أوج – بنغازي
اعتبر عضو مجلس النواب المنعقد في طبرق، محمد البشير، مشروع القرار المعدل الذي تقدمت به بريطانيا لشركائها في مجلس الأمن الدولي مطلع الشهر الحالي، ويُطالب بسحب المرتزقة من ليبيا، تحولا كبيرا باتجاه إسناد الحل إلى الجامعة العربية والاتحادين الأفريقي والأوروبي، ما يعني أنها انحازت إلى ما أسماه “الحلف المناوئ للرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.
وأضاف البشير في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط”، طالعتها “أوج”، أن المجتمع الدولي يتصارع على مصالحه داخل ليبيا بأيد ليبية، ما يعني أنها حرب بالوكالة، مستنكرا عدم إعلان المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة أسماء الدول المتداخلة، التي تدفع بالمرتزقة إلى ليبيا.
وقدمت بريطانيا لشركائها في مجلس الأمن الدولي الجمعة الماضية، مشروع قرار معدل يطالب بسحب المرتزقة من ليبيا، دون الإشارة إلى جنسياتهم، كما يطالب جميع الدول الأعضاء بعدم التدخل في النزاع أو اتخاذ تدابير تفاقمه.
وذكّر مشروع القرار الذي نقلت تفاصيله وكالة “فرانس برس”، وطالعتها “أوج”، بالالتزامات الدولية التي تم التعهد بها في مؤتمر برلين حول ليبيا يوم 19 آي النار/ يناير الماضي؛ من أجل احترام حظر الأسلحة المفروض على ليبيا منذ 2011م، بما يشمل وقف كل الدعم المقدم إلى المرتزقة المسلحين وانسحابهم.
وندد مشروع القرار البريطاني بالتصيد الأخير للعنف، ودعا الأطراف إلى الالتزام بوقف دائم لإطلاق النار، كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إبداء رأيه بشأن الشروط اللازمة لوقف إطلاق النار وتقديم مقترحات من أجل مراقبته بشكل فعال.
ولفت إلى أهمية دور الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي في حل النزاع الليبي، على عكس المسودة الأولى لمشروع القرار التي اكتفت بالإشارة إلى أهمية دور الدول المجاورة والمنظمات الإقليمية في حل هذا النزاع.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.