محلي
متوعدًا إياهم بنيران القذائف.. حفتر: لا وقف لإطلاق النار إلا بنزع سلاح المليشيات ومغادرة مرتزقة مختل تركيا المسعور
وج – بنغازي
ألقى خليفة حفتر كلمة مسموعة على المتظاهرين في ساحة الكيس وسط بنغازي للتنديد بالتدخل التركي في ليبيا، قائلا: “باسمى وباسم أبناء القبائل من منتسبي القوات المسلحة أحييكم من مرتفعات الرجمة معقل ثورة الكرامة الخالدة ورمز النضال والكفاح لتحرير البلاد من الإرهاب، وأكبر فيكم هذه الروح الوطنية العالية، وفي هذه الوقفة التاريخية للتعبير عن إرادتكهم الصلبة وعزيمتهكم الثابتة وإصراركم الأكيد على مواصلة الكفاح حتى النصر”.
وأضاف حفتر في كلمته التي تابعتها “أوج” مخاطبا المتظاهرين: “أحيي من خلال جمعكم المبارك أبناء الشعب الليبي في كل مكان، وأحيي فيكم شعوركم بالواجب تجاه أرضنا وشهدائنا وتجاه تضحياتنا من أجل الحرية والكرامة، وإنها رسالة صريحة للعالم أجمع بأننا شعب يصعب الخنوع ولا يركع إلا لله، وإننا نفتدي أرضنا بأرواحنا ودمائنا، ولا نعرف في ثقافتنا ضد الغزاة إلا النصر، ولن ينال الغازي في مواجهتنا إلا الهزيمة والخزي والعار، ومن غفل عن هذا فليقرأ تاريخ أبائنا وأجدادنا المجاهدين، ولينظر إلى كفاح جنودنا وأبطالنا من ثوار الكرامة، وما سطروا من ملاحم ليتعلم منهم العالم كيف يجود الأبطال بأرواحهم ليحيا الوطن”.
وتابع: “أيها الأخوة لقد كنا ولازلنا دعاة سلام؛ السلام الذي يضمن لليبي كرامته وحريته والسيطرة على مقدراته والتمتع بخيراته، ويضع حدا للعبث بثروات الليبيين، ولا يكون ذلك إلا باستسلام الإرهابيين أو ينالوا مصيرهم المحتوم، ولا سلم إلا بنزع سلاح العصابات والمليشيات ومغادرة المرتزقة الذين أرسلهم إلى أرضنا مختل تركيا المسعور بالتعاون مع الخونة والعملاء، هذا هو السلام الذي نمد له أيدينا ونعلن معه وقفا دائما لإطلاق النار، وإن استكبروا وجنحوا إلى الحرب فليستبشروا بنيران قذائفنا”.
وأردف: “ليدرك هذا التركي المختل المسعور أنه يجني على نفسه إذ يسعى لاستعادة إرث أجداده الغابرين وإمبراطوريتهم الهالكة، كما يدعي، وهو يعلم أن بلاده من إرث العرب أسياده في الماضي والحاضر، ولو لم يجرد أجدانا العرب سيوفهم على أجداده لظل هذا المعتوه على كفره وضلاله يعبد النار والشمس والنجوم، وقريبا سيخيب الليبيون أحلامه حين يرى بعينيه أن ليبيا مقبرة لمن أرسلهم ليحموا الخونة والعملاء”.
واستطرد: “أحفاد المجاهدين من الأبطال الذين دحروا أعتى قوى الإرهاب في بنغازي العصية ودرنة العزيزة وسرت المجاهدة والجنوب الحبيب والهلال النفطي، لن تعجزهم شرذمة من المرتزقة الضالين، وإن غدا لناظره لقريب”.
وواصل: “أيها الأخوة الأعزاء الشرفاء بالقرب منكم ومنا من بنينا المجاهدة، تلقى الإرهاب أولى ضرباته الموجعة في يوم الكرامة المجيد، فكانت البداية لدك قوى الإرهاب والتطرف بداية حرب التحرير الشامل لكامل ترابنا الطاهر من الإرهاب حتى صرنا اليوم بفضل الله وشجاعة جنودنا ودعم شعبنا على تخوم قلب العاصمة الجريحة طرابلس، وقاب قوسين أو أدنى من تحريرها، ونطبق الخناق فيها على أعدائنا وأعداء الإنسانية، على من اتخذ الإرهاب سبيلا وجعل من الخيانة منهجا، ونطمأنكم أنه لا رجوع حتى بلوغ الهدف الذي بذل من أجله أبطالنا أرواحهم ودمائهم، وإن استنجد الخونة والعملاء بمرتزقة العالم أجمعين، ولا مساومة على الثوابت حتى تعود طرابلس حرة مزدهرة آمنة مطمئنة تمارس دورها الطبيعي عاصمة لكل الليبيين”.
واستكمل: “نطمأنكم بأن جيشكم لن يتوقف حتى يعلن النصر الكبير الذي وعد به وما ذلك على الله بعسير، تحية لكم أيها الغاضبون الثائرون، في هذا الحشد المهيب والتظاهرة من قلب مدينة بنغازي الشامخة تلعنون فيها هذا المسعور التركي وتخاطبوه باللغة التي تليق به، وتخزون من خان الوطن، وتعلنون دعمكم لجيشكم ولجهازيتكم لدفاعكم عن الوطن في مواجهة الغازي المحتل”.
واختتم: “تحية لشهدائنا وجرحانا، ولأمهاتهم وذويهم، وتحية لجنودنا وضباطنا المرابطين حول العاصمة، وتحية لشيوخنا الأفاضل، ولشباينا الواعد، ولأساتذتنا ومعلمينا وطلابنا وفلاحينا، وتحية لأطبائنا ومهندسينا وكل من يعمل من أجل ليبيا، تحية لكم جميعا والخزي والعار على الخونة والعملاء إلى يوم الدين”.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.