محلي

تفاصيل الرحلة المشبوهة بين إسطنبول وطرابلس

جدل جديد يتفجر هذه المرة حول أنباء تداولتها وسائل إعلام سورية منها ” معارضة ” للحكومة في دمشق ومنها موالية أكدت كلاها وجود مخطط تركي لنقل مقاتلين سوريين من شمال سوريا إلى ليبيا .
خلال الـ48 ساعة الأخيرة عجت وسائل الإعلام ومنصات الإنترنت في ليبيا بهذه الأنباء التي لم تعلق عليها تركيا نفيًا أو إيجابًا ، لأن واحدًا من أبرز الإعلاميين المؤيدين لسياساتها والمعارضين للرئيس السوري بشار الأسد ، هو مذيع الجزيرة ، فيصل قاسم كان لديه على مايبدوا تأكيدًا لصحة هذه الأنباء عندما علق ساخرًا بأن مايسمى ” الجيش السوري الحر أصبح إسمه الجيش الليبي الحر ” .
امس تحدثت منصات ليبية عن طائرات ليبية قيل أنها إثنان واحدة تابعة للخطوط الليبية وأخرى للخطوط الأفريقية ، وقد قامت وفقًا لهذه المنصات برحلة منفصلة لكل منهما جُلب على متنها مقاتلون من سوريا بلغ عددهم 60 في كل طائرة ، في ذات السياق قالت قناة ” ميادين اللبنانية ” المقربة من دمشق ليل يوم 24 ديسمبر أن موعد التسفير سيكون الساعة الواحدة بعد منتصف الليل من يوم 25 أي بعد ساعات قليلة من نشرها الخبر  .
وبوقت مبكر من اليوم الخميس فصل المرصد السوري لحقوق الإنسان في هذا الموضوع كونه محسوبًا على ” المعارضة السورية ” وينشط في هذا المجال منذ سنوات طويلة ، وجاء هذا الفصل في خبرين نشرهما بالعربية والإنجليزية .
أكد المرصد السوري أن أربعة مراكز تابعة لمليشيات المعارضة السورية الموالية لتركية في الشمال السوري قد فتحت باب التجنيد للقتال في ليبيا تحت حماية القوات التركية ، كان هذا النشر من المرصد بينما الرئيس التركي رجب أردوغان يلقي خطابًا أعلن فيه تلقيه طلبًا من حكومة الوفاق لإرسال جيشه نحو ليبيا !
وبين مشكك ومصدق للخبر ، تحصلت صحيفة المرصد على نسخة من بريد إلكتروني وُصف بالحساس والهام يتعلق برحلة قامت بها ليلة 25 ديسمبر ( فجر الأربعاء ) طائرة تابعة للخطوط الليبية وهو عبارة عن رسالة بين المدير الرئيسي لمحطة الأفريقية في إسطنبول والإدارة العامة في طرابلس .
كان الجزء الأول من البريد طبيعيًا وإعتياديًا مرسلًا من طرابلس وتحديدًا من مدير وحدة تسفير الرحلات لدى الخطوط الأفريقية ويدعى محمد المعلول إلى مكتب الأفريقية في إسطنبول يطلب منهم الـ ” MVT “ الخاص بالرحلة MU1971 القادمة إلى طرابلس يوم 25 ديسمبر يطلب فيه خط سير الرحلة وأسماء الركاب كما هو متعارف عليه ، وتجدر الإشارة هنا إلى أن رقم رحلات الأفريقية من طرابلس إلى إسطنبول هو رقم ثابت ( 1970 ذهاب – 1971 إياب ) .
وتعني حروف ” MVT “ إختصار لجملة ” An Aircraft Movment “ ومعناها بالعربية حركة الطائرة بالكامل ووجهتها النهائية وركابها وبياناتهم وما إلى ذلك ، وهذا ما كان يطلبه الموظف المعني في طرابلس ، وجاء الرد الصادم من إسطنبول بعدم إمكانية تنفيذ هذا الطلب .
رد الموظف المعني في إسطنبول ويدعى ” بيرهان كار ” وهو تركي مسؤول عمليات شركة الخطوط الأفريقية هناك ببريد على بريد الليبي يقول له فيه حرفيًا : ” لأسباب أمنية .. جهاز المخابرات الوطني ( أي التركي ) لايريد مشاركة عدد الركاب ، هذا للعلم ! ” .
بحثت المرصد خلف إسم ” بيرهان كار ” عبر الإنترنت وعثرت على حساب يطابق إسمه ووظفيته في موقع ” لينكد إن ” للوظائف حيث يضع هذا الشخص وظيفة تطابق مع الموجودة في البريد ألا وهي مشرف عمليات وإختصارها ” OPS “.
تقفت المرصد أيضًا أثر رقم الرحلة التي باتت بهذه الرسائل في خانة المشبوهة وكانت المفاجئة الثانية هنا ، من خلال تطبيق ” فلايت رادار ” المتخصص في متابعة حركة الملاحة الجوية العالمية ، لم تُدرج الرحلة على قائمة الرحلات التي قامت بها يومها بالخلاف للايام السابقة .
وبالبحث برقم الطائرة نفسها ظهرت النتيجة الصحيحة وهي أن الطائرة ذات الرقم ( 5A-ONO ) قد قامت فعلًا بالرحلة MU1971 من إسطنبول إلى طرابلس الأمر الذي يثبت صحة ماجاء في المراسلات الألكترونية بأن الرحلة كانت غير إعتيادية .
تشير البيانات المقدمة من موقع ” فلايت رادار ” أيضًا إلى عدم جدولة الرحلة بتوقيت إقلاع وهبوط محدد مسبقًا ويظهر أنها هبطت يوم 25 ديسمبر في معيتيقة الساعة 6:21 صباحًا بتوقيت طرابلس وحلقت من اسطنبول لمدة 3 ساعات و19 دقيقة أي أنها أقلعت من هناك قرابة الساعة الثالثة صباحًا وهو توقيت إقلاع قريب جدًا من التوقيت الذي أعلنته ” قناة الميادين ” عندما قالت أن الطائرة ستقلع الساعة 1 صباحًا .
في الأثناء تحدثت المرصد مع مصادر إدارية متعددة في مطار معيتيقة ، وبذرائع أمنية رفض جميعهم التجاوب حول الموضوع وحقيقة هذه الرحلة التي طالب جهاز المخابرات التركي بحجب معلوماتها ، لكن إثنين من هذه المصادر أكدت أن الطائرة كانت بقيادة كابتن ( أ.ز) ومساعده الطيار  ( أ.م  )
كل هذه التصريحات تطرح فعلًا التساؤلات الهامة حول تلويحاتها بإرسال قواتها إلى ليبيا ، هل بدأت تركيا في التخلص من ” نفايات المعارضة السورية الموالية لها ” في مناطقها وفي الشمال السوري وخاصة في إدلب وريف حلب من خلال نقلهم إلى ليبيا ليتحقق بذلك التحذير السوري والروسي الذي لطالما تحدث عن هذا الخطر ؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى