أوج – مصراتة
أكد آمر قوة الإسناد بعملية “بركان الغضب”، التابعة لحكومة الوفاق غير الشرعية، ناصر عمار، وجود استراتيجية جديدة لقوات الوفاق عن طريق عملية “عاصفة السلام” التي أصبحت تعد الخطط الهجومية بدلا من خطط الصد والدفاع عن العاصمة طرابلس.
وقال عمار، في مداخلة هاتفية لفضائية التناصح، تابعتها “أوج”، إن كل المحاور من صلاح الدين إلى المشروع والرملة وطريق المطار وكازيرما والمطار، تشهد عمليات كر وفر، كذلك الجويعة بما فيها منطقة العبانات الزعينة وسوق الجمعة، تعتمد “عاصفة السلام” فيها على خطة هجومية.
وأضاف: “اليوم، في محور صلاح الدين هناك تقدم قوي لقواتنا بتغطية نيرانية كبيرة، وذلك بعدما وصلت أسلحة متطورة من الحليف التركي، الذي وقعت معه حكومة الوفاق اتفاقية تعاون عسكري، وأصبح بالإمكان الاعتماد كليا على خطط هجومية، تتقدم شيئا فشيئا للاستحواذ على مناطق كانت تتمركز فيها مليشيات المجرم حفتر وتعتمد عليها في شن هجوم على محاور العاصمة”.
وتابع: “الآن، انقلبت الآية وأصبحت قوات حكومة الوفاق هي التي تمتلك زمام المبادرة وأساليب الهجوم والمباغتة، ولعل طريقة الهجوم التي اعتمدتها قوات بركان الغضب في صرمان وصبراتة وباقي مدن الساحل الغربي، خير دليل أننا أصبحنا متعافين تماما، وباتت معنويات الشباب مرتفعة، ومقبلين على مرحلة جديد من أجل تطويق مدينة ترهونة التي تعتبر رأس الأفعى حقيقة، ويشن عن طريقها الكثير من الهجمات وتعد خط إمداد رئيس”.
وأردف: “سلاح الجو أصبح أيضا يضرب في العمق ويستهدف شل خطوط الإمداد، كما نفذ ضربات قوية داخل مدينة ترهونة، حيث ضربت الكثير من مخازن الأسلحة والذخيرة، واستهدفت الخطوط التي يتسلل من خلالها المجرمين من مليشيات الكاني أو حفتر من أجل دعم بعض المحاور التي تشهد خللا حقيقيا بسبب الضربات القوية والقاسية لشبابنا والهجمات المباغتة التي أوقعت منهم الكثير من القتلى، كما تجاوز عدد الأسرى لدينا أكثر من 100 أسير”.
وواصل: “العدو الآن متخبط، فعندما كسرت شوكته في صبراتة وصرمان والعجيلات، وكانت الفرصة مواتية لاقتحام قاعدة الوطية، فكانت لدينا إمكانيات وأرتال من قواتنا تتحرك بقوة وكانت معنوياتها تطمح في تحرير الوطية، كذلك نفس الشيء في المحاور الأخرى، حتى في بوقرين كان هناك اجتهاد كبير من شبابنا من أجل حسم المعركة، لكن كلما أعطينا الوقت للعدو أن يستجمع قواه ويجمع شتاته ويحاول أن يقوي خطوطه بالمعدات الحديثة التي تضاهي المعدات التي اكتسبتها حكومة الوفاق من تركيا، تزداد الأمور صعوبة”.
وأكد دخول بعض المنظومات الصهيونية الخاصة بالدفاع الجوي والتشويش يقوي بها “المجرم حفتر” خطوطه وحظوظه أيضا، مضيفا: “رغم أن قوات الوفاق نفذت ضربات في العمق، لكن مازلنا الآن نطمح إلى إيجاد خطط تسرع في حسم المعركة وتدعم الجانب السياسي لحكومة الوفاق، من أجل إنهاء المؤامرة التي تقودها العديد من الدول، فتحقيق قواتنا انتصارات على الأرض تسبب إرباكا للمجرم حفتر الذي أصبح الآن يتكلم عن تفويض وأمور أخرى غير العسكرية، خصوصا في خطابه الذي وجهه للحمقى الذين يستمعون إليه”.
أكمل: “أصبح الآن المشهد مرتبكا لحفتر، وأوروبا تحاول إنقاذ هذا الرجل بعملية إيريني وغيرها، ومع ذلك أوجه ندائي لغرفة عمليات بركان الغضب أو حكومة الوفاق بأن تسرع عملية الحسم، وضرب رأس الأفعى ترهونة، خصوصا أنها أصل ومكان الداء الذي تتسرب منها الأفاعي التي تهاجم العاصمة وتحدث هذا الدمار.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.