عالمي
“خبراء دوليون” يوضحون الهدف من إرسال تركيا قوات عسكرية إلى ليبيا، وكيف ستدار المعركة ومن سيربح ومن هى الدول المشاركة..(تقرير)
أكد خبراء دوليون،أن الهدف من وراء عزم تركيا إرسال قوات عسكرية الى ليبيا ،هو منع سقوط حكم المليشيات الإرهابية فى طرابلس بعد أن تغيرت موازين القوى العسكرية لصالح قوات الشعب المسلح والقوات المساندة لها من أبناء القبائل الفترة الأخيرة.
وتابعوا : أن سعى تركيا لتوقيع الإتفاق الأمنى مع السراج للهيمنة على الحقوق الليبية فى المتوسط ، والتحكم فى الصراع المائى فى المتوسط بينها وبين دول اليونان ومصر وقبرص وإيطاليا في تلك المنطقة المائية مع ليبيا، مضيفاً : لا أعلم كيف سيكون المستقبل، لكن وجود تركيا عسكريا سوف يغير في المعادلة بشكل كبير، والأمور ستتعقد بشكل كبير، لأن تركيا عضو في حلف الناتو فهل ستستخدم هذه القضية في حال تعرضت لهجوم عسكري في حال كانت القوات نظامية.
ويقول المحلل السياسى التركى ،فراس أوغلو: في حال كانت القوات غير نظامية حتى لا تدخل في اشتبكات مباشرة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى خسارة بعض الجنود، كما لا ننسى أن مليشيات حكومة السراج لديها العدد الأكبر من المقاتلين الليبيين، وإذا نظرنا إلى النسبة السكانية فكلها في غرب ليبيا وليس في الشرق، وكل هذه الأمور ستدرس، وطبعا الجيش التركي جيش محترف جدا.
ويضيف أوغلو: أعتقد أن ذلك قد يلعب دورا كبير في الانتخابات القادمة، وفي حال وجود خسارة كبيرة في الجنود فذلك سيؤثر بشكل كبير على مسار الانتخابات.
ويرى المحلل السياسي التركي، بركات قار، بأن تصريح أردوغان في هذه الظروف هو رسالة إلى الأطراف المعنية في مياه شرق البحر المتوسط فيما يخص موضوع التنقيب على الغاز والبترول، ويتابع: هذا الأمر لا شك يريد إظهار السلطات التركية بأنها معنية وطرف في الصراع الدائر في ليبيا، وهذا يأتي استكمالا لهذا الدور، وبتقديري هذا ليس بصالح تركيا الآن، بل سيؤجج الأطراف المعنية في المتوسط.
ويكمل: تركيا ليست مستعد لخسارة الجنود من أجل مليشيات حكومة السراج، بل هي حددت لنفسها واقتنعت بأنها لاعب إقليمي كما هي في سوريا والعراق والبحر المتوسط وأنها معنية بشؤون المنطقة ككل، وهي تحاول أن تفرض هذا الدور وتشرع ذلك أمام الغرب والدول المعنية.
ويقول اللواء عبد الله غانم القحطاني، الخبير الاستراتيجي ،أن أردوغان متورط فعلا في ليبيا، ويبين: استغرب لماذا صرح أردوغان حول هذا الموضوع، فهو لا يحتاج إلى تأكيد، فالمجموعات الإرهابية أرسلها مسبقا وهي موجودة في طرابلس.
ويكمل: هذه القوات تأتي ضمن قفزات أردوغان الهوائية الكبيرة جدا، وهو يحاول أن يغطي على الاتفاقية الأمنية التي وقعها مؤخرا مع السراج، ويحاول حاليا أن يقول أني سأرسل قوات عسكرية للدفاع عن مليشيات حكومة السراج التي وقعت معها الاتفاقية.
ويستدرك: لكن على أرض الواقع الظروف الدولية قد لا تسمح له بهذا، ففي الحقيقة من يوجد في ليبيا هي عصابات إرهابية دفع بها أردوغان، وأتى بها من سوريا ومن كل مكان إلى طرابلس، وإذا كان يرغب في إرسال قوات عسكرية إليها لإسناد المجموعات الإرهابية التي وصلت هناك، فذلك يعتبر حقيقة تحدي للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة وللشعب الليبي بكل مكوناته، وهو اعتداء على أرض عربية، ويعتبر احتلال تركي معلن إذا صدق فيما قال، كما يحتل شمال سوريا حال بكل بساطة.
شكل القوات
وعن شكل القوات التي يمكن أن ترسلها تركيا وعن تعداد الجنود الذين سيذهبون إلى ليبيا، يقول المحلل التركي أوغلو: بشكل عام تركيا ترسل قوات النخبة نوعا ما إلى أي مناطق اشتباكات، ولكن هناك مسألة القوات الجوية حيث أن التفوق الجوي لذلك هذا سيزيد الدفاعات الجوية لمنع الطيران مثلا، نعم تركيا باعت الكثير من الطائرات المسيرة لمليشيات حكومة السراج، وهذا من نقاط الضعف هناك، وفي هذا السياق سيكون هناك معدات ومدرعات.
أما الخبير السياسي بركات قار فيرى أن لا قوات يمكن أن تذهب إلى هناك، ويوضح: من المبكر الحديث عن هذا الأمر لكنها تمثيلية ليس أكثر، ولا أعتقد أنها ستأخذ دورا فاعلا، كون الصراع محتد في ليبيا وهو بين أطراف دولية، وليس بين طرفين لحل قضية، ولو اقترحت تركيا لعب دور وسيط السلام لكان ذلك أفضل بكثير لها،
ويتابع: مليشيات طرابس الآن معروفة من تمثل ومن الأقرب لها فكريا وسياسيا، لذلك هي استعدت أن تعلن هذا الموقف تجاه اليونان وقبرص لكي يكون لها دور على طاولة المفاوضات القادمة.
بدوره شكك الخبير السعودي القحطاني بصحة إرسال قوات تركية إلى ليبيا، ويتحدث: إذا ما كان صادقا فيما يقول فهو سيرسل قوات خاصة، بالإضافة إلى منظومات طائرات من دون طيار ومشغلينها، وخبراء في قتل الشعب الليبي، وهو لن يخرج من هذا الإطار، بل هو سيقوم بعمليات إرهابية، ولن يقاتل جيش نظامي آخر.
ويواصل: وهو أتى لدعم المجموعات الإرهابية هناك بقوات خاصة، وعناصر استخباراتية، ومنظومات لمهاجمة هذا الشعب، من طائرات من دون طيار ومن ألغام أرضية .
موقف الأطراف الدولية
وعن موقف الدول الإقليمية والعالمية حول إرسال القوات التركية إلى ليبيا، بدأ المحلل التركي فراس أوغلو حديثه عن روسيا، ويقول: روسيا تريد أن يكون لديها دور كما أن جميع الدول ستحاول أن يكون لها دور في ليبيا، والولايات المتحدة يمكن أن تتفق مع تركيا لتمثيل مصالحها في ليبيا، والاتحاد الأوروبي موجود هناك ولا يمكن مزاحمته، وسيتم التفاهم مع تركيا على ذلك.
وتطرق أوغلو إلى ردة فعل الدول الاوروبية، ويشرح: لو كانت أوروبا قادرة على إرسال قوات إلى تركيا لفعلت ذلك، فإسبانيا وبريطانيا وغيرها لا يريدون إرسال قوات إلى هناك، كما إيطاليا التي تعتبر نفسها النقطة الأقرب إلى ليبيا، بينما تركيا لديها قدرة على ذلك، وهي دائما لديها قوات خارج تركيا في المناطق التي تشهد نزاعات، ولديها القدرة المالية على ذلك، ولكن مع ذلك سيتم التفاهم من قبل كل الأطراف مع تركيا على هذا الموضوع.