محلي

أبو فايد: أمريكا قادرة على ردع مواطنها حفتر بتليفون.. ولا تفاوض في أي مسار قبل تنفيذ شروطنا


أوج – طرابلس
وصف عضو المجلس الأعلى للإخوان “مجلس الدولة”، إدريس أبو فايد، قصف ميناء طرابلس بالتصرفات الهمجية الحمقاء.
وقال أبو فايد، في مداخلة هاتفية مع قناة ليبيا بانوراما، تابعتها “أوج”: “ليس مستغرب من هذا الطرف المعتدي والأطراف الخارجية الداعمة له أن يرتكب أي حماقة بحق المدنيين والمنشآت المدنية مهما كانت تكلفة ذلك من أرواح في الأطفال والنساء والشيوخ، ولو أن هذه الضربة طالت حاملة وقود لشهدت طرابلس كارثة، وهذا يدل على إجرامية هؤلاء الناس وعدم إحساسهم الإنساني المنعدم بالكامل بما لديهم من قابلية للإجرام بشكل منقطع النظير”.
وأضاف: “خندق فبراير على قلب رجل واحد، ولن نتراجع في موقف من مواقف أي تفاوض ما لم يقدم المجتمع الدولي على اتخاذ موقف فاعل لردع المعتدي وانسحابه وإنهاء أي تهديد للعاصمة والمدنيين والمنشآت المدنية”.
وتابع: “من المفترض أن يكون هناك اجتماع للمجلس الاستشاري يوم السبت المقبل، وهو اجتماع محدد قبل الاعتداء على الميناء، وأعتقد أن القرار الذي سينتج عن الاجتماع سيكون قويا وواضحا ومتناغما مع قرار المجلس الرئاسي، ويؤيده ويصر على ثبات المجلس الرئاسي وحتى لا يخضع لضغوط كما صرح السفير الأمريكي الذي استنكر الهجوم على الميناء وطالب في نفس الوقت بوجوب استئناف المفاوضات، والاستنكار والإدانة لا تغني ولا تثمن جوع”.
وأردف: “على المجتمع الدولي وخاصة أمريكا وبريطانيا ردع هذا المعتدي وباستطاعتهم وهو مواطن أمريكي ومعه الجنسية، وأمريكا وحدها قادر على ردعه باتصال تليفوني من الخارجية أو الرئيس، ولكن للأسف لا يتعاملون معه بالأسلوب الصحيح، ونطالب المجتمع الدولي بوقفة جادة وحقيقية وإلا لن يكون هناك أي مجال للتفاوض”.
واستطرد: “أغلبية أعضاء مجلس الدولة موقفهم واضح بعدم الذهاب للحوار السياسي إلا بعد انتهاء المفاوضات العسكرية بالكامل، بما يعني وقف إطلاق النار بشكل دائم وانسحاب القوات الغازية وهذه شروط يضعها مجلس الدولة، والآن زادت العملية تعقيدا من الطرف الآخر، وهذا هو الموقف الصائب والحازم”.
وكان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير الشرعية، فائز السراج، أكد تعليق جميع المفاوضات العسكرية (5+5) التي تجري حاليا في جنيف برعاية البعثة الأممية، بسبب استهداف ميناء طرابلس البحري أول أمس الثلاثاء.
وقال السراج، خلال جولته بالميناء، أمس الأربعاء، إن استهداف الميناء لا يعرض طرابلس فقط للخطر، بل رسالة واضحة ممن وصفه بـ”المتمرد المعتدي” وداعميه بأنه ليس هناك مصداقية لوقف إطلاق النار، إنما الغرض كسب المزيد من الوقت لتنفيذ مخططه التدميري، وفقا للبيان.
وطالب السراج الجميع بإدراك استحالة إجراء مفاوضات سلام تحت وقع القصف ومادام هناك دماء تسيل، مؤكدا على اتخاذ كل التدابير والإجراءات لحماية المواطنين والمنشآت المدنية أمام هذه الانتهاكات التي لم تتوقف والعمل العسكري على “ردع المعتدي ودحره في ساحة القتال”، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي.
وكانت القيادة العامة لقوات الكرامة، أعلنت أول أمس الثلاثاء، استهداف مستودع أسلحة بميناء طرابلس؛ من خلال توجيه ضربة عسكرية على مستودع أسلحة وذخيرة داخل ميناء طرابلس، بهدف إضعاف الإمكانات القتالية للمرتزقة الذين وصلوا من سوريا ليساعدوا عناصر الجماعات المسلحة المتحالفة مع مقاتلي تنظيمي داعش والقاعدة.
وحول تفاصيل القصف، أوضح مصدر مُطلع من داخل ميناء طرابلس البحري، أن سفينة الشحن القادمة من تركيا والتي دخلت ميناء طرابلس غادرته فور استهداف الميناء، وأكد أن استهداف السفينة التي تحمل اسم “آيلا” وترفع علم جزر الكوك –إحدى جزر المحيط الهادئ- وكانت قادمة من ميناء إسطنبول، جاء عبر قذائف مدفعية وليس ضربات جوي.
ومن جهته، أكد موقع “Italian Military Radar”، المتخصص في متابعة حركة الملاحة الجوية العسكرية وأعمال التجسس والاستطلاع: “إن قوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة خليفة حفتر، استهدفت سفينة شحن تركية تحمل ذخيرة وأسلحة إلى ميناء طرابلس المحاصر.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى