محلي

مؤكدًا أن الصراع أمني وليس سياسيًا.. العباني: التدخل التركي وإرسال الإرهابيين إلى ليبيا يهدد أفريقيا .

قال عضو مجلس النواب المنعقد في طبرق، محمد العباني، إن التدخل التركي وإرسال الإرهابيين إلى ليبيا يثير القلق والفتنة في أفريقيا بشكل عام وشمال القارة بشكل خاص، محذرا من أن العناصر الإرهابية التي أوفدتهم أنقرة لليبيا سينتقلون إلى أوروبا ليمثلوا تهديدا خطيرا للقارة العجوز.

ودعا العباني، في تصريحات لصحيفة “الاتحاد” الإماراتية، طالعتها “أوج”، الدول الأوروبية لأن تساهم وعلى عجل لوقف ما يفعله الرئيس التركي رجب طيب أردوغا، كما دعا دول الجوار إلى دعم قوات الشعب المسلح التي تحارب الإرهاب، ومدها بالخبرات الكافية لتساهم في دعم الأمن القومي لدول الجوار، لأن أمن ليبيا من أمن الدول المجاورة.

وأوضح أن حل الأزمة في ليبيا يكمن في نزع سلاح المليشيات التابعة لحكومة الوفاق غير الشرعية، برئاسة فائز السراج، وحلها وإعادة دمج منتسبيها في القطاع الاقتصادي، وتطهير ليبيا من الإرهاب بشكل كامل، مشددا على أن الصراع في ليبيا أمني وليس سياسيا.

وأكد أن توقيع السراج، على اتفاقية أمنية مع النظام التركي، فتح الطريق لطلب دخول قوات تركية إلى ليبيا، موضحا أن أنقرة ترسل مرتزقة من سوريا إلى ليبيا دعما لحكومة الوفاق، كما ترسل السلاح والذخائر إلى المليشيات أمام المجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكناً في ظل فرض حظر التسليح على ليبيا.

ومن جهته، قال الناطق باسم قوات الكرامة، أحمد المسماري، الأربعاء الماضي، إن تركيا تنقل الإرهابيين من جنسيات أفريقية وغيرها من ليبيا إلى سوريا والعراق منذ 2011م وإنها تقوم اليوم بنفس العملية بشكل عكسي، في إشارة إلى نقلها إرهابيين من جبهة النصرة وتنظيم داعش إلى ليبيا.

وأضاف المسماري، في مقابلة مع فضائية “العربية الحدث”، تابعتها “أوج”: “الخارجية الروسية لديها معلومات استخباراتية دقيقة جدًا، على خلفية تواجد تركيا في شمال سوريا ومناطق النزاعات مع الجماعات الإرهابية؛ ونحن نؤيد ما قالته الخارجية الروسية وكل من يقول الحقيقة، وهذا ما أجبرنا على خوض المعركة ومطاردة الإرهاب في ليبيا حتى لا تكون بلادنا قاعدة لانطلاق الإرهاب إلى دول أخرى”.

وتابع المسماري: “في ناصر/يوليو الماضي تم نقل ما بين 1500 و1700 من إرهابيي جبهة النصرة إلى غرب ليبيا من الرافضين لاتفاق (أستانا) وتم نقلهم إلى ليبيا عبر تركيا، كما تم نقل عناصر من 10 فصائل سورية ينتمون للقاعدة إلى طرابلس فضلاً عن وجود وجوه جديدة يوميا من المرتزقة والمتطرفين غير السابقة في الجنوب الغربي، حيث تم قبل أسبوعين رصد 4 آلاف و800 من المرتزقة وهذا العدد في تزايد مستمر”.

وكان الرئيس التركي أقر بمقتل جنود أتراك في ليبيا، كانوا يُقاتلون قوات الشعب المسلح، بعد أسابيع من الجدل والصمت التركي حول حقيقة سقوط جنود موالين لأردوغان في ساحات القتال بليبيا ما أوردته المصادر في وقت سابق حول هوية القتلى.

وأضاف في كلمة ألقاها الأسبوع الماضي، أن جنوده موجودون في ليبيا رفقة مقاتلين من الجيش الوطني السوري، لقتال قوات الشعب المسلح، خلافا لما كان قد صرح به سابقا بأنه أرسل مستشارين أتراك فقط، تقتصر مهامهم على تقديم الدعم اللوجستي في المعارك.

واعتبر أردوغان انسحابه من ليبيا وسوريا والبحر المتوسط سيُكلف بلاده ثمناً باهظاً في المُستقبل، مُؤكداً أن سياساته في البلدين ليست مغامرة ولا خياراً عبثياً، مؤكدا أن جنوده ومرتزقته الذين أرسلهم إلى ليبيا أوقعوا نحو 100 قتيل وجريح من الليبيين.

وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.

يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.

وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.

وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى