أوج – أديس أبابا
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن الأزمة الليبية مثل حالة الطوارئ المناخية، لأن تأثيرها يمتد إلى دول الساحل الأفريقي وخارجه، مؤكدا على ضرورة إنهائها سريعا.
وأضاف غوتيريش في كلمته أمام قمة الاتحاد الأفريقي في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، اليوم الأحد، تابعتها “أوج”، أن انتهاك قرارات مجلس الأمن بما فيها الحظر المفروض على الأسلحة قبل أن يجف الحبر الذي كتب به القرار فضيحة غير مقبولة.
وتابع: “أنا على دراية بالإحباط الهائل الذي شعر به الاتحاد الأفريقي إزاء الوضع الذي ساد في ليبيا منذ عام 2011م وأنا أشاركهم، ولقد أنشأنا أمس إطار شراكة جديد بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة من أجل التنسيق الوثيق لجهودنا المشتركة، كما يمثل اجتماع اللجنة الرفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي حول ليبيا، والذي انعقد مؤخرًا في برازافيل، مصدرًا مهمًا جدًا للأمل، وأنا أقدم دعمًا كاملاً لتنظيم منتدى مصالحة داخل ليبيا في أفريقيا”.
ودعا في ختام كلمته إلى الوقف الفوري لإطلاق النار باعتبار أنه ضروري للغاية لحلحلة الأزمة الليبية، قائلا: “سأستمر في الإصرار على أن الحل السياسي فقط، من قبل الليبيين ومن أجلهم، سيجلب السلام إلى ليبيا وأن أي تدخل أجنبي في النزاع سيجعل الوضع أسوأ”.
واستضافت العاصمة الألمانية برلين، في 19 آي النار/يناير 2020م الماضي، مؤتمراً حول ليبيا، بمشاركة دولية رفيعة المستوى، وذلك بعد المحادثات الليبية – الليبية، التي جرت مؤخرًا، في موسكو، بحضور ممثلين عن روسيا الاتحادية وتركيا.
وأصدر المشاركون في مؤتمر برلين، بيانًا ختاميًا دعوا فيه إلى تعزيز الهدنة في ليبيا، والعمل بشكل بناء في إطار اللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5)، لتحقيق وقف لإطلاق النار في البلاد، ووقف الهجمات على منشآت النفط وتشكيل قوات عسكرية ليبية موحدة، وحظر توريد السلاح إلى ليبيا.
وتشكل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لجنة تضم 13 نائبا عن البرلمان ومثلهم من المجلس الأعلى للإخوان المسلمين، إضافة إلى شخصيات مستقلة تمثل كافة المدن الليبية تختارهم البعثة الأممية لخلق نوع من التوازن والشروع في حوار سياسي فاعل بين الأطراف الليبية.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.