استقبل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير الشرعية، فائز السراج، اليوم الأحد، رئيس المجلس الأعلى للإخوان المسلمين “المجلس الاستشاري”، خالد المشري، ورئيس مجلس النواب المنعقد في طرابلس، حمودة سيالة.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي، في بيان، طالعته “أوج”، إن اللقاء تناول مستجدات الأوضاع على الصعيدين المحلي والدولي.
وذكر البيان أن الاجتماع أكد على استمرار التشاور والتنسيق بين المجالس الثلاث في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية، إضافة إلى متابعة ملف الخدمات العامة، والعمل معاً من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.
ووصف عضو المؤتمر الوطني السابق عن حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، محمود عبدالعزيز، حكومة الوفاق غير الشرعية بـ”الفاشلة وغير الشرعية”، داعيا الليبيين بالنزول إلى الميادين لطردها بسبب فشلها في إدارة الأزمة منذ 4 الطير/ أبريل 2019م.
وقال عبد العزيز، في مقابلة له، على قناة التناصح، تابعتها “أوج”: “يخرج باشاغا بجلمة سنتحول من الدفاع للهجوم، لكن في الحقيقة باشاغا والمشري لا يملكون الشجاعة بالاعتراف بفشلهما في إدارة الأزمة، وفي حين كانت الصواريخ تقصف العاصمة كانت خطبة الجمعة تتحدث عن الأعمال المستحبة في رجب والصواريخ فوق منهم، ومسجد آخر عن صلة الرحم وكيف يجب أن تعامل المرأة زوجها، هذه حكومة عاجزة عن تغيير وزير أوقاف يبقى ازاى هتنتصر على حفتر، بدل المنابر ما ترفع المعنويات وتدعوهم للنفير تكلمهم عن الأعمال المستحبة في رجب، وأقول للحكومة عيب الكذب والاستهتار بأراوح الناس وعقول الناس”.
ويأتي اللقاء بعد أيام من إعلان السراج مقاطعة المجلس الاستشاري ومجلس نواب طرابلس، الحوار السياسي الذي ترعاه البعثة الأممية في ليبيا، والذي انطلق الأربعاء الماضي، بالعاصمة السويسرية جنيف.
وأعلن مجلس النواب المنعقد في طبرق، الاثنين الماضي، تعليق مشاركته في محادثات جنيف، معللاً ذلك بتدخل البعثة الأممية في اختيار المجلس للجنة الممثلة له.
وقال النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، أحميد حومة، إن المجلس قرر تعليق مشاركته في المسار السياسي بحوار جنيف المقرر عقده بعد غد، لتدخل بعثة الأمم المتحدة في اختيارات المجلس للأسماء المشاركة في الحوار.
وطالب حومة، في مؤتمر صحفي بمدينة بنغازي، الأعضاء الذين سافروا إلى جنيف بالعودة إلى ليبيا، موضحًا أن مجلس النواب اختار أسماء 13 عضوًا لتمثيله في محادثات جنيف، وفقًا للدوائر الانتخابية الـ13 في ليبيا، موضحًا أن البعثة الأممية في ليبيا تواصلت في الفترة الماضية بشكل مباشر مع بعض النواب في دوائر أخرى مختلفة واختارت 5 منهم.
وعلى الجانب الآخر، أكد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير الشرعية، فائز السراج، تعليق كل المفاوضات العسكرية والسياسية والاقتصادية التي ترعاها البعثة الأممية.
وقال السراج: “إن الحديث عن استئناف مفاوضات السلام، تجاوزته الأحداث على الأرض، وسط القصف المتواصل من الميليشيات التي تحاول السيطرة على طرابلس”.
ومن جهته، أعلن رئيس المجلس الأعلى للإخوان المسلمين “مجلس الدولة” خالد المشري، تعليق المجلس مشاركته في المسار السياسي للحوار بجنيف، قائلا: “المجلس لن يشارك إلا بانسحاب القوات المعتدية على طرابلس”.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي، الاثنين، أنه سيوجه رسالة إلى البعثة الأممية لتأجيل الحوار حتى انعقاد الجولة الثالثة من لقاءات اللجنة العسكرية (5+5)، داعيا إلى الربط بين المسارين العسكري والسياسي.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.