نائب سابق بالبرلمان التركي ، حقائق قاسية ستواجه «أردوغان» إذا غزا ليبيا .
اعتبر آيكان إردَمير النائب السابق في البرلمان التركي وزميل في مؤسسة الدفاع عن الحريات (تتخذ من واشنطن مقراً لها)، أن “تدخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ليبيا يأتي على العكس تمامًا من تدخله في سوريا، إذ أن وضعه يفتقر إلى مبرر حاسم للتدخل في ليبيا من شأنه أن يحظى بتأييد الرأي العام التركي”.
وفي الثاني من يناير الجاري، وافق البرلمان التركي على مشروع قانون يسمح بغزو القوات التركية لليبيا بعد أن قامت “حكومة السراج” في الشهر الماضي بتفعيل اتفاقية عسكرية تم توقيعها في الآونة الأخيرة مع أنقرة.
وأوضح آيكان إردَمير، في تصريحات لموقع “أحوال تركية” رصدته «الساعة 24»، أنه “في حين يصوّر مسؤولو الحكومة التركية ووسائل الإعلام الموالية لأردوغان خطوة إرسال قوات إلى ليبيا على أنها ضرورية لحماية المصالح التركية، فقد واجه الرئيس التركي شكوكًا عميقة”.
يشار إلى أنه قبيل تصويت البرلمان، أعربت جميع أحزاب المعارضة التركية عن رفضها لإرسال أي قوات إلى ليبيا. وبعد اجتماع مع وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، كان يهدف إلى تخفيف مخاوفهم، صرح نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري أونال جاويك أوز، بأن موقف الحزب لم يتغير، وأنه لا يرغب في أن يرى ليبيا تتحول إلى سوريا ثانية، قائلاً: “في ظل الوضع الحالي، لا نريد للصورة السيئة التي تكشّفت في سوريا أن تكرر نفسها في بلد آخر”.
ويقول إردَمير: “في سوريا، استخدم أردوغان ذريعة قتال حزب العمال الكردستاني لإضفاء الشرعية على عملياته عبر الحدود”. وتعتبر أنقرة حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية.
ويضيف أن “أردوغان يفتقر إلى مبررات مماثلة في ليبيا، ولذلك سيواجه صعوبة أكثر في إقناع الجمهور التركي هذه المرّة”.
وأكد آيكان إردَمير، أن “أي عملية تركية في ليبيا سوف تعقدها مجموعة من الصعوبات السياسية والجغرافية والعسكرية، وإحدى نقاط الضعف الحرجة في الصعوبات الثلاثة تتمثل فيما إذا كانت تركيا قادرة على الدفاع عن قواتها من الجو أو حمايتها من طائرات العدو”.
وأوضح أنه “فعلى عكس سوريا حيث تشترك تركيا في حدود تجعل العمليات العسكرية أسهل من الناحية اللوجستية، تبعد ليبيا حوالي 1900 كم، وتقع أقرب قاعدة جوية في شمال قبرص التي تحتلها تركيا، ويستلزم القيام بأي طلعات جوية من هذه القواعد تزويد المقاتلين الأتراك بالوقود في الجو”.
وتابع: “لا تمتلك تركيا حاليًا القدرة على توفير الطيران البحري لتعويض ذلك، ولا تزال حاملة الطائرات البرمائية الوحيدة تحتاج إلى عدة أشهر قبل أن تدخل الخدمة، والآن وقد تم استبعاد أنقرة من برنامج الطائرات المقاتلة من طراز (إف-35)، فإنها تفتقر أيضًا إلى أي طائرات ثابتة الجناحين يمكن أن تعمل من البحر أيضًا”.
وشدد آيكان إردَمير، على أنه “لا يوجد دعم جوي بسبب عدم وجود أي قاعدة آمنة بما يكفي لاستيعاب طائرات إف-16″، في إشارة إلى استهداف الجيش الوطني الليبي لمطارات “حكومة السراج”، محذّرًا من أنه “حتى لو كان التزود بالوقود في الجو خيارًا، فإنه ينطوي على خطر الاشتباكات مع الطائرات اليونانية أو المصرية”.
ووفقًا لما ذكره آيكان إردَمير، فإن “أنقرة تأمل في أن تقتصر قواتها على تقديم المشورة لحكومة السراج، لكن هذا قد لا يستمر إذا اشتدت الحرب”، لافتًا إلى أنه “على الأرجح ستجبر الحقائق القاسية في ساحة المعركة الليبية أردوغان على أن يمد مرتزقته بالقوات التركية القتالية”.