محلي

بعد إجرائها مقابلة مع مرتزق سوري في طرابلس.. صحفية أمريكية: أردوغان داعم للإرهاب يضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط وليبيا خير دليل

أوج – بنغازي
قالت الصحفية الأميركية المتخصصة في تغطية الأزمات الإنسانية والصراعات، والتي أجرت لقاءً مع أحد المرتزقة السوريين في طرابلس ليندسي سنيل، إنها غطت أخبار الجيش السوري الحر لسنوات عديدة منذ عام 2014م، مشيرة إلى أنها حافظت على اتصالات معهم على مر السنين، لافتة إلى أنه طوال الوقت أقحم أردوغان نفسه في الصراع السوري وبدأ باستخدام بعض المقاتلين السوريين كـ”مرتزقة” لم يعودوا يحاربون من أجل الثورة، بل يقاتلون من أجل أردوغان وطموحات تركيا.
وأضافت ليندسي، في مداخلة مرئية لبرنامج “البلاد” عبر فضائية “218”، أن هؤلاء المقاتلين أصبحوا غاضبين أكثر فأكثر، ونتيجة لذلك باتوا على استعداد لتقديم المعلومات والمقابلات والصور ومقاطع الفيديو التي تكشف حقًا ما يفعله أردوغان في سوريا والآن أيضًا في ليبيا.
وأشارت الصحفية ليندسي، إلى مقابلتها مع المرتزق السوري الذي أوضح أن المرتزقة ينتقلون من مناطق في ريف حلب الغربي ويعيشون في عفرين ثم يعبرون من هناك إلى إسطنبول للسفر منها إلى طرابلس.
وتابعت: “أخبرني أحد قادة الجيش السوري الحر أنه يتقاضى 2000 دولار شهريًا، وأيضًا أكد المرتزق الذي أجريت معه المقابلة في طرابلس أنه يتقاضى 2000 دولار شهريًا، وهناك أشياء أخرى، منها؛ أن تركيا تمنحهم هواتف محمولة مع بطاقات مشحونة بـ300 ليرة تركية، وهذا لتتمكن تركيا من مراقبة اتصالاتهم ومكافآت تجنيدهم، فإذا كانت لا تريد الذهاب إلى ليبيا فنحن نعرف من يريد ذلك، حيث يمكنك الحصول على بضع مئات من الدولارات بنفسك وليس عليك الذهاب إلى ليبيا من خلال أعمال أخرى”.
ولفتت ليندسي إلى أن التحركات التركية الأخيرة تأتي في إطار الطموحات التوسعية لدى أردوغان، وأن مئات الآلاف مروا من تركيا إلى سوريا من جميع أنحاء العالم، والآن يتم نقلهم إلى ليبيا للقيام بنفس الشيء، لافتة إلى أن أردوغان يستمر في إرسالهم ضاربًا عرض الحائط بكل القوانين الدولية التي تمنع إرسال السلاح أو المقاتلين إلى ليبيا.
وقالت إن “أردوغان ليس داعمًا للإرهابيين في ليبيا فقط، بل في كل مكان، لقد بدأ بفتح الحدود إلى سوريا والسماح لجميع هؤلاء الجهاديين بالمرور إلى سوريا من جميع أنحاء العالم، وكل الدول قالت إن تركيا تفعل ذلك، والآن يقول المسؤولون الأمريكيون السابقون إنهم طلبوا من تركيا عدة مرات تأمين حدودها، وإغلاق الحدود”.
وذكرت الصحفية الأمريكية أنه “تم بالفعل تحديد عناصر داعش، ونقلهم إلى ليبيا، وأنه دعم واضح للإرهاب وانتشار الإرهاب، وكذلك دعم لحكومة الوفاق التي تؤيدها مجموعة من الميليشيات والإرهابيين”.
ولفتت إلى أن أردوغان دعم الجماعات الإرهابية “داعش والقاعدة”، خاصة في العراق وسوريا، مثل إبقاء حدوده مفتوحة مع سوريا وعدم منع دخول أي من الجهاديين الأجانب من جميع أنحاء العالم لدعم الإرهاب، مُبينة أن القوات الكردية في شمال شرق سوريا لديها الكثير من الأدلة عن كيفية مساعد أردوغان لداعش حقًا أو السماح له بشن هجمات في كوباني وهذا يعني أنه سمح لداعش بإجراء عملية عسكرية من داخل تركيا إلى سوريا، قائلة: “إن أردوغان داعم للإرهاب وليبيا خير دليل”.
وأكدت ليندسي أن “التجنيد مستمر، وأن هناك بعض الشائعات أنه يجري بين بعض الفصائل الإسلامية، إحداها تنظيم حرّاس الدين، الذي يتكون إلى حد كبير من عناصر داعش السابقين، وهذه هي المجموعات التي وعد أردوغان في صفقات مع روسيا بإخلائها من ريف إدلب، وهناك شائعات بأنهم سينتقلون إلى ليبيا قريبًا وفي قاعدة منفصلة عن المقاتلين المرتزقة الآخرين وهو بالطبع شيء خطير للغاية لأنهم أساسًا أعضاء في داعش”.
ورأت الصحفية ليندسي أن هناك نقصًا في فهم الغرب وأوروبا وأمريكا للصراع والوضع القائم في ليبيا، حيث إن الصحافة الأجنبية كتبت الكثير عن المرتزقة القادمين إلى سوريا لكن هناك نقص في فهم الصراع في سوريا ما يجعل هذا الحديث خارج السياق.
وأبدت ليندسي اعتقادها أن الغربيين يسمعون عن الحكومات المدعومة من الأمم المتحدة ويعتقدون أن هذا يعني أنها شرعية دون أن يدركوا أن حكومة الوفاق تدعمها في الواقع مجموعة من الميليشيات من مثيل المرتزقة السوريين.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى