#صحيفة_العرب_اللندنية : وكالة الأناضول تحّرف معلومات صحيفة فرنسية عن #ليبيا

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏نص‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏

تحت عنوان “لوموند الفرنسية: مرتزقة للنظام السوري وصلوا ليبيا لدعم حفتر”، حرفت وكالة الأناضول التركية، الأسبوع الماضي، مضمون تقرير للصحيفة الفرنسية، الذي كان معاكسا لما ادعته الأناضول، في انتهاك واضح للمعايير الصحافية وأخلاقيات المهنة.
وجاء في تقرير لوموند أن “أنقرة أرسلت حوالي ثلاثة آلاف مقاتل سوري موال لتركيا من المعارضة السورية إلى طرابلس”، في حين بدأ تحريف وكالة الأناضول للتقرير ابتداء من العنوان، وصولا إلى المصطلحات والتسميات الرسمية للمسؤولين الليبيين المتداولة في وسائل الإعلام العربية والدولية.
وجاء في خبر الأناضول الذي بدا متقطعا وخاليا من السياق المنطقي للقصة الصحافية، وناسخا مقاطع من التقرير دون سياقها الأصلي، “ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية، الجمعة، أن مرتزقة تابعين للنظام السوري، وصلوا مؤخرا إلى ليبيا، من أجل الالتحاق بصفوف ميليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وقالت الصحيفة، نقلا عن مصادر عسكرية، إن حفتر تحالف مع نظام الأسد، ضد حكومة الوفاق الوطني الليبية.
وأضافت أن النظام السوري سلّم مقر السفارة الليبية في دمشق، إلى ما يسمى بالحكومة الليبية الموالية لحفتر. وأفادت بأن نظام الأسد وحفتر اتحدا ضد حكومة الوفاق الوطني الليبية. واستطردت: مرتزقة تابعون للنظام السوري وصلوا مؤخرا إلى ليبيا للالتحاق بصفوف ميليشيات حفتر”.
ويوجه الإعلام التركي الرسمي والموالي للحكومة، التقارير الإخبارية للصحافة الدولية، بما يتناسب مع سياسة الرئيس رجب طيب أردوغان.
خبر “الأناضول” بدا متقطعا خاليا من السياق المنطقي للقصة الصحافية، ونسخ مقاطع من تقرير لوموند من دون سياقها الأصلي
ويظهر هذا التوجه جليا في ما قامت به الأناضول، من مزاعم نسبتها للصحيفة الفرنسية التي أكدت في تقريرها أن تحالف المشير خليفة حفتر مع الرئيس السوري بشار الأسد جاء لصد العدوان التركي عن بلديهما، وهو ما حرصت الأناضول على تجاهله وتحريفه وفق توجهاتها.
وتنفرد وكالة الأناضول ووسائل الإعلام التركية التي تسير وفق نهجها، إضافة إلى منابر الإخوان في العالم العربي، بإطلاق صفة “اللواء المتقاعد” على المشير خليفة حفتر، كما تطلق على الجيش الوطني الليبي، عبارة “ميليشيا حفتر”، بعكس وكالات الأنباء العربية والدولية التي تلتزم بالصفات الرسمية “المشير، والجيش الوطني الليبي”.
ولاحظ متابعون أن الإعلام التركي يستخدم نفس المفردات التي أوردتها التقارير الدولية للحديث عن المرتزقة السوريين الذين أرسلهم أردوغان إلى ليبيا لدعم قوات فائز السراج في طرابلس والإخوان، وصار الإعلام التركي الآن يستخدمها لوصف سوريين يدعي أنهم وصلوا إلى ليبيا.
وأكد هؤلاء أن تسارع الضربات التي تلقاها أردوغان في الآونة الأخيرة، وارتفاع عدد القتلى الأتراك على خلفية تدخله في ليبيا وسوريا، جعلا الإعلام التركي يتخبط في محاولة التغطية المستمرة على الخسائر، فوقع في فخ التضليل والتحريف.
وما زالت مستمرة تداعيات مقطع الفيديو الذي نشرته الوكالة لعناصر داخل مدرعة تركية يحملون شعار داعش وصفتهم بالمعارضة السورية المعتدلة! حيث لم تنتبه الأناضول إلى أنها توثق علاقة بلادها بتنظيم داعش حين نشرت الفيديو، وحذفته لاحقا، لكن ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي أعادوا نشره وأكدوا أنه دليل واضح على أن أردوغان يعمل على توظيف الإرهاب لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية في سوريا وليبيا.
انتشرت مقاطع فيديو لاستقبال قتلى جنود وضباط الجيش التركي في وسط أنقرة سقطوا في المواجهات الأخيرة في إدلب وطرابلس، وسط تكتم إعلامي شديد، ونقمة من أهالي الجنود والشعب التركي الذي لا يفهم سبب إقحام بلاده في حروب المنطقة. وتم تسريب بعض الصور من قبل قناة تركية، الأمر الذي تسبب في سجن رئيس الأخبار.
وقضت محكمة تركية، الجمعة، بحجب موقع “أودا تي.في” الإخباري، وعزت الحكم إلى انتهاك قانون ينظم استخدام شبكة الإنترنت، وجرى الخميس إلقاء القبض على رئيس قسم الأخبار في الموقع، باريش ترك أوغلو، والمراسلة هوليا كيلينتش، في إسطنبول بسبب تقرير عن جنازة ضابط استخبارات تركي تردد أنه قتل في ليبيا، وفقا لمذكرة رسمية نشرها الموقع. وتمت إحالة رئيس تحرير الموقع باريش بهلوان إلى إحدى محاكم إسطنبول بناء على طلب الإدعاء، بحسب ما أوردته وكالة أنباء “الأناضول” التركية. وكان تم استدعاؤه للإدلاء بشهادته في وقت سابق.
وأبقت المحكمة باريش ترك أوغلو وهوليا كيلينتش قيد التوقيف المؤقت بعدما نشرا عبر موقع “أودا تي.في” فيديو يقولان إنّه لمراسم الدفن التي جرت بشكل متكتم.
وتتم ملاحقتهما لكشفهما هوية عنصر الاستخبارات. ونشر الموقع اسم العنصر المزعوم والحرف الأول من اسمه العائلي، مضيفا أنّه دفن في غرب تركيا.
غير أنّ الموقع أوضح أنّه لم يكشف الاسم لأنّ هوية العنصر الذي يزعم أنّه قتل في ليبيا كشف عنها نائب تركي معارض.
ولنفس السبب، أوقفت السلطات التركية، الأربعاء الماضي، صحافيين تركيين قد يواجهان عقوبة السجن تسع سنوات لنشرهما تقريرا عن جنازة يزعم أنّها لعنصر استخبارات قتل في ليبيا.
وانتقد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو نشر التقرير. وقال في مقابلة مع قناة محلية إنّ “أسرار الدولة، الأسرار المتعلقة بالأمن القومي، موجودة”.
وتعليقا على ذلك قال إرول أونديروغلو، ممثل منظمة “صحافيون بلا حدود” في تركيا، في حسابه على تويتر “يبدو أن تركيا تعرفت على هوية ضابط المخابرات الذي فقد حياته في ليبيا من مسؤول في حزب سياسي، وليس من أخبار أودا تي.في. نريد إطلاق سراح رئيس الأخبار لأنه لا يمكن اتهامه بالكشف عن هوية الضابط المقتول”
Exit mobile version