محلي

يمكن لروسيا أن تلعب دورًا تاريخيًا في ليبيا.. مينيتي: اجتماع زعماء القبائل هو السبيل للخروج من الأزمة الليبية

أوج – روما
كشف وزير الداخلية الإيطالي السابقوعضو البرلمان الإيطالي للحزب الديمقراطي، ماركو مينيتي، عن رؤيته حول ما يمكن أن يكون الطريق للخروج من الأزمة الليبية، متحدثًا عن الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا، متطرقًا إلى فرضية تعيين الاتحاد الأوروبي لمبعوث خاص لليبيا، والتي يمكن أن يكون مينيتي نفسه في هذا المنصب.
وقال مينيتي، الذي لعب دورًا مهمًا في إدارة الأزمة الليبية، خلال فترة ولايته، في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، طالعتها وترجمتها “أوج”: “إن الشيئ المهم هو أن اجتماع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5 + 5 الأول في الأمم المتحدة في جنيف تم عقده، وكذلك من المهم أن يكون هناك حوار بين الجانبين، وقبل كل شيء، من المهم أن تكون هناك رغبة مشتركة لتحويل ما هي هدنة هشة للغاية إلى وقف دائم لإطلاق النار”.
وأضاف مينيتي: “النوايا إيجابية للغاية، ومع ذلك، فإنه لا يفوتنا أن نذكر أن برلين، التي كانت تمثل تقاربًا إيجابيًا ومفيدًا، في هذه اللحظة تبدو صعبة للغاية، أي أن نتائج برلين تبدو في صعوبة بالغة، فهي متعلقة الآن بتوطيد الهدف، والانتقال من هدنة إلى وقف لإطلاق النار ثم بناء طريق يهدف إلى الاتفاق بين الطرفين على طريق يمنح الليبيين إمكانية أن يكونوا قادرين على قيادة أنفسهم”.
وتابع وزير الداخلية الإيطالي السابق: “كما ترون، قلب الانتقال الليبي هو أنه في مرحلة ما، سيتم إعادة هذه الكلمة إلى الشعب الليبي في أقرب وقت ممكن، ليتم إنهاء المرحلة الانتقالية عند إجراء الانتخابات، ولسوء الحظ أنه لعدة أشهر بل لسنوات عديدة نتحدث عن الانتخابات في ليبيا ويتم تأجيلها باستمرار”.
وحول المؤتمر الوزاري القادم حول ليبيا في برلين في منتصف الربيع/مارس، قال مينيتي: “النقطة الأساسية في هذه المؤتمرات، ولدي بعض الخبرة الشخصية، ليست ما هو مكتوب في الوثائق، ولكن ما يتم بعد ما تم كتابته في الوثائق، فهذا هو جوهر ما يسمى (دبلوماسية الخلفية) وهذا هو أن الشخص يصنع الوثائق التي يوافق عليها، ثم بشكل ملموس على الأرض يفعل كل ما يعتبره أكثر ملاءمة”.
وواصل: “هذه هي المشكلة التي واجهناها بعد برلين-1، والمشكلة التي لدينا الآن، وأعطي مثالاً على ذلك: وثيقة برلين صعبة للغاية فيما يتعلق بحظر الأسلحة، لكن الحظر لا يعمل، وبالتالي فإن المشكلة الحقيقية ليست في ما هو مكتوب في الوثائق، المشكلة الرئيسية هي عدم الاتفاق على وثيقة جديدة، بل يجب أن تدرك أنه في ليبيا انتهت مرحلة الديبلوماسية الخلفية، لأنه ما دام هناك مسار مزدوج بين الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية الخلفية، أخشى أنه في مثل هذه المواقف الحساسة مثل الحالة الليبية، لن يتم حلها أبدًا، لأن هناك دائمًا طريق آخر، لذلك يجب أن يكون هدف برلين-2 هو التحقق من قرار برلين-1 ودعوة كل من المتنافسين إلى مبدأ احترام ما تم تحديده”.
وأردف: “ليس لدينا أي تأكيد رسمي حول الخروقات، إلا أن شائعات عن شحنات عسكرية وتسليح أخرى هي شائعات صاخبة، وبشكل خاص هذه الأيام، وكل هذا يتناقض علنًا مع نتائج برلين، وليس من قبيل الصدفة أن الأمين العام للأمم المتحدة قد دعا مؤخرا جميع الجهات الفاعلة إلى مبدأ المسؤولية.
وحول إمكانية مشاركة ودعوة دول أكثر في برلين-2، مثل اليونان، أكد مينيتي: “من الواضح أن الدول الأخرى يجب أن تشارك، فاليونان تلعب بطبيعة الحال دورًا مهمًا لأسباب واضحة، فهناك علاقة غير مباشرة بين ما يحدث في شرق البحر المتوسط وتلك التي تحدث في وسط البحر المتوسط، واليونان بلد مكشوف للغاية في شرق البحر المتوسط، لأن قصة امتيازات النفط قد فتحت أمام قبرص وتهتم بتنازلات النفط والدول الأوروبية، وفي هذه الحالة إيطاليا وفرنسا وإيني وتوتال وتركيا، وكون هذه الدول الثلاث انخرطت بعمق في القضية الليبية، ولكن قبل كل شيء، بعد الاتفاقية التركية الليبية بشأن إدارة المياه الإقليمية، فمن الواضح أن هناك صلة واضحة وهي واحدة من القضايا التي يجب حلها”.
وأكمل: “ينبغي إعادة تشكيل المهمة الأوروبية (صوفيا) في وسط البحر المتوسط وإعادة وضعها في البحر، ويجب أن يكون الغرض الرئيسي هو مكافحة الاتجار بالأسلحة، وهي مسألة حساسة للغاية بمعنى أن البعثة الأوروبية يجب أن تكون مع ذلك قادرة على الاعتماد على ولاء الأطراف الرئيسية في برلين، لأنه من الواضح أن مهمة مكافحة الاتجار بالأسلحة، إذا كان ذلك في إطار التعاون مع الأمم المتحدة ومع الفاعلين في برلين، إذا لم يكن هناك تعاون من هذا القبيل، فقد يصبح إدارته أمرًا حساسًا للغاية”.
واستدرك: “اسمحوا لي أن أقدم مثالاً: إذا كانت بعثة صوفيا هذه تعمل بالفعل في هذه الأسابيع، فما الذي كان سيحدث؟ ماذا كان سيحدث لو كانت هناك مهمة أوروبية لمكافحة الاتجار بالأسلحة واحترام الحظر، عندما تحمل بعض السفن أسلحة ترافقها سفن عسكرية من بعض البلدان ودخلت البحر الليبي؟ ما هي قواعد الاشتباك؟ ماذا نفعل؟ هل هناك ولاية دولية لبعثة صوفيا لحظر السفن وتفتيش السفن؟ كيف تتعامل البعثة الأوروبية للحظر مع دول الناتو التي قد تكون مهتمة بانتهاك الحظر أو انتهكته؟”.
وحول معارضة بعض الدول لاستخدام بعثة صوفيا، قال مينيتي: “هناك فكرة خلفية وهي فكرة خاطئة أن أي مهمة عسكرية بحرية تتدخل في وسط البحر المتوسط تنتهي بعد ذلك لتصبح مهمة مساعدة إنسانية، ولا يمكن أن تعيد التفكير فهذه توجيه لسياسة الاتحاد الأوروبي، وبما أن المهمة وسط البحر المتوسط، فسيكون مهمًا بشكل متزايد بالنسبة لأوروبا”.
واستطرد: “يعتبر الاستمرار في التعايش مع فكرة التهديد الذي يواجه الشرق خطأً خطيرًا لم يعد بإمكان أوروبا تحمله، فالمشكلة الأساسية هي البحر المتوسط، ويجب على أوروبا أن تجرب يدها على البحر الأبيض المتوسط لأن هذا هو المكان الذي يتم فيه لعب التحدي الرئيسي لأوروبا ولأنه في السنوات العشرين المقبلة سيتم لعب دور رئيسي لمستقبل أوروبا في العلاقات مع إفريقيا”.
وأضاف: “أوروبا وإفريقيا قارتان مصيرهما العبور، ويجب علينا تحقيق قفزة نوعية في الفكر، فلقد خرجنا إلى حد كبير من الحرب الباردة، لنواصل التفكير في أن المشكلة الرئيسية هي أن الشرق هو خطأ كبير، يتعين على أوروبا وإيطاليا أن يجربا يدهما على البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، لأن البحر الأبيض المتوسط في اقتباس يمثل البحر الذي تنظر إليه أفريقيا وشمال إفريقيا وأوروبا، وهذا هو قلب الأمر”.
وتابع: “بعثة صوفيا لديها هذه الخصائص، ولا يمكن لأوروبا أن تتخلى عن وجودها في وسط البحر المتوسط، ليس لمساعدة المهاجرين، لكن لمكافحة الاتجار بالأسلحة، وإذا لم تكن أوروبا قادرة على القيام بمكافحة الاتجار بالأسلحة في وسط البحر المتوسط، فيجب أن تتخلى عن دورها”.
وحول وجود قوات أوروبية بجانب صوفيا لمراقبة وقف إطلاق النار في ليبيا، قال مينيتي: “أولاً يجب أن يكون لديك وقف لإطلاق النار، والذي لم يحدث بعد، فالهدنة هشة للغاية، ومُنتهكة بشكل منهجي، ولا نعرف كم ستستمر الهدنة، وإذا كان هناك تقارب بين الأمم المتحدة والفاعلين في برلين حول حقيقة أن من الضروري وجود قوة متداخلة، أعتقد أن الاتحاد الأوروبي، يجب عليه ذلك، ولا يمكن الهروب هذا الالتزام، لكنه يتطلب شروط وإطار غير موجود في الوقت الحالي”.
وواصل: “تم تمديد مذكرة التفاهم حول الهجرة بين إيطاليا وليبيا، وفي رأيي كان من الصواب تمديدها، لكن إيطاليا لم تستسلم ولا تتخلى عن الحاجة لتعديلها، فإن الاتفاقيات الدبلوماسية لها نقطة بداية ومن ثم يمكن تحسينها تدريجياً، فالوضع الحالي لم يكن في ليبيا عندما تم توقيع مذكرة التفاهم، فكانت في ذلك الوقت دولة تعاني من توترات داخلية بشكل طبيعي، لكنها مع ذلك كانت موجهة نحو عملية الاستقرار”.
وأردف: “هناك الآن حرب أهلية مستمرة، وليست بالأمر الهين، وهذه الحرب الأهلية تؤثر أيضًا على مذكرة التفاهم، ورأيي هو أنه يتعين على أوروبا في هذه اللحظة وضع خطة غير عادية لإخلاء مراكز الاستقبال الرسمية للمهاجرين في ليبيا، وستكون هذه إشارة مهمة للغاية من شأنها أن تسمح من ناحية بحماية المهاجرين الذين في هم الوقت الحالي أهداف للأعمال العسكرية، وثانياً، ستكون مساعدة ملموسة للشعب الليبي، أي عملية إنسانية تُفرغ المراكز الرسمية للمهاجرين، ستكون عملية تساعد الليبيين إلى حد كبير، لأنه في هذه اللحظة يواجه الليبيون موقفًا دقيقًا للغاية على الأرض من إدارة مراكز الاستقبال، وفتح ممرات إنسانية لإفراغ مراكز الاستقبال التي تشهد في هذه اللحظة حياة الأشخاص الموجودين بداخلها تحت التهديد”.
وأكمل: “نتوقع وصول المزيد من المهاجرين غير الشرعيين إلى إيطاليا من ليبيا، وذلك لسببان؛ أولهما أن الحرب الأهلية تتركز بالتحديد في السيطرة على الحدود الليبية وبالتالي السواحل الليبية، لأنه قد تكون هناك حالة طوارئ إنسانية تؤثر مباشرة على الليبيين، ففي كل هذه السنوات، شهدنا ظواهر هجرة من ليبيا حيث توجد سمة خاصة في الحالات، فوصل مئات الآلاف من الأشخاص، لكن من بين مئات الآلاف من الأشخاص لم يكن هناك ليبيون، فقد كانت ليبيا دولة عبور منهجي، وفي آخر الوافدين إلى إيطاليا، وما زلنا نتحدث عن أعداد صغيرة، لكن في آخر الوافدين إلى إيطاليا، بدأ الوجود الليبي المباشر في الظهور”.
واستدرك: “تقول الأمم المتحدة إن لدينا ما بين 250 و 350 ألف نازح ليبي، ومن ثم إذا استمرت الحرب الأهلية فستكون هناك مخاطرة بأن يكون لدينا انتعاش يمكن أن يغذيه حقيقة أن الليبيين يغادرون ليبيا، وهو ليس وضعًا جديدًا تمامًا، لأنه بعد التدخل العسكري للناتو في ليبيا في عام 2011م، كانت لدينا موجة هجرة مباشرة من الليبيين إلى إيطاليا وأوروبا، واستمرار الحرب الأهلية يمكن أن يؤدي إلى حالة طوارئ إنسانية”.
واستطرد: “إيطاليا تلعب دورًا حاسمًا في ليبيا فجزء رئيسي من مصلحة إيطاليا في ليبيا حول ثلاث قضايا رئيسية؛ الموضوع الأول هو تنظيم تدفقات الهجرة، الموضوع الثاني هو مكافحة الإرهاب الدولي، ولا ينبغي لأحد منا أن ينسى أنه حتى قبل ما يزيد قليلاً عن أربع سنوات، كانت سرت، في أيدي داعش، ويوجد اليوم بالفعل عدد من المقاتلين الأجانب الذين غادروا سوريا والعراق الموجودين في ليبيا، وبالتالي هناك خطر من أن تصبح ليبيا غير الخاضعة للحكم ملاذاً آمناً لإرهابيي داعش، وهو ما يشكل بالتالي تهديدًا مباشرة إلى إيطاليا وأوروبا، ثالثًا، اهتمامات الطاقة، فلدى إيطاليا ارتباط قوي جدًا في مجال الطاقة والنفط والغاز مع ليبيا، حيث يمثل إيقاف حقول النفط والغاز مشكلة خطيرة لإيطاليا، ولذلك عندما أقول إن جزءًا من المصلحة الوطنية يتم لعبه في ليبيا، من الواضح أنه يجب أن يكون لإيطاليا دور نشط”.
وواصل: “إيطاليا فقدت المبادرة في السنوات الأخيرة لأنها جعلت قضية الهجرة، من خلال التدخل في ليبيا، ولكن قضية الهجرة هي موضوع الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي وليس موضوعًا يجب التعامل معه مع الأفارقة، وأعطى مثالاً، لأنني تعاملت معه شخصيًا قبل عامين ونصف كانت لإيطاليا علاقات مباشرة مع المجتمع الليبي، بمعنى أن هناك اتفاقات مع رؤساء بلديات المدن الليبية، وكانت هناك اتفاقات مع قبائل جنوب ليبيا، فزان، التبو، والطوارق وسليمان، فهم بطل العلاقة المباشرة مع أجزاء من المجتمع الليبي، وليس فقط مع شخصيات بارزة مثل؛ السراج، وحفتر، بجانب الفاعلين الرئيسيين كانت هناك علاقة مع المجتمع الليبي، وقد أصبح هذا ضائعًا تدريجيًا، وأعتقد أنه لا توجد إمكانية لإيجاد حل للمسألة الليبية إذا لم تكن هناك تعبئة من المجتمع الليبي”.
وأردف: “أعتقد أنه إذا كنت ترغب في اتخاذ خطوة ليبية للأمام إلى ما بعد القمم الدولية، فأنت بحاجة إلى إشراك الفاعلين الليبيين، وهذا هو الأزمة، وليس فقط الجيش الوطني وحفتر، فهناك مشكلة مصراتة، وهناك مشكلة جنوب ليبيا وقبائل جنوب الصحراء الكبرى، وهناك مشكلة قبائل ليبيا، حيث كانت القبائل في السنوات الأخيرة هي الشيء الوحيد الذي حافظ على الحد الأدنى من النسيج الاجتماعي في ليبيا، وهذه القبائل يمكن أن تشكل رصيدا هاما جدا لتحقيق الاستقرار اليوم، وبالتالي فإن عقد اجتماع لزعماء القبائل هو وسيلة لاستعادة الشرعية في انتظار الانتخابات وكذلك إعطاء الشرعية الديمقراطية لعملية انتخابية سيكون من المهم جدًا”.
وتابع: “اقترح نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس قبل شهر فكرة وجود مبعوث خاص للاتحاد الأوروبي بشأن ليبيا، وأنا أعتبره شيئًا مهمًا جدًا، فيجب أن نعرف ماذا يريد الناس في ليبيا، وهناك حاجة إلى علاقة ثقة مع الفاعلين الفرديين الذين قد لا يتحدثون مع بعضهم البعض، لكنهم يثقون بشخص ثالث، ومن ثم أعتقد أن فكرة المبعوث الأوروبي الخاص إلى ليبيا، إذا كان هذا المبعوث الخاص إيطاليًا، هي في رأيي إجابة مهمة للغاية، فإذا قررت المفوضية الأوروبية مبعوثًا خاصًا، فستكون هناك قفزة نوعية لأن أوروبا ستتحدث بصوت واحد وسيكون هذا مهمًا للغاية، وأيضًا بالنسبة للجهات الفاعلة الأخرى، سيكون من المهم جدًا بالنسبة لروسيا وتركيا والولايات المتحدة، ومصر ودول الخليج”.
وحول إمكانية ترشيحه لهذا الدور، قال مينيتي: “لم يطلب مني أي شيء، لذلك أنا أتكلم بعبارات عامة”.
وأضاف وزير الداخلية الإيطالي السابق: “لا أعترض على مذكرة التفاهم الموقعة بين تركيا والحكومة الوطنية، فبالنسبة لتركيا، يعد الانتقال من شرق البحر المتوسط إلى وسط البحر المتوسط أمرًا شاقًا للغاية، لكنني أشعر بالقلق من أن ليبيا قد تصبح أرض المواجهة العسكرية والدبلوماسية مع دول لا علاقة لها بليبيا”.
وتابع: “علينا أن نتجنب الحروب بالوكالة، وهذا هو جوهر الأمر وآمل أن يكون لدى الأصدقاء الأتراك هذا الوعي، فقد يحدث أن يستحضر المرء الأشباح التي لا يمكن السيطرة عليها في النهاية.. ولدي بعض الخبرة من وجهة النظر هذه، فأعتقد أنه من الصواب أن تلتزم تركيا، كونها واحدة من الدول الموقعة في برلين، ببروتوكول برلين”.
وواصل: “استقرار ليبيا طريق صعب لأن الوضع قد تدهور بشكل خاص عندما تكون هناك حرب أهلية وموت على الأرض، فإنه ليس من السهل صنع السلام لسبب بسيط للغاية لأن هناك موتى وأسر للقتلى، ففي عام 2017م، حضر إلى روما ممثلو القبائل الثلاث في الصحراء الكبرى، وهي التبو وسليمان والطوارق، وكانوا في حالة حرب مع بعضهم البعض، وتم توقيع ما يسمى “سلام روما” في مكتبي، وهناك رأيت بوضوح مدى صعوبة إنهاء حرب أهلية، لأن كل من القبائل الثلاث كانت لديها قائمة بأمواتهم وكل قائد قبلي كان يعلم أنه يجب عليه أن يعود ليشرح للعائلات أنهم أنجبوا أطفالهم للقتل”.
واستدرك: “صنع السلام مع أولئك الذين قتلوا أولادهم ليس سهلا، هناك روح من الانتقام وروح الانتقام التي هي في الجميع والتي في بلدان الجنوب أكثر وضوحًا، وفي البلدان ذات التكوين القبلي، والانتقام قوي جدا وربما هذا المسار أكثر تعقيدًا بكثير”.
وأكمل: “لدينا في إيطاليا عدد كبير من مصادر النفط، وبالتالي فنجن لا نعتمد بشكل مباشر على ليبيا فقط، ومع ذلك، فمن الواضح أن الكتلة المستمرة وآبار النفط يمكن أن تسبب أضرارًا مما يجعل ليبيا تفقد رصيدًا هاما للغاية، ومن ثم يجب عليهم توخي الحذر دائمًا لأنك ستؤدي في النهاية إلى إلحاق الضرر بشعبك”.
وحول العلاقات الإيطالية الروسية حول الملف الليبي، قال مينيتي: “العلاقات ممتازة تاريخيًا، وأعتقد أن روسيا كانت أكثر انخراطًا في سوريا، وأقل من ذلك بكثير في ليبيا، لكن لها الآن دور مهم جدًا في ليبيا، لكن يجب التحذير من فكرة تقسيم ليبيا إلى جزأين أو أكثر لأنك ستعرف من أين تبدأ لكنك لن تعرف أين تنتهي، فهناك فزان وطرابلس ومصراتة والجنوب، وإذا كنت ترغب في المضي قدمًا، فإنه يجب مواجهة التطرف أيضًا، وعلى سبيل المثال، لا أدري ما إذا كانت أخبار وجود الأتراك السوريين وأفراد الميليشيات السورية التركية في ليبيا الذين قاتلوا في سوريا حقيقية أم لا، ومع ذلك، فإن حقيقة وجود السوريين الأتراك في الوقت الحالي في ليبيا أو ربما في ليبيا تمثل عنصرًا إضافيًا في تطرف اللعبة وتجعل كل شيء أكثر صعوبة، لذلك في مرحلة ما إذا فتح شخص ما الرهان والانقسام الإقليمي، من غير المعروف، قد يكون لدينا تفكك في ليبيا، لأنه لا يوجد أحد يمكنه إيقاف ذلك”.
واختتم: “بالنسبة لروسيا، فيمكن أن تلعب دورًا مهمًا للغاية، وهو اختبار حقيقي لها في البحر الأبيض المتوسط، حيث توُجت روسيا بطموح تاريخي بوجودها في البحر المتوسط في سوريا، والآن لديها دور في ليبيا ويجب أن ترقى إلى مستوى هذا التحدي، وهو تحد تاريخي، وليس طارئًا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى