الجارديان البريطانية : تكشف أسرارا حول شقة “سلمان العبيدي” منفذ تفجير “مانشستر.

كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، في تقرير لها أن الرجل الليبي أيمن الوافي، والذي قام بشكل غير قانوني بتأجير شقته لمنفذ تفجير مانشستر أرينا المدعو سلمان العبيدي، أنه كانت هناك “رائحة قوية وغريبة” في منزله عندما عاد إلى الشقة القاطنة في الطابق الثاني عشر في الشهر الذي سبق التفجير، وفقا لما أخبر به المحكمة.
وأوضح التقرير، أن “أيمن الوافي” قال إنه كان “غاضبا جدًا” من الحالة التي تركت عليها شقته، حيث غادر سلمان العبيدي بأسبوعين قبل نهاية فترة الشهرين المتفق عليها في الاستئجار، لدرجة أنه كان ينوي استدعاء سلمان العبيدي ليشتكي من الرائحة.
وأضاف “الوافي” أنه كانت هناك زجاجات مياه معدنية مملوءة بسائل معتم في الثلاجة، كما تم فصل الكهرباء، وتركت الأفرشة والبطانيات، قائلا “إن العبيدي غادر الشقة في عجلة من أمره في منتصف أبريل من ذلك العام، واتصل به من المطار”.
تجدر الإشارة إلى أن شقيق سلمان العبيدي، “هاشم”، يحاكم في محكمة “أولد بيلي” بـ 22 تهمة بالقتل، وتهمة القتل العمد التي شملت الناجين المصابين، والتآمر مع شقيقه للتسبب في انفجارات في هجوم مانشستر أرينا في 22 مايو 2017.
ويزعم ممثلو الادعاء أن “هاشم” البالغ من العمر 22 عامًا، كان متواطئًا في تحديد مصادر وتخزين مكونات القنبلة، التي تم تخزينها في شقة “الوافي” في منطقة سومرتون كورت، في ضاحية بلاكلي، في مدينة مانشستر، بحسب التقرير.
وعلمت المحكمة من قبل، أن الأخوين غادرا المملكة المتحدة إلى ليبيا في أبريل 2017، مع عودة سلمان إلى مانشستر وحده في 18 مايو، وقال ممثلو الادعاء إن مواد القنبلة تم تخزينها فيما بعد في مركبات حول مانشستر قبل استخدامها في الهجوم.
وفي تصريح للشاهد تم قرأته أمام المحكمة، قال “الوافي” إنه كان في ضائقة مالية، فقام بتأجير الشقة إلى سلمان العبيدي لفترة قصيرة، بعد وضع إعلان على صفحة ليبية على الفيس بوك.
واستمعت المحكمة إلى أن الأخ الأكبر، الذي كان يبلغ من العمر 22 عامًا وقت الانفجار، دفع 850 جنيهًا إسترلينيًا لمدة شهرين لاستخدام الشقة المكونة من غرفة نوم واحدة.
وقال “الوافي” للشرطة إن “سلمان” وصل للتجول في العقار مع شقيقه الأصغر، لكنه كان “غير مهذب” لأنه لم يقبل كوبًا من الشاي، أو يقدم نفسه باسمه بالكامل، وأضاف مؤجر الشقة في إفادته للشهادة: “لم أجد أي شيء مشبوه، أعتقدت فقط أنه كان وقحًا وتم الأمر على عجل، وتم قطع الاستئجار عندما تلقى الوافي مكالمة هاتفية من سلمان”.
وأوضح “الوافي”، وهو خريج قانون، للشرطة قائلا: “لقد قال سلمان: يجب أن أعطيك المفاتيح، سأعود إلى ليبيا”.
وأضاف “الوافي”: “سألت إذا كان كل شيء على ما يرام، أعتقدت أن شخصًا قد توفي لقد قال للتو إنه لديه بعض المسائل الشخصية”، وعاد “الوافي” إلى الشقة في ذلك المساء، وقال إنه شعر بالصدمة لما رآه.
وأخبر الوافي الشرطة: “فتحت باب الشقة، وشممت رائحة قوية وغريبة، كانت رائحته مثل البنزين والديزل”.
وأضاف “الوافي”: “لاحظت أن السجادة كانت متسخة والشيء التالي الذي لاحظته هو السلك المتدلي من السقف، وإنذار الحريق كان معطلا، وكانت هناك أربع زجاجات من المياه المعدنية شممت ذلك، وكانت رائحة قوية للغاية، نفس الرائحة التي كانت منتشرة في الشقة”.
وقال “الوافي” للشرطة، “كنت غاضبا من أنهم تركوا شقتي على تلك الحالة، وإنه وجد بعض رقائق الألمونيوم على شكل وعاء، وتحتوي على نوع من المواد المصممة لجعل رائحة الشقة جيدة”.
وأضاف: “في البداية فكرت في السحر الأسود، كنت أحاول إيجاد تفسير، ولم أكن أعتقد أنه كان شيئا غير قانوني”.
وأخبر “الوافي” هيئة المحلفين أن “سلمان” اتصل به من المطار في اليوم التالي، وأبلغ خلال الاتصال بإلقاء الزجاجات التي تحتوي السائل المعتم، قبل “تغيير” الموضوع بسرعة.
وقال “الوافي” “أخبرني أنه يجب أن يغادر على عجل”. “لقد قال إنه آسف”.
واختتم “الوافي” شهادته بقوله إنه لم يتحدث إلى “سلمان” مرة أخرى، لكنه ميز وجهه في التغطية الإعلامية في اليوم التالي للتفجير، واتصل لاحقًا بالشرطة لتوضيح مسألة تأجير شقته، وقضى بعض الوقت في الحجز قبل إطلاق سراحه بدون تهمة بعد بضعة أيام.
جدير بالذكر أن هاشم العبيدي نفى كل التهم الموجهة له، في حين يستمر القضاء البريطاني محاكمته.
وكشفت المحكمة الجنائية المركزية في لندن، في وقت سابق، تطورا جديدا في ملف اتهام الليبي هاشم العبيدي شقيق منفذ الهجوم الإرهابي في مدينة مانشستر عام 2017، قد تحول مسار القضية وهي العثور على عنوان بريد إلكتروني يحمل عبارة «لقد جئنا بالذبح» باللغة العربية، مرتبط بالمتهم.
ونقل موقع «سكاي نيوز» الإنجليزية تقرير المحكمة الذي ترجمته صحيفة «الساعة 24»، أن المتهم استخدم عنوان بريد إلكتروني يحمل عبارة «لقد جئنا بالذبح» باللغة العربية لشراء مواد كيميائية قبل الهجوم، وفقا للمحكمة البريطانية.
وأكد تقرير المحكمة أنه تم العثور على قصاصات من الورق عليها عنوان البريد الإلكتروني «[email protected]» في صندوق في منزل سلمان وهاشم العبيدي.
كان قد تم القُبض على شقيق مُفجّر مانشستر أرينا، هاشم العبيدي، في ليبيا في اليوم التالي للهجوم، وهو يُحاكم الآن بتهمة القتل العمد بمساعدة شقيقه في صنع السلاح.