محلي
مغازلاً بعقود الشركات الأمريكية.. واشنطن بوست تكشف اعتراف “السراج” باستجداء التدخل الأمريكي عبر 3 محاور
قالت صحيفة الـ”واشنطن بوست” الأمريكية النافذة في الولايات المتحدة، إن رئيس المجلس الرئاسي المُنصب من المجتمع الدولي، فائز السراج، سافر الأسبوع الماضي إلى الأمم المتحدة وألقى خطابًا دعا فيه المجتمع الدولي إلى الوفاء بالتزاماته لدعم الحكومة المعترف بها دوليًا، مشيرة إلى أنه تجول في واشنطن من أجل إيجاد مخرج لبلاده.
وأضافت الصحيفة، في مقابلة لها مع السراج بعنوان “الولايات المتحدة مفقودة في الأحداث الليبية”، طالعتها وترجمتها “أوج”، أن السراج أكد أنه من الضروري أن تأخذ الإدارة الأمريكية القضية الليبية على محمل الجد وتتعاون مع بعثة الأمم المتحدة لإنجاز شيء ما.
ووفق الصحيفة الأمريكية الأوسع انتشارًا، قال السراج: “إذا كانت هناك إرادة حقيقية لدعم استقرار ليبيا، أعتقد أن هناك فرصة جيدة لقصة نجاح هنا يمكن أن تفيد الإدارة الأمريكية”.
وأفادت الواشنطن بوست، بأن السراج يلعب في تعامله مع الولايات المتحدة على ثلاث محاور؛ الأول جاء في قوله “أن حكومة الوفاق شريك ناجح وفعال للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب والدليل المساعدة في القبض على المتهمين في قضية هجوم القنصلية في بنغازي”.
وتابعت، بأن المحور الثاني تمثل في قوله: “إن الشركات لأمريكية يمكن أن تستفيد بشكل كبير من الفرص المتاحة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والأمن في ليبيا، إذا كان من الممكن إيقاف الحرب الأهلية مع حفتر”.
وأردفت بأن المحور الثالث، جاء من خلال تحذيره، من أنه إذا تغيبت أمريكا، فربما تتحول ليبيا إلى ساحة للدول الأخرى لخوض حروب بالوكالة تشبه سوريا”.
ووفق الصحيفة، أشار السراج إلى أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي لديها فرصة لإقناع الدول العربية والغربية بالتوقف عن تأجيج آلة حرب حفتر، التي تضم الآن مرتزقة يقاتلون على الأرض، على حد تعبيره، قائلاً: “نطلب من الولايات المتحدة، إذا كانت تؤمن بحل سياسي، أن تمنع هذه الدول من تزويد حفتر بالأموال والمعدات والأسلحة التي مكنته من مواصلة ذلك”.
وكشفت الصحيفة الأمريكية، أن عددًا من القادة الدوليين دعوا السراج إلى إعادة التواصل مع حفتر دبلوماسيًا، لكن رئيس المجلس الرئاسي، أكد أنه حاول بالفعل، وقد أثبتت جهوده عدم الجدوى، وأن الفرصة الوحيدة للنجاح في ليبيا تعتمد على السماح لليبيين باختيار قادتهم من خلال صندوق الاقتراع، وليس في مكان السلاح.
ولفتت الصحيفة إلى قول السراج: “إن هناك قيم مشتركة بيننا وبين الولايات المتحدة هي؛ الديمقراطية، الانتقال السلمي للسلطة، الانتخابات، الدولة المدنية، لكننا لاحظنا أنه عندما يتعلق الأمر بليبيا، فإننا نرى ازدواجية في المعايير”.
وعلقت الصحيفة في ختام المقابلة، بأن هذه القضية ليست واحدة من قضايا السياسة الخارجية التي يمكن للولايات المتحدة تجاهلها، مؤكدة أن التدخل الأمريكي في القضية الليبية لن يكون سيئًا، خاصة وأنه عندما تترك الولايات المتحدة فراغا، فإن الجهات الدولية الفاعلة سوف تتدخل لمصالحها.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.