بلومبرج: تنظيم داعش استفاد من حرب طرابلس لتجنيد عناصر جديدة وإقامة تحالفات في الجنوب الليبي


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏‏بدلة‏ و‏نص‏‏‏‏
أوج – القاهرة
اتهم الصحفي المتخصص في شمال أفريقيا بمجلة بلومبرج الأمريكية، سامر الأطرش، خليفة حفتر، بأنه تسبب منذ دخوله إلى الجنوب بهدف القضاء على الإرهاب في أي النار/يناير الماضي، في نشوب حرب عرقية بين التبو والقبائل العربية المتحالفة معه.
وأردف الأطرش، بحسب تقرير كتبه في المجلة، أمس الاثنين، طالعته وترجمته “أوج”، حول الغارات الجوية للأفريكوم على الجنوب، أن تنظيم داعش الإرهابي استفاد من النزاع الدائر منذ الرابع من الطير/أبريل الماضي وحتى الآن، لتجنيد عناصر جديدة وإقامة تحالفات.
ونقل الأطرش عن باحث ليبي وزميل غير مقيم في معهد الشرق الأوسط، يدعى عماد بادي، قوله بأن ضربات الأفريكوم تعتبر إجراء وقائيا، مرجحا زيادة أعداد التنظيم إلى مئات الأعضاء منذ أن أطاح به تحالف لما اسماها “الميليشيات المدعومة من الولايات المتحدة” خارج مدينة سرت الساحلية في أواخر عام 2016م، ليعيد تجميع صفوفه في مخابئ الصحراء والجبال.
وأضاف أن التنظيم أطلق العديد من الهجمات، بما فيها الاعتداء على مقر المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس العام الماضي، مبديا تخوفه من أن الهجوم الذي شنه حفتر لـ”الاستيلاء على العاصمة”، والذي تحول إلى حرب طويلة الأمد، سيسمح لتنظيم داعش بالتوسع.
وأوضح بادي، أن اختيار كلا الطرفين المتحاربين في طرابلس للجماعات المسلحة، عاملا آخرا ربما يزيد من قد خلق المزيد من المظالم والتهميش في الداخل الليبي، لصالح التنظيم الإرهابي.
وأبرز التقرير، الخسائر البشرية التي نتجت عن الصراع بين الجماعات في الجنوب المتحالفة مع حفتر أو خصومه في حكومة طرابلس المدعومة من الأمم المتحدة، مبينا أنه قتل على إثره أكثر من 100 شخص وتشريد الآلاف من مدينة مرزق، كما أسفرت غارة جوية اتهمت قوات الكرامة بتنفيذها في هانيبال/أغسطس الماضي، عن مقتل أكثر من 40 شخصا.
وختم الأطرش تقريره، معتبرا أن الجماعات الإرهابية لم تتمكن من السيطرة على أي مراكز حضرية أو فرض نفوذها في المناطق المأهولة بالسكان، مستفيدة من احتدام النزاع بين الطرفين.
وكانت قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم”، أعلنت أول أمس الأحد، تنفيذها غارة جوية استهدفت تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، بالتنسيق مع حكومة الوفاق المدعومة دولياً.
وقالت القيادة الأمريكية الإفريقية أنها شنت غارة جوية استهدفت إرهابيي داعش في جنوب ليبيا بتاريخ 29 الفاتح/سبتمبر 2019، مؤكدة أنها قتلت خلالها سبعة إرهابيين، زاعمة عدم إصابة أي مدنيين.
وكرر اللواء ويليام جايلر، مدير عمليات القيادة الأمريكية في إفريقيا: قوله “سعينا وراء تنظيم داعش – ليبيا والشبكات الإرهابية الأخرى يحط قدرتها على القيام بعمليات ضد الشعب الليبي بفعالية”.
وجدد جايلر، تأكيده أن تعطيل تخطيط الإرهابيين وتدريبهم وأنشطتهم، يضعف من قدرتهم على تهديد مصالح الولايات المتحدة والشركاء في المنطقة.
وأوضحت القيادة الأمريكية الإفريقية أنها تواصل دعم الجهود الدبلوماسية الرامية إلى استقرار الوضع السياسي في ليبيا من أجل الحفاظ على تركيزها المشترك على تعطيل المنظمات الإرهابية التي تهدد الاستقرار الإقليمي.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.
Exit mobile version