وأشار غوتيرس في كلمته بافتتاح النسخة الثانية من منتدى باريس للسلام الذي بدأ أعماله أمس الاثنين في العاصمة الفرنسية، إلى ما يجري في منطقة الساحل وليبيا وسوريا واليمن وأفغانستان وفي جميع أنحاء العالم، قائلا: لا تزال النزاعات مستمرة، مسببة المعاناة والتهجير.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة بشكل خاص على خمسة مخاطر عالمية أولها ما أسماه بخط صدع اقتصادي وتكنولوجي وجيواستراتيجي، وقال – في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة والصين- إن “الكوكب مقسّم إلى قسمين، وسيشهد أكبر قوتين اقتصاديتين تشيدان قوتهما على عالمين منفصلين متنافسين.
وبين الأمين العام أن ثاني المخاطر خط صدع في العقد الاجتماعي، متابعا: نشهد موجة من المظاهرات في جميع أنحاء العالم، ومشيرا إلى نقطتين مشتركتين بين كافة هذه الاحتجاجات وهما عدم ثقة المواطنين المتزايد بالمؤسسات والقادة السياسيين والآثار السلبية للعولمة مقترنة بالتطورات التكنولوجية التي تزيد من انعدام المساواة داخل المجتمعات.
ورأى أن ثالث المخاطر هي صدع في التضامن، وأوضح الأمين العام أن “الخوف في الغريب يُستخدم لأغراض سياسية، والتعصب والكراهية أصبحا شائعين، إذ يتم تصنيف الأشخاص الذين فقدوا كل شيء على أنهم سبب كل الشرور، فهذا الأسلوب يزيد من الاستقطاب في الحياة السياسية ومن خطر انقسام المجتمعات”.
وأطلق على رابع المخاطر في رأيه “الصدع بين الكوكب وسكانه”، وقال غوتيريس، إن أزمة المناخ في سباق مع الزمن لبقاء حضارتنا.
وعن خامس الأخطار الصدع التكنولوجي، قال الأمين العام إن التكنولوجيات الجديدة ذات إمكانيات رائعة لكنها يمكن أن تكون عامل خطر يسرع انعدام المساواة.
وأضاف غوتيريس: “العالم يتصدع، الوضع الراهن غير مستدام”، متسائلا: “من هي الدولة التي يمكنها رأب خطوط الصدع هذه لوحدها اليوم، بمعزل عن بقية العالم؟”، وأجاب: “ولا دولة”.
وفي هذا السياق، يعتقد الأمين العام للأمم المتحدة أن العالم يحتاج إلى “نظام عالمي يحترم القانون الدولي وينظم حول مؤسسات قوية متعددة الأطراف”، مضيفا: “نحن بحاجة إلى مزيد من التضامن الدولي والمزيد من التعددية – تعددية تتكيف مع تحديات اليوم وغدا”.
وأوضح غوتيريس أنه لهذا السبب أطلق إصلاحات تهدف إلى جعل الأمم المتحدة أكثر كفاءة ومرونة، ودعا إلى العمل جنبا إلى جنب مع المنظمات الإقليمية، ولكن أيضا مع المؤسسات المالية وبنوك التنمية والوكالات المتخصصة.
وأشار إلى التعاون الذي تقوم به الأمم المتحدة حاليا في منطقة الساحل مع كل من الحكومات والاتحاد الأفريقي والجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنك التنمية الأفريقي، تحالف الساحل، والبلدان المانحة للاستجابة لتحديات الأمن والتنمية بطريقة منسقة ومتكاملة.
ووفقا للأمين العام الأمم المتحدة، لا يمكن للتعاون الدولي أن يكتفي بوجود الجهات الفاعلة المؤسسية وحدها، مناشدا إشراك المجتمع المدني بشكل كامل، بما في ذلك الشباب من أوساط الأعمال والأكاديميين والمنخرطين في العمل الخيري.
وينعقد المنتدي خلال الفترة من 11 إلى 13 نوفمبر تحت رعاية الرئيس الفرنسي بهدف تشجيع التعاون الدولي والأنشطة الجماعية من أجل عالم يعمه السلام، وذلك بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات وعدد من المنظمات الدولية ومنها الأمم المتحدة واليونسكو والبنك الدولي .
وتشهد فعاليات المنتدى هذا العام إطلاق مشروعات تقدم حلولا ومبادرات واقعية لموضوعات الحوكمة المختلفة، كما سيتم مناقشة عدد من الموضوعات ومنها: تطبيق القانون الدولي الإنساني، وحوكمة الفضاء، والقطاع الخاص وأهداف التنمية المستدامة، وحوكمة الذكاء الاصطناعي، وإشكاليات الأمن الإلكتروني، وحوكمة التجارة الدولية، وحماية التنوع البيولوجي، ودور الثقافة في التنمية والسلام، والإبداع في مجال التعليم .