وجه الإعلامي الكبير عطية باني، اليوم الأحد، رسالة قال إنها العاشرة لمن وصفهم بـ”المزايدين الذين امتهنوا الإعلام والثقافة”، قائلاً: “كفاكم ردحًا، شتمًا، وسبًا لنظام سبتمبر، خاصة وأنتم أحد الفاعلين فيه “.
وأضاف باني، في تدوينة مُطولة نشرها عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تحت عنوان “المحٌترم يٌحترم”، طالعتها “أوج”: “أنا لا ألوم أحدهم أن ينتقد، ولكن ليس بالوصف الظلامي الذي صار يخطه بعض من تنخصهم مرافقهم لعلة تطاردهم يخافونها لأسرار يخفونها”.
وتابع: “سأحكي لكم.. العبد الله مثلاً، أكثر إعلامي عمل في زمن سبتمبر، وأقسم بالله لم يستدرجني أحدهم لأكون مخبرًا أو طلب مني أحدهم لأقول ماذا يريدون، ولم أتعرض للتحقيق، رغم أني تعرضت لعوائق من بعض المسؤولين، وهذه صارت للكثيرين على مستوى بلدان كثيرة”.
وواصل: “في فبراير لم يمسسني أحدهم بسوء أو يحقق معي لأني أحترم عملي وأحترم الجميع، واليوم تخرج علينا أسماء كانت منعمة مرفهة، وكان الجميع يحترمها، اليوم أخصها بالحديث لحملة تقودها على صفحتها”.
وأردف: “إنها السيدة فاطمة غندور، المذيعة والكاتبة والصحفية والممثلة، والذي جل وقتها قضته بين أروقة صوت الوطن، صوت اللجان الثورية، وقدم لها امحمد الغول مدير الإذاعة، والذي هو الأخر لم يسلم من شتمها، خدمات لم يقدمها لها حتى بعض المقربين منها”.
وأكمل: “اليوم تكتب على صفحتها وتقول نظام سبتمبر كان قمعيًا ولم يٌعطي الأهمية للفنانين والأدباء والكتاب وصادرهم، ولم يٌنتج لنا أسماء ذات أهمية”.
واستطرد: “ما هذا الابتلاء الغندوري؟، هل منعوا مسرحيتك (توقف) للكاتب منصور بوشناف وإخراج أحمد إبراهيم؟، هل منعوا صوتك في إذاعة صوت الوطن وإذاعة طرابلس و الجماهيرية؟”.
واستدرك: “إذا لم تكوني فاعلة ومؤثرة ونجمة ولم يقبلك الجمهور، فهذا يخصك، فمحبة الناس ليس كما تريدين، بل هم الحكم لما تخلفينه من آثر”.
وأضاف: “النظام ياغندور لم يكن ملائكيًا، وله سلبيات ونحن نعرفها لكن أن تنعتيه بالظلام والسواد فهذا يعود لانفاسك الخبيثة، التي قال عنها الرسول لا تخرج من الدنيا حتى تسئ للذي أحسن إليها”.
وتساءل: “هل تم منع حسن عريبي وموشحاته ومهرجاناته وحفلاته في الخارج؟، هل تم منع فرق الفنون الشعبية التي سافرت للهند والسند أكثر حتى من الفاتحين ؟، هل تم منع أحمد إبراهيم الفقيه ومصادرة رواياته؟، وهل وضع الحجر على كتابات النيهوم؟”.
وتابع: “هل حرقت رسومات العباني والتليسي ونجلاء الشفتري والصويعي ونجلاء الفيتوري وخلود الزوي وقانة وغيرهم؟، هل بخلت على إنتاجات درامية وشاركت الفنان الليبي بالفنان المصري واللبناني والسوري؟”.
وواصل: “لا أريد أن أحدثك عن الجوائز التي تحصل عليها الكثير من الفنانين في مهرجانات مسرحية وتلفزيونية؛ منصور بوشناف، ومحمد بوشعالة، وعلي الفلاح، وأحمد الحريري، ومحمد الصادق، ومحمد أبوبكر سويسي، وغيرهم”.
وأردف: “ما أنفقته الدولة على شركة الخدمات الإعلامية وإذاعة الجماهيرية، لم تصرفه لبنان وسوريا وحتى مصر على القطاع العام، نحن من دمرها وأفسدها، لأننا كنا نرى ليبيا كانت للتأجير، ليست مسكن القلب والروح”.
وأكمل: “عددي كم طٌبع لعلي خشيم وخليفة حسين مصطفى، والشعراء، وكم مهرجانًا أقيم باسمهم؟، واسألي محمود البوسيفي ومحمود اللبلاب، كم طٌبع كتاب من قبل المؤسسات التي تولاها ويتولون إجابتك “.
واستطرد: “كم من العقود التي مٌنحت لفنانين من قبل الإذاعة والإعلام لإنتاج أعمال تجاوزت الملايين، وإن كانت سيئة وخارج التقييم، عليك بمحاسبة المتحصلين عليها وهم مقربون منك”.
واستدرك: “اسألي كم مسرحية قدمت في مهرجانات المسرح من الأول حتى التاسع؟ وأسألك اليوم أين هذه الفرق ومقراتها؟، قولي الحقيقة التي أقولها لكِ أنا”.
وأضاف: “نعم تم سجن أدباء ومثقفين بتهم هم يعرفونها ويقيمونها لكنهم لم يقولوا ما قلتيه ..نحن نعرف أن هناك تقصير بعدم بناء مسارح كبرى للمسرحيين في طرابلس مثلاً وغيرها، نحن نعلم الكثير من خريجي كلية الإعلام لم يتحصلوا على فرص كاملة لابداعهم وللأمر ظروفه”.
وتابع: “نحن نعرف أن هناك تقصير، وبعض المجاملات لكن هكذا هي العلاقات ومجتمع العشيرة، ولن يختفي ما دمنا نحن حتى شرطي المرور عندما يخالفنا نتصل بأقربائه ليتجاوز عن مخالفتنا بعيدًا عن تطبيق القانون ليغزونا التوحش وبأيدينا”.
واختتم: “السؤال؛ هل اليوم حال الثقافة والإعلام أفضل مما كان؟، الدولة هي الشعب، الدولة هي الأخلاق وتبقى مابقيت، وإذا عدتِ سأعود، ولا يهمني إلا قول الحق والله يعلم ماتخفيه النفوس”.