محلي

الجهود الدولية لإنهاء الأزمة الليبية “دعاية زائفة”.. البحباح: قطع النفط رسالة بعدم وجود أداة سياسية فاعلة تعمل نيابة عن الليبيين

أوج – القاهرة
رأى القائم بأعمال السفارة الليبية، في نيودلهي- الهند قبل ما تسمى “فبراير”، رمضان البحباح، أن تركيا لن تلتزم بأي تعهدات دولية بشأن ليبيا، مؤكدًا أن الجهود الدولية لإيجاد حل الأزمة الليبية مجرد دعاية وتزييف للحقيقة، وأنها لا تعدو صفقات لتسوية الأوضاع وفق ما يناسبهم.
وقال “البحباح” في تصريحات لوكالة “العين” الإماراتية، طالعتها “أوج”، أن الصراعات الدولية حول الثروات الليبية سبب الكوارث والتدمير وقتل وتشريد أبناء ليبيا، مُبينًا أنها كانت أيضًا سببًا في منع بناء مؤسسات ليبيا، وتسليح “الجيش” في الحرب على الإرهاب بموجب قرارات أصدرها مجلس الأمن الدولي منذ عام ، 2011م، ولازالت سارية حتى الآن.
وتابع أن هناك أطرافًا دولية تعمل على تضليل الرأي العام العالمي، من خلال إبراز أن ما يحدث في ليبيا بأنه صراع بين الليبيين، وأنها تحاول تقديم النصح والمشورة لهذا الشعب لتجاوز خلافاته، مُبينًا أن أنقرة أداة بيد الاستعمار والصهيونية، وتنفذ جرائمها بناء على أوامر صادرة لحكامها لتسهيل عملية تقاسم الثروة الليبية بين الدول الأوروبية، مشيرًا إلى أن تركيا الإردوغانية ليست إلا وريث الإمبراطورية العثمانية التي فعلت الشيء نفسه وسلمت ليبيا للإيطاليين.
وأكد الدبلوماسي السابق، أن تركيا لن لتزم بأي تعهد دولي بما في ذلك اتفاقات موسكو أو برلين أو جينيف، كما أنها لن توقف إمداد الميليشيات بالإرهابيين والسلاح، مُستدركًا: “تركيا تدرك جيدًا أن التعهدات الدولية أوهام، وستمضي في مشروعها الاستعماري بكل الوسائل الممكنة مادام هناك عملاء وخونة من الطرف الليبي يساعدونها على ذلك مقابل بقائهم في السلطة ونهب ثروات الليبيين، والدول الأوروبية أيضا لن تفي بأي عهود حول الاستقرار في ليبيا إلا إذا أجبروا عليه”.
وذكر أن أردوغان يستغل وصول تنظيم الإخوان الإرهابي إلى السلطة لمحاولة الوصول لأطماعه الاستعمارية، وأن تونس لا يمكن أن تعود لوضعها الطبيعي ودورها الريادي في استقرار ليبيا إلا إذا انتفض الشعب التونسي واقتلع جذور هذا التنظيم إلى الأبد، منوهًا أن الجزائر تخشى أن تتعرض لما تعرضت له باقي الدول العربية مثل سوريا والعراق، ويحاول ساستها إبعاد شبح الحروب قدر الإمكان.
وتطرق “البحباح” في حيثه إلى البعثة الأممية، قائلاً: “الأمم المتحدة تعمل لصالح أطرافًا فاعلين في مجلس الأمن، ويهمها أن تبقى ليبيا منقوصة السيادة لتسهيل عملية النزاع على الثروات، وهو ما يبدو من تمسك البعثة بالاتفاق السياسي في الصخيرات الموقع عام 2015م، وحكومة فايز السراج التي تخدم مصالح الدول الأوروبية”، مُشيرًا إلى أن البعثة الأممية تدرك تمامًا أن الأزمة الليبية صراع دولي حول مصالحها في ليبيا، وأن غسان سلامة أعلن ذلك صراحة، في أكثر من مناسبة، مُتسائلاً: “مادامت الأزمة الليبية صراع داخلي، إذن لماذا نتحدث عن حوار بين الليبيين؟”.
وبيّن أن بعض الأنظمة الدولية هي التي تشكل الرأي العام العالمي وتعامل الليبيين والشعوب الصغيرة الضعيفة مثل الأطفال، تضربه وتحاول ترضيته بوسائل خادعة وكاذبة، مشيرًا إلى امتلاك هذه الأطراف لآلة تزييف وتضليل إعلامية ضخمة تديرها مؤسسات مخابراتية من العلماء والمفكرين المسخرين لتخذير الشعوب.
وفيما يخص تحرك القبائل العربية، قال الدبلوماسي السابق: “القبائل الليبية والحراك الشعبي يدرك حجم الأطماع الدولية حول بلاده مع ما يعانيه من العوز والحرمان وأزمات اقتصادية طاحنة، وهذا الإدراك دفعهما للضغط على دول العالم بقطع إمداد النفط الذي تتحارب عليه الأطراف الدولية، وكذلك تستخدم حكومة السراج عائداته للإنفاق على المرتزقة والسلاح، لأن لغة الحوار مع العدو تكمن في إقصاءه”.
وفي ختام حديثه، قال البحباح، إن الليبيين أرادوا بقطع النفط التأكيد على عدم وجود أداة سياسية فاعلة تعمل نيابة عنهما من المؤسسات السياسية الراهنة التي تخضع لسلطة فايز السراج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى