خبير اقتصادي: الثروة الليبية أساس النزاعات القائمة منذ فترة السنوات السبع الماضية
الخبير الاقتصادي والمحاضر بجامعة سرت، الدكتور محمد صالح سويلم، إن ليبيا لديها ثروات كبرى ذات احتياطي ضخم، ما يجعل المطامع تدور حولها، من خلال اغتصاب هذه الثروات من أكبر الشركات إلى أصغرها، ولا يعني الأطراف المتكالبة على الثروات الليبية نشوب صراع محلي أو إقليمي.
وأضاف سويلم، في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، أمس الاثنين، طالعتها “أوج”، أن الثروة الليبية أساس النزاعات القائمة في المنطقة منذ فترة السنوات السبع الماضية، مؤكدا أن هذا الصراع ممتد بين أطراف خارجية وداخلية وأخرى داخلية بدعم خارجي.
وأشار إلى سيطرة الإرهابي إبراهيم الجضران في وقت سابق، على الموانئ والحقول النفطية في محيط مدينتي السدرة ورأس لانوف “الهلال النفطي”، بالإضافة إلى سيطرة تحالف من التبو والعصابات التشادية على جبال الذهب في أقصى الجنوب الليبي.
ولفت إلى صراعات خفية تدور على الثروات الليبية من الخامات الفلزية وأهمها خام الحديد في وادي الشاطئ جنوبا، الذي يعتبر من أكبر الاحتياطيات في المنطقة، ويقدر بحوالي 3.5 مليار طن في هذا الوادي فقط، بالإضافة إلى حوالي 55% من محتوى الحديد وعدسة خام، مضيفا أن منطقة تاروت في الجنوب الغربي لديها احتياطي يقدر بـ420 مليون طن من الخامات المغناطيسية و55% من الحديد، كما يوجد بها معادن الذهب.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن منطقة العوينات الشرقية، توجد بها عناصر نادرة تدخل في صناعة التقنية النووية والإلكترونية، بالإضافة لليورانيوم الخام، كما أن منطقة “أدري – الشاطئ” يوجد بها احتياطي كبير من رمال السليكا ومنطقة زلاف الرملية التي يصنع منع الكريستال وتعتبر جودتها عالية لأبعد الحدود.
وأكد أن ليبيا تمتلك أيضا ثروات غير فلزية، حيث تنتشر بها الأحجار الجيرية، والكاكارنيت بغزارة في العديد من المناطق، بالإضافة لصخر الدولميت، كثروات ظاهرة في منطقة وادي الشاطئ فقط، مشيرا إلى امتلاكها أيضا ثروات في باطن الأرض؛ منها النفطية والمنجمية، مؤكدا أن احتياطي النفط فقط يقدر بـ 3.95% من احتياطي العالم ككل، بالإضافة لمناجم الذهب التي اكتشفت في عام 2011م.
وكشف سويلم، عن سيطرة العصابات التشادية في أقاصي الجنوب الغربي عليها وعلى أحواض الغاز، متابعا أن هذه الثروات قبل عملية فرض القانون التي أطلقها “الجيش” في آي النار/ يناير الماضي، كانت منهوبة وغير مكترث بمصيرها، فكانت مناجم الذهب تحت سيطرة العصابات التشادية وحقول النفط تحت سيطرة عصابات جهوية وقبلية، مشددا على أن تأمين المنشآت النفطية والمناطق الحيوية تسبب في تزايد عائدات النفط واستقرارها لأول مرة منذ أحدات فبراير 2011م لأكثر من سنة، بحسب تعبيره.
وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، قال إن ليبيا تحوّلت إلى معبر لمهربي الجماعات الإرهابية وملاذاً آمناً للمجرمين وللعصابات المسلحة، بسبب تردي الأوضاع الأمنية، مؤكدا في كلمة ألقاها أمام مؤتمر شباب العالم المنعقد في شرم الشيخ المصرية العام الماضي، أن المشكلة في ليبيا تكمن في توزيع العائدات النفطية، لافتاً إلى أن المعركة هناك أصبحت معركة على الثروات وليس الأيديولوجيات.
وانتقد تكالب الأطراف الخارجية على ثروات ليبيا في وقت تستغل الأطراف الداخلية هذه الثروات لتمويل نزاعاتها وإذكاء الحروب فيما بينها.