بسبب إرسال أنقرة أسلحة ثقيلة ومرتزقة سوريين.. تونس تهاجم تركيا في الأمم المتحدة لتدخلها في ليبيا

أوج – تونس
هاجم المندوب التونسي لدى الأمم المتحدة، المنصف البعتي، مساء أمس الأربعاء، التدخل التركي في الشأن الليبي، معربًا عن قلقه الشديد من نقل مقاتلين سوريين هناك.
وقال البعثي خلال كلمة ألقاها في جلسة حول الأزمة السورية بالأمم المتحدة: “نعرب عن قلقنا الشديد إزاء عمليات نقل مقاتلين سوريين إلى ليبيا”.
حديث المندوب التونسي لدى الأمم المتحدة يأتي بعد أيام من نشر بلاده أسلحة ثقيلة على الحدود مع ليبيا، حيث أعاد موقع “ميليتاري رادار” العسكري الإيطالي، نشر تغريدة لحساب تونسي يكشف نشر المعدات التونسية المضادة للطائرات بالقرب من الحدود الجنوبية مع ليبيا.
وخلال مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية التي استضافته ألمانيا يوم 19 آي النار/يناير الجاري، دعا المشاركون فيه، عبر البيان الختامي، مجلس الأمن الدولي إلى فرض عقوبات على من يثبت انتهاكه لقرار وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى توحيد القوات الليبية من “الشرطة والجيش” تحت قيادة سلطة مركزية مدنية، مع ضمان سلامة المنشآت النفطية وعدم التعرض لها.
ومن ناحية أخرى، اتفقت القوى المجتمعة في برلين، على تعزيز حظر إرسال الأسلحة إلى ليبيا، مؤكدين على ضرورة تحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، بهدف إتاحة الفرصة لبدء عملية سياسية، وأكدوا دعمهم تأسيس حكومة موحدة وشاملة وفعالة في ليبيا تحظى بمصادقة مجلس النواب، داعين جميع الأطراف الليبية إلى إنهاء المرحلة الانتقالية بانتخابات حرة وشاملة وعادلة.
وعلى الرغم من تأكيدات تركيا المتكررة بضرورة حل الأزمة سياسيا عبر إجراء حوارات بين الأطراف، ووجودها في مؤتمر برلين الذي أجمع الحاضرون فيه على ضرورة تفعيل قرار مجلس الأمن بشأن حظر توريد السلاح إلي ليبيا، إلا أنها انقلبت على تصريحاتها الإعلامية واستمرت في إرسال مقاتلين سوريين وأسلحة ثقيلة إلى قوات حكومة الوفاق غير الشرعية.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عملية نقل المرتزقة التي تنفذها تركيا من سوريا إلى داخل الأراضي الليبية، لا تزال متواصلة على قدم وساق رغم كل التحذيرات الدولية، موضحا أن عملية تسجيل أسماء الراغبين بالذهاب إلى طرابلس مستمرة بشكل كبير، بالتزامن مع وصل دفعات جديدة من المرتزقة إلى هناك، حيث ارتفع أعداد المجندين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس حتى الآن إلى نحو 2600 مرتزق.
وذكر المرصد، أن تركيا تريد نقل نحو 6000 سوري إلى ليبيا إذ ستعمد بعد ذلك إلى تعديل المغريات التي قدمتها عند وصول أعداد المتطوعين إلى ذلك الرقم، حيث ستقوم بتخفيض المخصصات المالية وستضع شروط معينة لعملية تطوع المقاتلين حينها.
أما فيما يخص انتهاك تركيا لقرار مجلس الأمن حظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا، أعلنت مصادر أمنية سودانية، أمس الأربعاء، ضبط شحنة أسلحة في البلاد، قبل تهريبها إلى داخل ليبيا، موضحة أنها تخص عناصر قطرية تتعاون مع وسطاء من تركيا، بتهريب السلاح إلى ليبيا.
وذكرت المصادر السودانية، في تصريحات لصحيفة “العرب” اللندنية، طالعتها “أوج”، أن قوات الدعم السريع، ضبطت شحنة أسلحة كبيرة بشمال دارفور في طريقها إلى ميليشيات مسلحة في طرابلس، موضحة أن ذلك يفسر أسباب الهجوم القطري الأخير على قوات الدعم السريع والتشكيك في قيادتها العسكرية.
كما وصلت بارجات تركية إلى ميناء طرابلس البحري، في ساعة مبكرة من صباح أمس الأربعاء، في إطار الدعم الذي يقدمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير الشرعية.
وقال أحد الحسابات التركية في تغريدة له مدعومة بالصور، على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، رصدتها “أوج”، إن البارجات تعمل مؤخرا في المنطقة الاقتصادية في ليبيا.
وأوضح أن فئة البارجات هي:G F496 TCG Gökova – F497 TCG Göksu – TCG Gaziantep – F495 TCG Gediz – Akar class A595 TCG Yarbay Kudret Güngör.
ومن جهته، أوضح مراسل العربية، أن البارجات التركية إحداهما تحمل اسم “غازي عنتاب” والأخرى “قيديز”، وقد تكفّلت ميليشا الردع والنواصي التابعتين لداخلية الوفاق، بتأمين وصولهما إلى ميناء الشعاب بطرابلس، مؤكدا نقل العتاد والذخائر إلى قاعدة معيتيقة الجوية وسط العاصمة.
ويعد الإنزال البحري للقوات التركية الذي قامت به الفرقاطتين، الأول منذ إعلان إجلاء القوات والقواعد الأجنبية عن ليبيا عام 1970م على يد قائد ثورة الفاتح العظيمة ورفاقه الأبطال.
وجاء صول البارجات التركية متماشيا مع ما أكده شهود عيان بأن جنودًا أتراكًا نزلوا فجر اليوم، الأربعاء، في ميناء طرابلس، بعدما وصلوا على متن بارجتين حربيتين تركيتين، في سابقة من نوعها منذ بدء تركيا إرسال جنود ومرتزقة لدعم مليشيات حكومة الوفاق غير الشرعية في معارك طرابلس.
ورافقت البارجتين، بحسب الشهود، سفينة شحن قامت بإنزال دبابات وشاحنات عسكرية، وذلك لأول مرة منذ إعلان الرئيس التركي رجب أردوغان عزمه دعم حكومة الوفاق، رغم تعهده في “مؤتمر برلين” بعدم التدخل في ليبيا أو إرسال قوات أو مرتزقة.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.
Exit mobile version