محلي

مشددة على التنفيذ الكامل لحظر الأسلحة.. اليونان تعلن استعدادها لإرسال قوات إلى ليبيا

أوج – أثينا
أكد وزير الخارجية اليونانية نيكوس دندياس، أن بلاده مستعدة للمساهمة في إرسال قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة إلى ليبيا.
وأدان دندياس، في تصريحات نقلتها الصحف اليونانية، وطالعتها “أوج”، استمرار إرسال تركيا أسلحة إلى طرابلس، قائلا: “يتطلب الوضع في ليبيا التنفيذ الكامل لحظر الأسلحة، والبدء بتطبيق نتائج اتفاقية برلين باعتبارها الخطوة الأولى في اتجاه إيقاف الكارثة الليبية”.
وقال إن الموقف اليوناني إيجابي تجاه تنشيط وتوسيع عملية صوفيا لمراقبة الامتثال لحظر الأسلحة في ليبيا، بالإضافة إلى إمكانية نشر قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، وإن بلاده مستعدة للمساهمة في كل مبادرة تتعلق بالمسألتين.
وأضاف أن المذكرتين اللتين وقّعت عليهما تركيا وحكومة الوفاق غير الشرعية، في المجالين الأمني والبحري، لا يمكن أن يكون لهما مكان إلا ضمن استمرار الكارثة الليبية، كونهما أبرمتا بطريقة غير قانونية وشكلتا خرقا لكل القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
واستضافت ألمانيا مؤتمرًا حول ليبيا برعاية الأمم المتحدة، يوم 19 آي النار/يناير الجاري، في العاصمة برلين، بحضور 12 دولة هم الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا، والصين، وألمانيا، وتركيا، وإيطاليا، ومصر، والإمارات، والجزائر، والكونغو، وممثلي الاتحاد الأوروبي والأفريقي وجامعة الدول العربية والمبعوث الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة، بهدف توفير ظروف مؤاتية لاستئناف الحوار الليبي الداخلي مع الإعلان مسبقاً عن وقف دائم لإطلاق النار.
ودعا المشاركون بمؤتمر برلين حول الأزمة الليبية، في البيان الختامي، مجلس الأمن الدولي إلى فرض عقوبات على من يثبت انتهاكه لقرار وقف إطلاق النار، كما دعت الدول المشاركة في المؤتمر إلى توحيد القوات الليبية من “الشرطة والجيش” تحت قيادة سلطة مركزية مدنية، مع ضمان سلامة المنشآت النفطية وعدم التعرض لها.
ومن ناحية أخرى، اتفقت القوى المجتمعة في برلين، على تعزيز حظر إرسال الأسلحة إلى ليبيا، مؤكدين على ضرورة تحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، بهدف إتاحة الفرصة لبدء عملية سياسية، وأكدت الدول المشاركة في المؤتمر، دعمها تأسيس حكومة موحدة وشاملة وفعالة في ليبيا تحظى بمصادقة مجلس النواب، داعين جميع الأطراف الليبية إلى إنهاء المرحلة الانتقالية بانتخابات حرة وشاملة وعادلة.
وجاء الموقف التركي متناقضا مع ما أعلنت الالتزام به في مؤتمر برلين؛ حيث صلت بارجات تركية إلى ميناء طرابلس البحري، أمس الأربعاء، في إطار الدعم الذي يقدمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير الشرعية.
وقال أحد الحسابات التركية في تغريدة له مدعومة بالصور، على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، رصدتها “أوج”، إن البارجات تعمل مؤخرا في المنطقة الاقتصادية في ليبيا.
وأوضح أن فئة البارجات هي:G F496 TCG Gökova – F497 TCG Göksu – TCG Gaziantep – F495 TCG Gediz – Akar class A595 TCG Yarbay Kudret Güngör.
ومن جهته، أوضح مراسل العربية، أن البارجات التركية إحداهما تحمل اسم “غازي عنتاب” والأخرى “قيديز”، وقد تكفّلت ميليشا الردع والنواصي التابعتين لداخلية الوفاق، بتأمين وصولهما إلى ميناء الشعاب بطرابلس، مؤكدا نقل العتاد والذخائر إلى قاعدة معيتيقة الجوية وسط العاصمة.
ويعد الإنزال البحري للقوات التركية الذي قامت به الفرقاطتين، الأول منذ إعلان إجلاء القوات والقواعد الأجنبية عن ليبيا عام 1970م على يد قائد ثورة الفاتح العظيمة ورفاقه الأبطال.
وجاء صول البارجات التركية متماشيا مع ما أكده شهود عيان بأن جنودًا أتراكًا نزلوا فجر اليوم، الأربعاء، في ميناء طرابلس، بعدما وصلوا على متن بارجتين حربيتين تركيتين، في سابقة من نوعها منذ بدء تركيا إرسال جنود ومرتزقة لدعم مليشيات حكومة الوفاق غير الشرعية في معارك طرابلس.
ورافقت البارجتين، بحسب الشهود، سفينة شحن قامت بإنزال دبابات وشاحنات عسكرية، وذلك لأول مرة منذ إعلان الرئيس التركي رجب أردوغان عزمه دعم حكومة الوفاق، رغم تعهده في “مؤتمر برلين” بعدم التدخل في ليبيا أو إرسال قوات أو مرتزقة.
كما أكد مصدر مُطلع من داخل مطار مصراتة، الإثنين، وصول 40 ضابط تركي على متن طائرة الخطوط الأفريقية بمطار مصراتة، مشيرًا إلى أنه جرى التكتم على تفاصيل الرحلة، كما تم إخراج عدد كبير من الموظفين من المطار، بحيث لم يتبقى إلا من يقوم بالعمليات التشغيلية بالكاد.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى