النعاس : طرفا الصراع في ليبيا فوضويون.. والأيام المقبلة ستشهد اشتباكات واسعة .
قال وكيل وزارة الدفاع بحكومة الإنقاذ السابقة، محمد النعاس، إن حفتر لم يعد يسيطر على سرت فقط، إنما أصبح يسيطر على الوشكه التي تبعد 100 كم منها، وهو الآن يبعد 150 كم عن مصراتة، مستدركا: “هذه ليس سيطرة بالمعني العسكري المعروف، ولكن المشهد مهلهل، مثل سيطرته على حقول النفط هي سيطرة صورية ولا يستطيع التحكم في البيع والإنتاج”.
وأضاف النعاس في مداخلة هاتفية مع قناة التناصح، تابعتها “أوج”: “المعارك جنوب طرابلس ستستمر ولن تتوقف، لأن الجيوش في الجانبين غير نظامية وغير منضبطه ولا تستطيع السيطرة عليها، حتى إطلاق النار المتقطع يحدث بين الجيوش النظامية، وستشهد الأيام المقبلة اشتباكات واسعة؛ لأن الظروف غير مواتية لإيقاف إطلاق النار الحقيقي، وهناك ما هو أخطر من ذلك أن العصابات التي يقودها حفتر جنوب طرابلس تسير في الأرض فساد، ويكفي أن إنتاج المنطقة الغربية الذي يوزع على الليبيين نزل إلى ما يقرب 20%، وهذه تسمي عراقيل الحرب”.
وأعاد النعاس الحديث عن لقاء غدامس الذي جميع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير الشرعية فائز السراج وخليفة حفتر قبل سنوات، قائلا: “أول اجتماع بين الطرفين في غدامس وكنت عضوا من المؤتمر الوطني ومن الفريق الاستشاري، وكنا في حجرة، وبرلمان طبرق في حجرة، وكان المبعوث الأممي يتحرك بين الغرفتين، وفي النهاية يخرج برؤية تخصه هو، ولكن لا يستطيع أن ينفصل أو يستقل عن الدول الكبرى المتحكمة في الصراع الليبي وهي أمريكا وبريطانيا وفرنسا، ولا يمكن حلحلة الأزمة إلا بالتوافق بين هذه الأطراف، وبالنسبة لباقي الأطرف الإقليمية التي تدعم حفتر هي مجرد داعم عسكري له من أجل إسكات شعوبها”.
وعن مفاوضات جنيف المقررة خلال الأيام المقبلة، رأى النعاس أنها فصل جديد يضاف إلى فصول مخرجات الصخيرات، وأن المشهد القادم لن يكون أكثر إيجابية مما حدث سابقا، مؤكدا أن الحرب دخلت المعادلة الصفرية و”قوات حفتر” عندها أوراق تفاوض بها في لجنة (5+5)، وتفاصيل عمل هذه اللجنة لا يعرفه إلا غسان سلامة وخليفة حفتر وفائز السراج، قائلا: “نحن لا نعرف الأشخاص المكلفين من الوفاق للمشاركة، وما هي معايير اختيارهم وما هي ثقافتهم السياسية والعسكرية وما هي الرؤية التي زودوا بها ليفاوضوا قاتل سيطر على 70% من البلاد، ولا أحد يخرج يتحدث، ولا نعرف شيئا، ولذلك ننتظر النتائج التي يتفضل بها علينا غسان سلامة الذي يدور في أفق تجنب عرقلة الأطراف المهيمنة وهذه معضلة وقع فيها المبعوثين الخمسة قبله”.
وتطرق إلى الحديث عن مذكرة التفاهم بين تركيا وحكومة الوفاق عير الشرعية، قائلا: “هي تعاون فقط، والمادة الرابعة تحتوي على 23 فقرة كلها تتحدث عن تبادل معلومات واستخبارات وتدريب، ولا تعني أن الطرف المقابل وهو التركي يتدخل عسكريا، وهي اتفاقية بين طرفين غير متكافئين، وفيها حكومة الوفاق عالة على تركيا، أما ما جرى هو أن حكومة الوفاق طلبت التدخل العسكري التركي في ليبيا”.
واستكمل: “ما يدور بين المناطق الشرقية والغربية وهي تنافر بين إدارتين، الأولى في الشرق ويمثلها حفتر الذي يقوده المصريون ثم الإماراتيون ثم فرنسا وأمريكا وبريطانيا، وتتمثل الحكومة في برلمان طبرق ومؤقتة ولذلك نحن نفاوض باطل، والإدارة الثانية هي حكومة الوفاق ولا تخضع لأي رقابة تشريعية تراقبها وتحاسبها ولا ترجع لجهة استشارية تراجعها، والواقع الليبي تفاوض بين جهتين فوضويتين والنتيجة مفتوحة على جميع الاحتمالات”.
وواصل: “أنصح الممثلين للوفاق في المسار العسكري بالإصرار على انسحاب حفتر خارج منطقة الجفرة، وأن يسلم جميع القواعد التي سيطر عليها في المنطقة الوسطى مثل الجفرة والوطية لكي يعود الموقف العسكري إلى طبيعته، ولابد أن ينسحب من الجنوب، ولو لم يصروا على ذلك فسيكون عملهم عبثيا وكل عملنا سيضيع هباء ولابد أن ينسحب العدو، وإن لم يصروا على ذلك عليهم أن يعودوا حتى لا يتورطوا في دم أخوانهم الليبيين أمام الله”.
وتابع: “سيطرة خليفة حفتر على هذه المناطق هي سيطرة صورية، ولو قررت مصراتة مهاجمة سرت لن يقاومها أيام قليلة، وبالنسبة لقواتنا نجحت في إفشال العدو وخطته، وهي ما تزال في موقف دفاعي، وهو في موقف هجومي”، متسائلا: “كيف نستسلم له وهو في موقف تراجع وكيف نستسلم له بعد قتل 20 ألف مواطن ليبي في بنغازي ودمر عاصمتنا الثانية؟”.
وأردف: “أكبر ميزة قامت بها حكومة الوفاق هي طلبها دعم تركيا ونجحت في وضع الصراع بالحالة الصفرية، وتركيا تستطيع أن تقلب المعادلة لكن نحتاج إلى قيادة سياسة واعية تفهم معنى الكفاح والنضال والدفاع، ثم كيف نطلب من حفتر أن ينسحب وإلى الآن رئيس حكومة الوفاق لم يعلن اسم وزير دفاع يجمع بين الثقافتين السياسة والعسكرية ويسيطر على المؤسسة العسكري، ما يؤكد أن الأمور هشة لدى الطرفين”.
واختتم: “باعتباري تابعت ما يدور في الجبهات منذ 4 الطير/ أبريل، الإجابة المختصرة هي أن تقوم ما تسمى بحكومة الوفاق بتعزيز قواتها وتوجيه ضربة لخط العدو المممتد من الجفرة إلى بني وليد إلى ترهونة، وما أن ينقطع هذا الإمداد سوف تتجمد وتستسلم، ولابد من تدمير قاعدة الجفرة ولابد أن يكون هذا هدفك المكتوب وغير ذلك الدم سيستمر، وبغيره ستدخل في مفاوضات سوفسطائية لا قيمة لها”.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.