رصد دخول رتل عسكري تركي غدامس.. مشاهد تفضح عدوان تركيا وتواطؤ الوفاق

أوج – غدامس
يصر النظام التركي بقيادة رجب طيب أردوغان على استمرار التدخل الفج في الشأن الليبي، دون رادع أو الالتفات إلى تحذيرات محلية ودولية من مغبة ما يرتكبه في البلد المثقل بأعباء الفوضى والحرب منذ أحداث 2011م.
الرئيس التركي وجد في المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير الشرعية مطية للسعي نحو مبتغاه من التدخل في الشأن الليبي للفوز بثروات هذا البلد المنهك، فعاث فيه فساد؛ تارة يرسل المرتزقة وتارة أخرى يشحن شاحنات الأسلحة.
وطالما تفضح الصورة ما يرتكبه أردوغان في ليبيا؛ حيث أفاد شاهد عيان موجود مدينة غدامس على الحدود مع الجزائر، في تصريحات خاصة لـ”أوج”، بدخول رتل من المدرعات التركية إلى المدينة؛ عبارة عن ناقلات جند من طراز اي اس-15، و35 ام ام، وقاذفات صواريخ، ومدافع متحركة من نوع (ساوو) تي-155 فيرينتا، إضافة إلى عدد من سيارات الشحن العسكرية المحملة بالجنود الأتراك.

عربات عسكرية تركية في غدامس

وتمت عملية نقل الأسلحة والمدرعات التركية كما توضح الخريطة، لمساندة حكومة الوفاق غير الشرعية في حربها ضد قوات الشعب المسلح التي تسعى لتحرير العاصمة طرابلس من المليشيات الإرهابية التي تسيطر عليها، في الوقت الذي زعم أردوغان التزامه بقرارات مؤتمر برلين التي تحذر نقل السلاح إلى ليبيا، إلا أن المجتمع الدولي الأمم المتحدة تلتزم الصمت، رغم وجود مراقبين لها في تلك المنطقة.
ومن جهته، أعلن الناطق باسم قوات الكرامة، أحمد المسماري، رصد حمولة السفينة التركية، التى تم إنزالها في ميناء طرابلس، الثلاثاء الماضي، ونشر تسجيلا مرئيا، طالعته “أوج”، يوضح الأسلحة الثقيلة على متن السفينة التركية، مضيفا أن هذا ما أكدت عليه القيادة العامة بأنه غزو تركي ينافي كل القوانين والأعراف الدولية وينتهك وقف إطلاق النار في المنطقة الغربية.
كما وثقت فرنسا أيضا انتهاك تركيا ما اتفق عليه المشاركون في مؤتمر برلين حول ليبيا، الذي انعقد في 19 أي النار/ يناير الماضي، بحضور 12 دولة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، تحت إشراف الأمم المتحدة.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، آنييس فون دير مول، في تصريحات لـ”العربية نت”، طالعتها “أوج”، إن العسكريين الفرنسيين وثّقوا مواصلة تركيا انتهاك ما اتُفق عليه خلال مؤتمر برلين حول ليبيا، من خلال “إرسالها رجالاً ومعدات لصالح جهات معينة في ليبيا”، في إشارة إلى دعم حكومة الوفاق غير الشرعية برئاسة فائز السراج.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.
Exit mobile version