محلي
داعيًا إلى وقف الدراسة.. الغرياني: مقاومة العدو واستشهاد ألف أو مائة خيرٌ من أن يحكمنا ظالم
أوج – تاجوراء
قال المُفتي المُعين من قبل المجلس الانتقالي السابق، الصادق الغرياني، أنه عندما دعت روسيا إلى وقف إطلاق النار تسارع المسؤولون في ليبيا إلى التوقيع على هذا الطلب، موضحًا أنه حينها صدر بيان من العلماء بدار الإفتاء ومجلس البحوث يدعو إلى أمر واحد ويقول أن وقف إطلاق النار والهدنة أمر شرعي.
قال المُفتي المُعين من قبل المجلس الانتقالي السابق، الصادق الغرياني، أنه عندما دعت روسيا إلى وقف إطلاق النار تسارع المسؤولون في ليبيا إلى التوقيع على هذا الطلب، موضحًا أنه حينها صدر بيان من العلماء بدار الإفتاء ومجلس البحوث يدعو إلى أمر واحد ويقول أن وقف إطلاق النار والهدنة أمر شرعي.
وتابع في مقابلة له ببرنامج “الإسلام والحياة” المذاع على فضائية “التناصح”، تابعتها “أوج”: “الحكم الشرعي يحتم أنه لا ينبغي التوقيع على وقف إطلاق النار حتى ينسحب العدو، وذلك وفاءً لدماء الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الدفاع عن طرابلس ودينهم، وانتصارًا ووقوفًا مع مئات الآلاف من المهجرين في العراء وفي الملاجئ”.
وأضاف: “عندما صدر هذا البيان، وكما هي العادة طعن الكثير من الناس ومن الدهماء، ومن يخدمون العدو وإن لم يشعروا، وزعموا أن هذا البيان يدعوا إلى الدموية وأن فيه انصراف عن حقن الدماء الذي يدعو به الدين والإسلام، فانظروا الآن كيف تضاعفت الفاتورة لأننا خُدعنا بالكذب وصدقنا الكذب، وحفتر يعد ويحشد للهجوم الذي يقوم به، فوقف إطلاق رغم أنه كاذب إلا أنه من الأساس ينبغي ألا يُقبل، والعلماء قالوا لا يجوز أن تقبلوه حتى ينسحب”.
وواصل الغرياني: “الدعوة إلى حقن الدماء في غير موضعها يؤدي إلى المزيد من سفك الدماء غير المحدود، لأن مقاومة العدو وإخراجه بقوة وبصلابة وبحزم، واسُتشهد في سبيل ذلك ألف أو مائة أو عشرين، فهو خير من أن يحكمنا هذا الظالم وأبناءه أربعين سنة أو أكثر أو أقل، فكيف يكون سفك الدماء حينئذ؟، فهذه الحكمة حين يأمر الله بالقصاص وبقتال العدو والجهاد، فهذا ليس سفكًا للدماء”.
وأردف: “ها نحن نرى المجرم كيف استفاد من الهدنة التي وقعناها دون استماع لصوت العقل وأحكام الشرع، فحشد قواته وقام بهجوم كاسح على منطقة أبو قرين، ثم جعل الله الدائرة عليه فكانت خسائره كبيرة، وأحُيي الأبطال والمجاهدين الذين وقفوا في وجهه وصدوه واستبسلوا ودافعوا عن دينهم وقضيتهم وأمتهم، وانظروا كيف في الأسبوع نفسه استهدف مطارات ومجموعة أطفال تنتظر في محطة الحافلات لتذهب إلى المدارس، وقبل ذلك استهدف طلاب بكلية عسكرية ذهبت بأرواح أكثر من 30 شابًا، ونسكت كأن شيئًا لم يكن”.
وبيّن الغرياني: “على وزير التعليم، النظر في موضوع وقف الدراسة حتى يتبين الأمر، فانظروا إلى مصراتة المجاهدة صغارها وكبارها ونساؤها ورجالها وشجرها وحجرها، فكلها ألقت بنفسها في ميدان الجهاد وهي لا تدافع عن مصراتة وحدها بل عن ليبيا بأكملها، فكيف يتأتى لهم الدفاع الحقيقي إلا إذا أوقفوا جميع الأعمال؟، حيث أوقفوا الدراسة وليس هينًا عليهم أن يضحوا بأولادهم، وهذا آخر شيئ يضحي به الإنسان، كما أوقفوا النشاطات التجارية والورش والأعمال وجعلوا أنفسهم كلها للجهاد، فكيف نحن في طرابلس نعيش عصر الازدهار والفرح والنزهة والحرب على أبوابنا”.
واستطرد: “الأولاد يذهبون للمدارس ويقصفون في محطات الحافلات ويقصفون في كلياتهم ونحن نتلكأ، وأوقول لوزير التعليم عليك أن تتخذ قرارًا بحيث تجمع الليبيين على كلمة واحدة هي الجهاد، فماذا يفعل طلاب مصراتة في الشهادة الإعدادية والثانوية عندما يأتي الامتحان، فهذا سيكون تعجيز لهم أن يتساووا بغيرهم، فهل هذا عقاب لهم لأنهم دافعوا عن طرابلس، فلابد أن تنظر في هذه المسألة ما دام هناك بلدة عليها الاعتماد والمعول بعد الله، فمصراتة دفعت أكبر فاتورة في الجهاد من أموالها وأولادها وكل ما تملك”.
وأكمل: “المجتمع الدولي جربناه ولا زلنا يومًا بعد يوم نتأكد أنه خاذل لنا، فلما اجتمعوا في برلين، وتكلموا.. فماذا كانت النتيجة؟، النفط محتل ومُعتدى عليه، وهذا شخص ظالم يعرفون أنه مُنقلب على الشرعية ومع ذلك سكتوا وتهاونوا، وعندما أرادوا أن يمنعوا أحدًا من الاقتراب من النفط رأيناهم ماذا فعلوا بالقوة المدافعة عن بنغازي حينما أرادت التوجه إلى راس لانوف، فخرجت لها الطائرات الأمريكية والفرنسية والإيطالية فورًا وضربوهم في الصحراء، فلماذا الآن لا يخرجون إذا كانوا فعلاً يريدون أن يرفعوا هذه الحرابة عن النفط”.
وأوضح الغرياني: “لو خرجوا في طائرة واحدة وقتلوا منهم 20 أو 30 لخرج هؤلاء المجرمون، فهؤلاء قطُاع طرق حدهم أن يُقام عليهم حد الحرابة، وهو مُجرب في الماضي حيث نجحوا في الجضران، فمؤتمر برلين الذين حضره هؤلاء القادة ما زاد حفتر بعده إلا عدوانًا وإجرامًا وقصفًا للمدنيين واعتداءً، فلا ينبغي أن نُخدع كل يوم ونتعلق بالمجتمع الدولي وهو الآن يعد لنا طبخة جديدة في مشروع جنيف”.
وروى: “ينبغى على المسؤولين لدينا في مشروع جنيف أن يفعلوا كما فعل مجلس البحوث مع التوقيع على وقف إطلاق النار، بأن يفعلوا ذلك مع مشروع جنيف ولا يستسلموا للمبعوث الأممي لأن سوابقه وسوابق من سبقه معروفة لنا، وعليهم أن يقولوا له نحن لا نشارك في هذا المشروع الذي تطبخه لنا إلا إذا انسحب هذا المجرم الذي يقصف المدنيين على تخوم طرابلس إذا أرادت أن نكون على مصالحة، لكنه يفعل بنا ما يفعل وتريد أن تسوق إلى جنيف وإلى مجهول، والآن تسارع مجلس الدولة وغيرهم يطلبون الاعتماد والموافقة للذهاب إلى جنيف، فهل تعملمون ما سيحدث في جنيف؟، وهل أخبروكم من الذي سيحضر؟، وأغلب الظن أنكم ستُفاجئون مثل مفاجأة الصخيرات أو أقبح منها وأشر”.
وسرد: “خرج ليون في ليلة من دون قمر، وحتى الوفود التي كانت تحاوره لا تعلم ما في جعبته، فخرج في مؤتمر صحفي وشكل حكومة وقال الكثير وباع ليبيا بقرار مشؤوم باع فيه ليبيا للمجتمع الدولي، فكل الدماء وكل ما نعيشه من خراب ودمار في بنغازي أو طرابلس هو الصفقة التي وقعها ليون وباع فيها ليبيا للمجتمع الدولي وقبض الثمن في جيبه، حيث قبض من الإمارات أربعة جنيه استرليني في اليوم من أجل أن يحقق لهم أغراضهم، فمن يضمن لنا أن المبعوث الأممي الحالي لم يقبض الثمن من الإمارات التي لا تخفي عدائها وتدفع الأموال هي والسعودية وتشتري المرتزقة في ميادين السياسة كما تشتريهم في ميادين السياسة”.
ولفت الغرياني إلى أن: “كل من يأخذ مال لاتخاذ موقف ليس لقضية ولا هو ناصح فهو مرتزق، سواء كان رئيس أو وزير أو مبعوث أممي، وبالتالي من يضمن لنا أن مشروع سلامة ليس كمشروع الصخيرات أو أقبح منه، فالإمارات الآن تشتري المرتزقة من السودان، ورأينا كيف خرج السودانيين في مظاهرات بعد أن تم التغرير بأولادهم وأوهموهم أنهم يعدونهم بوظائف ثم بعد ذلك يجدون أنفسهم في معسكرات يقتلون المسلمين في ليبيا وفي اليمن وفي غيرها، فالإمارات والسعودية لا تتردد في أي قرار أو مشروع فيه خراب لبلاد المسلمين وكذلك السيسي في مصر وباقي الدول التي تزعم أنها تحافظ على السلام”.
وأشار إلى أن: “المفتاح الحقيقي لحل أزمات ليبيا يكمن في ألا نهرول وراء المجتمع الدولي ويجب علينا أن نعتد بأنفسنا ونؤمن بقضيتنا، فالمجتمع الدولي لا يحترمنا ما دامت قراراتنا كلها يشم منها أنها حرص على كراسينا، فحينما يشعر أنك تنتصر لبلادك ولوطنك سيأتيك صاغرًا ويسمع لك، والآن هناك مشروع من نائبة المبعوث الأممي لتحول الرئاسي إلى خارج طرابلس، فلماذا لا يتكلم الرئاسي ويقول هذا كلام لا يمكن وأننا نموت في سبيل ذلك، وكيف تخرجوني من بلادي؟، فهل يرضى بهذا صاحب مروءة؟، إذا أنتم خرجتم فكيف تريدون أن يدافعوا عن العاصمة؟”.
وتابع مُجددًا: “وزارة الخارجية أصدرت بيانًا يُدين تدخل الإمارات وتسميها لأول مرة باسمها بعد 10 شهور وهذا أمر مخزي، وتشكوها إلى الأمم المتحدة وإلى المجلس الأوروربي ومجلس الأمن، وهذا كلام فارغ للاستهلاك، لا يسمن ولا يغنى من جوع، وأنت تدرك ذلك يا وزير الخارجية، فلماذا لا تفعل ما هو في مقدورك؟، فقد كان باستطاعتك أن تقطع علاقاتك مع هذه الدول التي تستفيد منا ونستورد منها البضائع، فلدينا علاقات مع فرنسا، ورأينا عندما حاولنا أن نفضح فعلها في غريان كيف جاءت صاغرة، وتحدثت مع وزير الداخلية، وقالت لن ندعم حفتر، لكن ضحكوا علينا وعادت الاتفاقات معهم للتدريب”.
واختتم الغرياني قائلاً: “المفتاح الثاني للخروج من الأزمة هو أن نعتني بالجبهات وبالمجاهدين وأن نقف معهم ونوحد قياداتهم، حيث هناك فوضى في الجبهات ويقاتلون عشوائيًا، فيجب التخلص من القيادات النائمة الموجودة بالمحاور والتي لا تثمن ولا تغني من جوع، ويجب أن تكون هناك غرفة واحدة للتنسيق بين المحاور وخصوصًا في المناطق القريبة من طرابلس، فنحن نرى أن محور الخلاطات ومحور صلاح الدين هو الثغرة التي يدخل منها العدو، والقيادة في هذين المحورين ليست على ما يرام ولا تقوم بما ينبغي عليها”.