محلي
خلال مؤتمر السفراء الهولنديين بلاهاي.. لودريان: الاتحاد الأوروبي سيبدأ تنفيذ مخرجات برلين حول الأزمة الليبية
أوج – لاهاي
قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، إنه منذ بداية العام الجاري، ضاعفت الدول الأوروبية المبادرات لحل أزمات الشرق الأوسط، وفي القلب منها الأزمة الليبية، في إطار أهداف واضحة تتضمن أمنهم ومنع التصعيد وإيجاد طرق التفاوض في كل مكان، لتسجيل العودة إلى الاستقرار مع مرور الوقت.
وأضاف لو دريان، خلال كلمته في مؤتمر السفراء الهولنديين بلاهاي أمس الثلاثاء، نشرتها السفارة البريطانية لدى ليبيا عبر موقعها الرسمي، طالعتها وترجمتها “أوج”، أنه بشأن الأزمة الليبية، أنه تم عقد مؤتمر اجتماع مهم في العاصمة الألمانية برلين يوم 19 آي النار/ يناير الجاري، بفضل ما أسماه الجهود المشتركة للجهات الفاعلة الأوروبية؛ فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة على وجه الخصوص.
وأكد أهمية مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية؛ لأن ما يحدث في ليبيا يتعلق مباشرة بأوروبا؛ فالإرهاب والهجرة وصراعات السلطة هي تحديات الصراع الحالي، مشيرا إلى تضافر جهودهم مع جهود الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيف بوريل، خلال المؤتمر.
وتابع: “من الآن فصاعدًا، سيؤدي الاتحاد الأوروبي دوره كاملاً في تنفيذ ما تقرر لدعم الأمم المتحدة من أجل توطيد الهدنة باعتبارها أولوية عاجلة، ثم لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار كأولوية ثانية”، مستطردا: “بدأ العمل أيضًا على فرض حظر الأسلحة وتوثيق حالات الانتهاك الصارخة، باستخدام جميع الوسائل المتاحة لنا، التي يجب أن تستمر جميعها، فكان الاتفاق مهمًا، فهو الآن مسألة ضمان التنفيذ، من أجل التمكن من تحقيق استئناف سريع للعملية السياسية”.
واستضافت ألمانيا مؤتمرًا حول ليبيا برعاية الأمم المتحدة، يوم 19 آي النار/يناير الجاري، في العاصمة برلين، بحضور 12 دولة هم الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا، والصين، وألمانيا، وتركيا، وإيطاليا، ومصر، والإمارات، والجزائر، والكونغو، وممثلي الاتحاد الأوروبي والأفريقي وجامعة الدول العربية والمبعوث الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة، بهدف توفير ظروف مؤاتية لاستئناف الحوار الليبي الداخلي مع الإعلان مسبقاً عن وقف دائم لإطلاق النار.
ودعا المشاركون بمؤتمر برلين حول الأزمة الليبية، في البيان الختامي، مجلس الأمن الدولي إلى فرض عقوبات على من يثبت انتهاكه لقرار وقف إطلاق النار، كما دعت الدول المشاركة في المؤتمر إلى توحيد القوات الليبية من “الشرطة والجيش” تحت قيادة سلطة مركزية مدنية، مع ضمان سلامة المنشآت النفطية وعدم التعرض لها.
ومن ناحية أخرى، اتفقت القوى المجتمعة في برلين، على تعزيز حظر إرسال الأسلحة إلى ليبيا، مؤكدين على ضرورة تحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، بهدف إتاحة الفرصة لبدء عملية سياسية، وأكدت الدول المشاركة في المؤتمر، دعمها تأسيس حكومة موحدة وشاملة وفعالة في ليبيا تحظى بمصادقة مجلس النواب، داعين جميع الأطراف الليبية إلى إنهاء المرحلة الانتقالية بانتخابات حرة وشاملة وعادلة.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.