محلي
صهد: أسير الحرب يريد حكم ليبيا بقوة السلاح.. ومبعوثو الأمم المتحدة ينفذون أجندات خاصة
أوج – طرابلس
قال عضو مجلس الإخوان المسلمين “مجلس الدولة” وعضو ما تسمى جبهة إنقاذ ليبيا المعادية لثورة الفاتح والتي أشرفت على تأسيسها المخابرات المركزية الأمريكية، إبراهيم صهد، إن حل الأزمة بيد الليبيين أنفسهم، مضيفا: “ولو اضطررنا إلى وساطة، يجب أن تكون نزيهة ومحايدة وليست وساطة لديها وجهات نظر خاصة أو أجندات متضاربة”.
وأوضح صهد، في مداخلة مع برنامج نافذة على الوطن، المذاع على قناة ليبيا الوطن، تابعتها “أوج”: “جربنا الأمم المتحدة إبان الاستقلال ورأينا في الأمم المتحدة عن طريق مندوبها أدريان بلت، وقد قاد الليبيين أن يصلوا إلى الاستقلال، لكن تجربتنا مع الأمم المتحدة بعد الثورة رأينا مندوبي الأمم المتحدة إلى ليبيا، على الأقل آخر ثلاثة مندوبين لم يكونوا محايدين، وينفذون أجنداتهم الخاصة أو أجندات أخرى”.
وتابع: “الأمم المتحدة في الأساس دورها ليست وسيط، إنما تقديم الدعم إلى ليبيا أي دعم الحكومة الشرعية التي اعترفت بها الأمم المتحدة والتي انبثقت عن اتفاق الصخيرات، ويجب التواصل مع هذه الحكومة، ولكن هناك رغبة جامحة على إبقاء الموضوع وكأنه بين طرفين رغم أن أحدهما له شرعية وآخر يفتقدها، وإنما يخوض حربا منذ 5 سنوات دمر فيها بنغازي ودرنة بعد حصار عنيف، وتدمر فيها طرابلس الآن ومازال يريد البعض أن يتعامل على أنه نزاع بين السراج وحفتر وهذا غير صحيح”.
وعن التطورات الأخيرة فيما يخص الدور الأفريقي المرتقب، قال: “أفريقيا لم تخض في الملف الليبي وكانت مترددة، وكانت أوروبا تريد السيطرة على الملف وبعض الدول العربية رأت مصلحتها في تأييد المعتدي وتقف بجانبه ولا تريد للقارة السمراء أن يكون لها دور، ويجب على أفريقيا أن تعرف حيثيات المشكلة الليبية، وهي أن هناك عسكريا متقاعدا أسير حرب يريد أن يحكم ليبيا بقوة السلاح ويمحى كل التضحيات في ثورتهم وكل الدماء التي سالت ويرد أن يمحوها لزمن أشد طغيانا وآلما وهذه هي المشكلة وليس كما يقال مشكلة توزيع الثروة، والمشكلة أن هناك انقلابا عسكريا ضد الثورة في 2014م وعلى وقعه يقتل الأبرياء”.
وعن التأثير الفرنسي على الدول الأفريقية فيما يخص موقفها من الأزمة الليبية، ذكر: “حل المشكلة الليبية يكمن في لقاء ليبي ليبي بمعزل عن التأثيرات الخارجية، وللأسف منذ أن نجحت الثورة أخذنا فترة قصيرة بعيدا عن هذه التأثيرات، ولم نرضخ، حتى بدأت كل دولة في التدخل، مثلا مصر بعد أن كانت شبه محايدة في معارضة الثورة، أصبحت صاحبة دور يبعث عن قلق الثورة ويعيد الأمور لما كانت عليه، وأيضا التدخلات السافرة للإمارات واضحة فهي لا تريد الثورة الليبية أن تنجح ولديها كثير من الأطماع مثل مصر، والحديث عن أطماع الإمارات أصبح الآن منتشرا ويتم بالتسريبات حيث سرب وثائق اتفاقات للإمارات وحفتر تمنح مزايا لتسويق النفط من خلال الموانئ وأيضا تريد شراكة مع المصارف الليبية”.
وواصل: “أما فرنسا أيضا لديها نظرة تريد أن تحول الجنوب إلى نقطة ارتكاز لتقديم مساعدات للدول الأفريقية ومن ثم السيطرة عليها، وأفريقيا لا تستطيع فعل شيء كثير إلى ليبيا إلا بفهم حقيقة المشكلة الليبية، ولكن هناك مشكلة أن الطرف الآخر يمثل الثورة المضادة، يسعى إلى تقويض الثورة وحكم ليبيا عسكريا من جيد ويدمر كل هذه الإمكانيات والتي يمكن أن تسعد وتنهض ليبيا بها، وإذا لم يفهم هذا الأمر على هذا الأساس واستمر النظر إلى أن المشكلة بين طرفين كل منهما يريد أن يحكم، فهذا الأمر فهم خاطئ”.
وعن المسار السياسي المرتقب في جنيف، قال: “دائما نحن نتحدث عن اللبيين وعن المؤسسات التي من واجبها الحديث عن الصلاحيات، وحسب الاتفاق السياسي، ومن يستطيع أن يعدله وأن يجد حلولا هو مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، وعندما اجتمع المجلسان منذ سنتين في تونس، ووصلوا إلى نتائج، وكان يمكن البناء على هذه النتائج، لكن فوجئنا أن سلامة استغل التوافق وقدم مبادرة من عنده وهي تتناقض كليا عن روح التفاهم الذي صار في تونس، وهذا الأمر سبب تنافرا من جديد، ولم نحصل على هذا التوافق مرة وتانية، والآن الحل أن المجلسين يصلا إلى نتيجة وهي تشكيل المجلس الرئاسي والحكومة والمناصب السيادية بموجب الاتفاق السياسي، وعمل طبخة خاصة به وحده”.
وتابع: “عندنا قلت أن الليبيين لابد أن يتفقوا لم أكن استعبد أن حفتر أساس المشكلة، لكن كنت أرى إذا نحن استطعنا أن نعيد تأكيد المجلس الرئاسي بطريقة أو أخرى، وتشكيل حكومة متفق عليها، ونصبح وضعنا الحصان أمام العربية، ويكون أمام العالم كله أن هناك اتفاق على هذه الحكومة والمجلس الرئاسي، وسيكون إنهاء تسلط حفتر أمر لا يستطيع أحد أن يقف أمامه، وحتى الدول التي تساند حفتر ستكون أمام مشكلة، وأنا لا يهمني أن تعطى شرعية جديدة للمجلس الرئاسي كان من كان سيكون في المجلس حتى تسحب ورقة أن مجلس النواب لم يعتمده وحتى تنتهى هذا المسألة، ومن يريد أن يستمر في مساندة حفتر سيواجه تحالفات نحن نستطيع أن نقوم بها”.
وعن حوار جنيف، قال: “الحقيقة لا أرى أي منفعة أو نجاح لحوار سياسي في جنيف بدون أن يكون هناك وقف نار دائم وانسحاب القوات المعتدية وعودة النارحين وأن يكون موقف الدولة واضحا فيما يتعلق بمساندة الحكومة الشرعية المعترف بها من مجلس الأمن، وليس أن الطرفين متساويين، لكن أن نذهب إلى جنيف ومازالت المدافع تضرب في مطار معيتيقة وطرابلس، فهذا أمر لا يمكن، وكما قال تشرتشل لا يمكن بأي حال أن تطلب من رأسه في فم الضبع أن يجد حلولا مع هذا المفترس”.
وعن الموقف الأمريكي، قال: “الموقف الأمريكي في البداية أي بعد 4 الطير/ أبريل 2019م كان نحو حفتر والمكالمة الشهيرة مع حفتر، ولكن بعد ذلك جرت تحركات لنا في أوساط الكونجرس، وأقنعنا لجنة الشئون الخارجية حول ليبيا، ومنذ ذلك الحين رأينا تراجع، والآن جرى تطور آخر سيكون هناك جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي حول ليبيا تمهيدا لدراسة قانونين، وفي الواقع مثل هذه الإحاطة بحضور مسئولين في الدولة الأمريكية ومن الأوساط الأمريكية، وهناك من سيتمكن بالحضور، لكن المتحدث الرئيسي سيكون وكيل وزارة الخارجية في الحكومة، ويوم الجمعة 14 النوار/ فبراير سيكون مخصص لليبيا جلسة ختامية من مجلس الشيوخ والنواب”.
وعن مشروعي القانونين حول ليبيا، ذكر: “هناك مشروعا قرارين في الكونجرس والشيوخ حول الاستقرار في ليبيا وإذا أجازت القرارين، واعتقد أنها ستعتمدها، وهما يستهدفان تحديد سياسية أمريكا واضحة تجاه ليبيا، وبالنسبة لمشروع القانون في صيغته الحالية، فيه أحد البنود يتناول مساءلة الدول التي تدخلت بشكل سلبي في ليبيا، وهي دول مذكورة بالاسم مثل الإمارات ومصر والأردن، وأيضا يتناول بعض الدعم لليبيا، والقانون معقد وفيه جوانب كبيرة جدا، وأهم ما فيه أن الحزبين متبنيين القانون، وهذا سيؤدي إلى الضغط على الإدارة الأمريكية”.
وحول علاقة الإمارات والسعودية ومصر بالإداراة الأمريكية، قال: “الإدارة الأمريكية لديها علاقات قوية مع الإمارات ومصر والسعودية، لكن هناك ضغط مقابل من الكونجرس الأمريكي تجاه الرئيس، بحيث تكون هناك سياسة واضحة، ووقف التذبذب الأمريكية ورسائله المتذبذبة من وقت لآخر”.
وأردف: “أنا لا أعول على أمريكا وأوروبا، لكن أعول على الموقف في الأرض، وأعول على حكومة الوفاق، والمجلس الرئاسي ينبغى أن ينهي حالة التردد، وليس هناك وقف ولا هدنة والطرف الآخر لم يوقع وكل يوم يمارس خروقات”.
وعن غلق المنشآت النفطية، قال :”غلق الموانئ في صالح السعودية والإمارات، لأنهم زادوا من ضخهم النفط وصحيح النفط الليبي لا يعوض للنفط السعودي والإماراتي من حيث الجودة والقرب لأسواق أوروبا، لكن الآن مثل من زمان أغلق النفط والمستفيد الوحيد كانت السعودية والإمارات وكانت أسعار النفط عالية جدا، ونفس الطريقة الآن يتم تكرارها، ولن تؤثر علاقة السعودية والإمارات الجيدة مع أمريكا على موقفها وتحركها تجاه مسألة غلق الموانئ”.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.