محلي

“جارديان”: فيروس كورونا يقطع المساعدات عن المهاجرين في ليبيا ويفاقم معاناتهم #ليبيا #قناةالجماهيريةالعظمى

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، ‏أشخاص يجلسون‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏، ‏نص مفاده '‏الأخبار فيروس كورونا يقطع المساعدات عن المهاجرين في ليبيا ويفاقم معاناتهم‏'‏‏

أوج – لندن
سلطت صحيفة “جارديان” البريطانية الضوء على الأزمة الإنسانية التي يعيشها المهاجرون في ليبيا، لاسيما مع الظروف الصعبة بسبب وباء كورونا الذي زاد من أوضاعهم تفاقما، وتتزايد المخاوف من أن تتركهم المنظمات غير الحكومية دون مال أو طعام.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها، طالعته وترجمته “أوج”، أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أعلنت الأسبوع الماضي، أنها ستعلق بعض الأنشطة في ليبيا، بما فيها مركز مجتمعي بطرابلس وآخر للتسجيل؛ حيث يمكن للوافدين الجدد التسجيل للحصول على المساعدة، مضيفة أن المفوضية ستتوقف أيضا عن إجراء زيارات إلى مراكز الاحتجاز حتى يتم تزويد الموظفين بمعدات الحماية الشخصية، كما أوقفت المفوضية والمنظمة الدولية للهجرة رحلات إعادة التوطين للاجئين والمهاجرين على مستوى العالم.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مهاجر إريتري في طرابلس قوله: “نحن خائفون من هذا المرض، نحن محاصرون في منزلنا، وإذا جاء الفيروس إلى ليبيا فسيكون خطيرًا جدًا، خاصة على اللاجئين؛ لأننا نعيش بكثافة في مكان واحد”، مضيفا أن ما بين ستة وثمانية أشخاص ينامون في غرفة واحدة، لأن سعر الإيجار مرتفع للغاية، فيما قال مهاجر آخر من دارفور بالسودان: “تمنع الحكومة جميع الناس من مغادرة منازلهم، لكننا بحاجة إلى العمل للحصول على المال من أجل الغذاء”.
وذكرت الصحيفة في تقريرها، أن الآلاف من اللاجئين والمهاجرين المحاصرين في ليبيا حاولوا الوصول إلى أوروبا من خلال عبور البحر المتوسط على متن قوارب، لكن تم اعتراضهم وإعادتهم من قبل خفر السواحل التابعة لحكومة الوفاق غير الشرعية والمدعوم من الاتحاد الأوروبي، موضحة أن المهاجرين هربوا من الحروب أو الديكتاتوريات في جميع أنحاء أفريقيا، ويقضون الآن سنوات في مراكز الاحتجاز المرتبطة بحكومة الوفاق في طرابلس، وسط ظروف ضيقة أدانتها مرارًا وتكرارًا جماعات حقوق الإنسان.
وأضافت أنه في وقت سابق من العام الجاري، اضطر مئات اللاجئين والمهاجرين إلى مغادرة مركز التجمع والمغادرة الذي أنشأته المفوضية وتموله الجهات المانحة في طرابلس، وتم الإعلان عن المركز بأنه “بديل للاحتجاز” عندما تم افتتاحه في أواخر عام 2018م، بهدف استخدامه كمكان آمن حيث يمكن إحضار الأشخاص المستضعفين قبل الإخلاء، وبدلاً من ذلك، سرعان ما أصبحت غارقة في المشاكل.
وأجرت الصحيفة مقابلات مع مهاجرين في رواندا، حيث أوضحوا كيف تم استخدام مركز الإيواء كقاعدة عسكرية، مع تخزين الأسلحة حول محيطه، مؤكدين أن قادة المليشيات لجأوا إلى هناك أيضًا، على أمل أن يمنعهم من ضربهم بغارة جوية، كما استخدموا اللاجئين في الداخل بشكل فعال كدروع بشرية.
ووصف بعض اللاجئين أنفسهم بـ”العبيد”، حيث قالوا إنهم أجبروا على تفريغ وحمل أسلحة ثقيلة وذخائر، وحتى بناء ملجأ للخيول التي يملكها محمد الخوجة الذي يشرف على مركز في طريق السكة بالعاصمة طرابلس، كما أنّه نائب جهاز الهجرة غير الشرعية التابع لداخلية الوفاق، كما قال مهاجر إريتري: “إذا كنت لا ترغب في العمل فإنهم يجبرونك على الذهاب، لقد كانت فترة سيئة حقا”.
وأشارت الصحيفة إلى صعوبة وصول المساعدات النقدية إلى المهاجرين في ليبيا، متطرقة إلى تصريحات الناطق باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي قال فيها: “قضايا السيولة المصرفية في ليبيا هي مشكلة مستمرة”، لكنه أكد أنهم وزعوا الأسبوع الماضي ويأملون في استئناف عمليات التوزيع النقدية في غضون أيام قليلة، إلا أن الكثير من اللاجئين يشكون من عدم وصول المساعدات، حيث ذكر أحد سكان دارفور: “قالوا إنهم سيتصلون بنا في غضون أسابيع ، لكن شهرًا مضى”.
ولفتت إلى المخاوف من فيروس كورونا على المهاجرين، حيث قال المدير القطري لمجلس اللاجئين الدنماركي، ليام كيلي: “هناك خطر حقيقي من اختلاط الفيروسات التاجية مع مرض السل”، كما نقلت تصريحات عامل إغاثة آخر، التي أكد فيها أن نتيجة المهاجرين واللاجئين ستكون “كارثية” إذا تفشى المرض، موضحا: “القيود المفروضة على أنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية قد تؤدي إلى تدهور وضع اللاجئين والمهاجرين بشكل أكبر”.
وذكرت الصحيفة أن فيروس كورونا يمثل تهديدًا خطيرًا لآلاف اللاجئين والمهاجرين الذين ما زالوا محبوسين في مراكز الاحتجاز، حيث قال مهاجر إريتري في منطقة سوق الخميس شرق طرابلس، إن الكثير من الناس كانوا يخرجون ويعملون خلال النهار مقابل الطعام، لكن توقف ذلك الآن بسبب فيروس كورونا، مضيفا: “لا أحد يعطينا الطعام، نحن نعاني، ولا نعرف ماذا نفعل أو إلى أين نذهب، أعتقد أن قصتنا ستنتهي هنا”.
وأكدت الصحيفة وفاة عشرات المهاجرين في مركز احتجاز الزنتان جنوب غرب طرابلس؛ بسبب السل ومشاكل طبية أخرى، وكذلك في حريق أخير، حيث قال أحد المعتقلين إنه قلق أكثر من أي وقت مضى بشأن نقص المساحة؛ لأن جميع الناس يستخدمون المراحيض المشتركة.
واختتمت الصحيفة تقريرها بأن بعض اللاجئين يواصلون بشكل يائس محاولة عبور البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى إيطاليا، لكن تم إيقاف مهام البحث والإنقاذ الإنسانية منذ 27 النوار فبراير الماضي، بسبب تفشي فيروس كورونا.
وظهر الفيروس الغامض في الصين، لأول مرة في 12 الكانون/ ديسمبر 2019م، بمدينة ووهان، إلا أن بكين كشفت عنه رسميا منتصف آي النار/ يناير الماضي.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي انتشر لاحقا في عدة بلدان، ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.
وينتقل فيروس كورونا عن طريق الجو في حالات التنفس والعطس والسعال، ومن أول أعراضه، ارتفاع درجة حرارة الجسم، وألم في الحنجرة، والسعال، وضيق في التنفس، والإسهال، وفي المراحل المتقدمة يتحول إلى التهاب رئوي، وفشل في الكلى، قد ينتهي بالموت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى