماية طرابلس وشعب طرابلس وإبعاد القصف المدفعي عنهم، مؤكدًا أن الاستراتيجية العامة للوفاق هي استعادة السيطرة على غرب ليبيا، وأنه لا حل عسكري للنزاع ، إلا أنه من غير الممكن أيضًا التفاوض مع حفتر.
واختتم: “ترهونة هي الخيار العسكري الأصعب للاقتحام لأنها أول نقطة تركيز وحشد لقوات حفتر، والتي من خلال دخولها نعتقد أن الحرب ستنتهي لأنه لا توجد مدينة أخرى في غرب ليبيا تعتبر نقطة تجمع لقوات حفتر.
وشنت مليشيات الوفاق هجوما فاشلا على مدينة ترهونة، قبل يومين، من عدة محاور منها الزطارنة والقره بوللي ومسلاتة وغريان والطويشة والمشروع وصلاح الدين، لكنها وجدت صدا وردعا من قوات الشعب المسلح والقوة المساندة لها من أبناء القبائل، حتى عادت على أدبارها.
وسيطرت القوات التابعة لحكومة الوفاق غير الشرعية، الأسبوع الماضي، على مدن الساحل الغربي بمساندة طيران تركي مُسير، والتي منها صرمان وصبراتة والعجيلات، واستولت على عدد من المدرعات وعربات صواريخ جراد، و10 دبابات وآليات مسلحة.
وتجاهلت تركيا الحظر الدولي المفروض على ليبيا في توريد السلاح، ودأبت على إرسال السلاح والمرتزقة والجنود الأتراك إلى طرابلس للقتال بجانب حكومة الوفاق غير الشرعية.
ويثير التدخّل التركي العسكري في ليبيا حفيظة نسبة كبيرة من الشارع التركي الذي ينتقده، ويطالب أردوغان بسحب الجنود الأتراك من ليبيا، وعدم تقديمهم قرابين من أجل تمرير سياساته هناك.
ويذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل 2019م، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل 2019م بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.