أوج – طرابلس
قال الناطق باسم عملية بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق غير الشرعية، مصطفى المجعي، إن ما وصفها بـ”عاصفة السلام”، تعُد إحدى مراحل عملية “بركان الغضب”، لصد الهجوم على العاصمة طرابلس.
وأضاف في تصريحات لموقع “عربي 21” القطري، طالعتها “أوج”: “هذه العملية كان يجب أن تنطلق بعد أن عربدت قوات حفتر بدعم من دول العدوان، مستغلة الهدنة المعلنة، لإرسال أطنان من الذخائر والعتاد العسكري النوعي، ولم تلتفت إلى دعوات وقف إطلاق النار”.
وتابع المجعي: “اتبعت قواتنا استراتيجية قطع الإمدادات البرية واستهداف الأرتال القادمة، وخنقت بذلك الميليشيات المتمركزة في جنوب العاصمة طرابلس وفي ترهونة، وعملية عاصفة السلام انطلقت باقتحام قاعدة الوطية الجوية، والتي كانت شريان الحياة لميليشيات حفتر والمرتزقة، ومثلت مصدر إمداد مهم لهم، وقامت قواتنا بتمشيط القاعدة ودمرت دفاعاتها الجوية، ومخازن الذخيرة والوقود بها، وقبضت على عدد من كوادرها الليبيين والأجانب”.
وواصل: “استشعرت ميليشيات حفتر الخطر، وحاولت إنقاذ الموقف، وتشتيت قوات بركان الغضب، فشنت هجومًا مباغتًا على بلدة أبوقرين غربي سرت، مهد له طيران أجنبي، ثم تقدمت قوة من مرتزقة حركة العدل والمساواة السودانية، يصاحبهم طيران عمودي، وحققوا تقدمًا سهلا في الساعات الأولى أمام انسحاب قواتنا المحسوب، واستعجلوا الاحتفال بالنصر وبث الصور من هناك، قبل أن تشرع قواتنا في هجوم مضاد”.
وأردف المجعي، أن ما وصفها بـ”قوات بركان الغضب، استهدفت غرفة عملياتهم الرئيسية ودمرتها وقتلت ضباطها بمن فيهم آمر المنطقة ومساعده، وأسقطت طائرة عمودية، مستدركًا: “ثم باشرت في مطاردة المرتزقة والمسلحين الآخرين، وغنمت آلياتهم وألقت القبض على العشرات منهم، فيما اختبأ عدد منهم في المنازل المجاورة حتى قبض عليهم في عمليات التمشيط، وكانت هزيمة مذلة أخرى لهم”.
وزعم المجعي في تصريحاته، أنه: “كان واضحا الارتباك الحاصل في صفوف العدو، فبينما كان يسرب الإمدادات لقاعدة الوطية لمحاولة تفعيلها، وبادرت قواتنا بالخطوة التالية، وضربت بعد يوم واحد من الهجوم على أبوقرين قواعد العدو في مدينتي صرمان وصبراتة المهمتين غربي طرابلس، وبسطت السيطرة عليهما، وعلى أربع مدن هي العجيلات، زلطن، رقدالين، الجميل، بالإضافة إلى بلدة العسة على الحدود التونسية، كل ذلك في أقل من أربع وعشرين ساعة”.
واستفاض: “قوات الوفاق تقدمت صوب الساحل بالتزامن مع تحرك عدة قواعد غير سرية غير مكشوفة داخل المدن ذاتها، حيث استغلت الحاضنة الاجتماعية، وبسطت سيطرتها على مساحة تقدر بأكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر مربع، والسيطرة على هذه المدن في وقت قياسي، أوصل رسالة واضحة لدول العدوان بأن لا حاضنة لحفتر في كل ليبيا، بل إنها سطوة الحديد والنار التي كان ينتهجها، وأنهم راهنوا حقَا على جواد خاسر، كان عليه أن يبيد الليبيين قبل أن يفكر في حكمهم”.
وفيما يخص ترهونة، قال: “بادرت قواتنا إلى تنفيذ هجوم من سبعة محاور لإنقاذ مدينة ترهونة المختطفة من قبل عصابة الكانيات، وتمكنت في يوم واحد من السيطرة على أكثر من 60% من المدينة التي تبعد جنوب العاصمة مسافة 70 كليومترا تقريبا، وكانت الطريق مفتوحة إلى وسط المدينة، إلا أن حسابات رأتها غرفة عملياتنا أوقفت الهجوم مؤقتا، إذ أن العائلات ما زالت تخرج رافعة الأعلام البيضاء، ويبدو أن هناك أملا لدخول المدينة بأقل الأضرار”.
واستدرك المجعي: “لن يستغرق الدخول لوسط ترهونة ما استغرقه دخول المدن الساحلية الست التي سبقتها، وستبسط الدولة سلطانها فيها في مدة وجيزة، وتفعّل فيها مديريات الأمن، ويعود المهجرون والنازحون إلى بيوتهم، ويأمن الناس على حياتهم ومعاشهم”.
واختتم: “السيطرة على ترهونة والوطية سيقطع دابر حفتر وداعميه من المنطقة الغربية، وستسعى الدولة لإيصال الخدمة لكل المواطنين غربًا وجنوبًا، خاصة بعدما عانوا الأمرين من هذه الحرب، وتوجد مراحل أخرى لعملية عاصفة السلام سيعلن عنها قريبًا، بهدف استعادة السلم الأهلي وبسط الدولة سلطانها على كل شبر من ليبيا”.
وتجاهلت تركيا الحظر الدولي المفروض على ليبيا في توريد السلاح، ودأبت على إرسال السلاح والمرتزقة والجنود الأتراك إلى طرابلس للقتال بجانب حكومة الوفاق غير الشرعية.
ويثير التدخّل التركي العسكري في ليبيا حفيظة نسبة كبيرة من الشارع التركي الذي ينتقده، ويطالب أردوغان بسحب الجنود الأتراك من ليبيا، وعدم تقديمهم قرابين من أجل تمرير سياساته هناك.
ويذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل 2019م، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل 2019م بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.