محلي
“ذقت الأهوال على يد الإرهاب”.. سيدة مصرية تروي معاناتها بعد انضمام زوجها لتنظيم داعش في سرت
روت سيدة تُدعى “إيمان”، مصرية الجنسية، قصة مُعاناتها في ليبيا، على يد تنظيم داعش الإرهابي، موضحة أن زوجها انضم طواعية إلى التنظيم الإرهابي في مدينة سرت.
وقالت “إيمان” في تحقيق لموقع “أصوات مغاربية” تابعته “أوج”، أنها مصرية الجنسية، خرجت إلى الحياة قبل 27 عامًا، وتبعت زوجها من مصر إلى ليبيا عندما كان يبحث عن عمل يعيلهم من خلاله، إلا أنهم انتهجوا طريقًا خاطئا عندما انضم زوجها طواعية إلى تنظيم داعش في مدينة سرت.
وتابعت أنه عندما كانت في العشرين من عمرها تقدم أحد أقارب والدتها، ويدعى “خليل.س”، لطلب الزواج منها فوافقت، مُبينة أنه لم يبق معها كثيرًا في مصر، بسبب عمله في ليبيا في قسم الخدمات والنظافة بمطار طرابلس، لأنه كان يحمل الجنسيتين الليبية والمصرية، وأنه بعد أحداث النوار/فبراير عام 2011م، كانت تتواصل مع زوجها بشكل مستمر، وفي نهاية عام 2011م اشترت تذكرة سفر إلى ليبيا هي ونجلها، ووجدت زوجها في انتظارها، وأخذها إلى منزل بمنطقة قصر بن غشير، موضحة أنه حينها ترك عمله في المطار بسبب استلام شركة جديدة للنظافة بمطار طرابلس، وبدأ البحث عن عمل آخر دون جدوى، لذا قرروا السفر إلى بنغازي.
البحث عن لقمة العيش
وأضافت “إيمان” أن زوجها ظل يبحث عن عمل جديد، وحينها اتصل به صديقه من طرابلس أخبره أن هناك شركة تحصلت على عقد عمل في جامعة سرت، وتحتاج موظفين، وعلى الفور انتقلوا إلى سرت عن طريق البر في شهر الحرث/نوفمبر عام 2012م، وأصبح زوجها يتحصل على راتب جيد يقدر بــ1500 دينار شهريًا، أي ما يعادل 140 دولار، وهو مدير لقسم الخدمات والنظافة بالجامعة.
وأضافت “إيمان” أن زوجها ظل يبحث عن عمل جديد، وحينها اتصل به صديقه من طرابلس أخبره أن هناك شركة تحصلت على عقد عمل في جامعة سرت، وتحتاج موظفين، وعلى الفور انتقلوا إلى سرت عن طريق البر في شهر الحرث/نوفمبر عام 2012م، وأصبح زوجها يتحصل على راتب جيد يقدر بــ1500 دينار شهريًا، أي ما يعادل 140 دولار، وهو مدير لقسم الخدمات والنظافة بالجامعة.
وواصلت: “تحسنت أوضاعنا كثيرًا، واستمر زوجي في العمل لمدة ثلاثة سنوات، وأنجبت ابني الثاني حذيفة، ثم انتقلنا بعدها إلى شقة قرب عمارات واكادوكو، نظرًا لقربها من مسجد عثمان بن عفان الذي كان زوجي يتردد عليه كثيرًا، وحينها تعرف على القائمين على المسجد، من بينهم الزواوي والفرجاني والصفراني، القادة في تنظيم أنصار الشريعة، وشرعوا يغرسون في عقله أفكارا متشددة”.
وبينًّنت أن زوجها ترك العمل في الجامعة وعندما سألته لماذا؟ قال إن أصدقاءه حرموا عليه العمل في جامعة سرت، لأن من فيها “طواغيت”، وهم سيتكفلون بمصاريف بيتهم، وأن زوجها انضم حينها إلى تنظيم “أنصار الشريعة” في سرت عبر أصدقائه، وأن تنظيم أنصار الشريعة كان يُسيطر على سرت، مع كتيبة عسكرية تتبع الصاعقة يرأسها أبو حليقة، مُستدركة: “بعد إخراج كتيبة أبي حليقة من سرت بدأت الاشتباكات بين أنصار الشريعة والكتيبة 166 العسكرية، وعندما سألت زوجي قال إنهم يريدون إخراج هؤلاء “الطواغيت” من سرت، وبعد انتهاء الاشتباكات مع الكتيبة 166، وسيطرة داعش على مداخل سرت ووسطها أعلن قادة أنصار الشريعة عن تنظيم داعش، وشرعوا في تصفية خصومهم بالمدينة، كالشيخ خ. بن رجب، الذي كان يحرض الناس على التنظيم، وشيخ آخر يدعى سعيد، قطع زوجي خليل رأسه أمام المواطنين في ساحة سرت”.
واستطردت: “بعدها بشهر جاءت إلى سرت مجموعات من درنة عبر الصحراء، بقيادة ف. العرفي، بعد ضربة أميركية جوية في درنة، وأيضًا بسبب تضييق الخناق عليهم بعد الاشتباكات هناك، وبدأ تخزين السلاح في المساجد استعدادًا للحرب، وازداد عدد الوافدين إلى سرت، وحضر قياديان من تنظيم داعش أحدهما سعودي الجنسية يدعى أبو عامر، والآخر عراقي الجنسية يدعى أبو معاذ، والي التنظيم في ليبيا، ويُقال إنهما يحملان معًا البيعة من تنظيم داعش في العراق والشام، وبدأ القادة في جمع البيعة من المواطنين، إجباريًا وشكلت دواوين يقودها قادة التنظيم، واختار ديوان الشرطة زوجي سعيد للعمل في الديوان، وكانت رواتب من يعمل في تنظيم داعش الزوج 200 دينارًا، وللزوجة 200 دينارًا، ولكل طفل 70 دينارًا، وكان يرأس تنظيم داعش في سرت أبو عامر السعودي، فيما كان أبو حمزة المصري آمر ديوان الشرطة، وكان زوجي يشتغل معه ويحدثني عنه كثيرًا”.
وفاة الزوج
كشفت “إيمان”، أن زوجها خليل استمر في عمله في ديوان الشرطة إلى بداية شهر الربيع/مارس 2015م، مُبينة أنه حضر إليه ذات يوم في شقتهم بعمارة ابن سينا التي انتقلوا لها قبل شهرين، المدعو “أبو الفرقان”، أحد العاملين بديوان الشرطة، وقال إن عليهم مداهمة شخص مسلح في حي رقم 2، الساعة الواحدة ليلاً، لافتة إلى أن زوجها لم يرجع ذلك اليوم، وفي الصباح أبلغها أبو الفرقان بوفاة زوجها نتيجة الاشتباكات مع المُسلح، وأنها ذهبت إليه المستشفى لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، ومنذ ذلك الوقت بدأ التنظيم يعطيها وأطفالها نصف المرتب بسبب نقص السيولة كما يزعمون.
كشفت “إيمان”، أن زوجها خليل استمر في عمله في ديوان الشرطة إلى بداية شهر الربيع/مارس 2015م، مُبينة أنه حضر إليه ذات يوم في شقتهم بعمارة ابن سينا التي انتقلوا لها قبل شهرين، المدعو “أبو الفرقان”، أحد العاملين بديوان الشرطة، وقال إن عليهم مداهمة شخص مسلح في حي رقم 2، الساعة الواحدة ليلاً، لافتة إلى أن زوجها لم يرجع ذلك اليوم، وفي الصباح أبلغها أبو الفرقان بوفاة زوجها نتيجة الاشتباكات مع المُسلح، وأنها ذهبت إليه المستشفى لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، ومنذ ذلك الوقت بدأ التنظيم يعطيها وأطفالها نصف المرتب بسبب نقص السيولة كما يزعمون.
واستفاضت: “كنت وقتها حاملاً في الشهر التاسع، وبعد عشرة أيام أنجبت ابنتي خولة، وأتاني شقيقي محمد الذي يعمل في طرابلس ومكث معي حوالي شهر، حاول إخراجي من سرت لكن آمر ديوان الشرطة أبو حمزة المصري منعه واصطدم مع شقيقي، وقال له لن تأخذها من سرت، وهي وصيتي أوصاني بها زوجها المتوفى، ليرضخ شقيقي ثم يخرج من سرت بسبب مضايقة عناصر داعش، لأنه لم يبايع التنظيم”، موضحة أنه بعد انتهاء عدتها حضرت إليها نساء بينهن أم عائشة التونسية، تطلبها للزواج من أبي حمزة المصري، إلا أنها كانت ترفض لأنها كانت ترغب في الخروج من سرت، بينما سياسة داعش تنص على أنه إذا مات زوج إحدى النساء، يتزوجها على الفور آخر من عناصر داعش لأنهم يخافون خروج أسرار التنظيم.
وأكملت “إيمان” أنه بعد فترة تقدم لها شخص آخر يُدعى أبوغازي السوري، وفي ذات الوقت نقلها أبو حمزة المصري إلى بيت آخر في الحي رقم 2، وبدأت الحرب مع قوات البنيان المرصوص، كما أخبرتها أم عائشة التونسية أن أبا حمزة المصري سينقلها إلى شقة في عمارات 600، وجدت فيها قرابة 70 امرأة من مختلف الجنسيات.
زواج بالإكراه
وأشارت إلى أن أبو حمزة، لم يتركها وشأنها، وظل يبعث لها بين الحين والآخر أم ضياء زوجة أبو عبدالله المصري، آمر الحسبة، وذات يوم أخبرتها أنه إذا لم تتزوج من أبي حمزة المصري فإنه سيأخذ أطفالها إلى مكان في حي رقم 1 يطلق عليه أشبال الخلافة، يوضع فيه الأطفال بعد انتزاعهم من أهلهم، ولا يرجعون إلى أهلهم إلا حين المغرب، حيث تتم تربيتهم على الفكر الداعشي وطاعة البغدادي، ومن هم فوق سن 14 سنة يدربونهم على حمل السلاح في المعسكرات، ويدخلون بهم جبهات القتال، موضحة أنه حينها عجزت ورضخت لطلبات أبي حمزة، ويدعى ح.حنفي، من مواليد القاهرة 1989م، وتزوجته في منتصف شهر هانيبال/أغسطس عام 2016م، كما أنها وقعت على ورقة في البيت مكتوب فيها المهر وقدره دينار ليبي، ما يعادل أقل من ربع دولار، وأنه نقلها لأيام إلى منزل في الجيزة البحرية، ثم نقلها إلى مضافة النساء، كما لم تعد تراه إلا أحيانا، وأنه قام بمعاشرتها أيامًا لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.
وأشارت إلى أن أبو حمزة، لم يتركها وشأنها، وظل يبعث لها بين الحين والآخر أم ضياء زوجة أبو عبدالله المصري، آمر الحسبة، وذات يوم أخبرتها أنه إذا لم تتزوج من أبي حمزة المصري فإنه سيأخذ أطفالها إلى مكان في حي رقم 1 يطلق عليه أشبال الخلافة، يوضع فيه الأطفال بعد انتزاعهم من أهلهم، ولا يرجعون إلى أهلهم إلا حين المغرب، حيث تتم تربيتهم على الفكر الداعشي وطاعة البغدادي، ومن هم فوق سن 14 سنة يدربونهم على حمل السلاح في المعسكرات، ويدخلون بهم جبهات القتال، موضحة أنه حينها عجزت ورضخت لطلبات أبي حمزة، ويدعى ح.حنفي، من مواليد القاهرة 1989م، وتزوجته في منتصف شهر هانيبال/أغسطس عام 2016م، كما أنها وقعت على ورقة في البيت مكتوب فيها المهر وقدره دينار ليبي، ما يعادل أقل من ربع دولار، وأنه نقلها لأيام إلى منزل في الجيزة البحرية، ثم نقلها إلى مضافة النساء، كما لم تعد تراه إلا أحيانا، وأنه قام بمعاشرتها أيامًا لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.
وكشفت “إيمان”: “حدث نقاش محتدم بيني وبين زوجي أبوحمزة، عندما أخبرته بنيتي الخروج من سرت، فرد علي حرفيا “أقطعك تقطيع إذا حاولت”، وذات يوم حاولت الهروب فعلا، فأمسك بي شخص يدعى ع.الكرامي، وسبني وأرجعني إلى مضافة النساء”، لافتة إلى اشتداد القتال مع قوات “البنيان المرصوص”، ما تسبب في اقتحام عناصر داعش لمحلات المواد الغذائية والملابس في سرت، وأخذوا منها ما يريدون لسد احتياجاتهم، مُستدركة أنها انتقلت وقتها إلى سكن “أم أحمد السيناوي”، وأنه في يوم 26 من شهر التمور/أكتوبر جاءها شخص يدعى “ف.عطية” أحد قياديي داعش، وأخبرها بوفاة زوجها أبوحمزة برصاصة قناص، وأنها شاهدته دُفن بملابسه في مضافة “ف.عطية”.
وأضافت أنه كان هناك ممر تحت الأرض ارتفاعه متر تقريبًا، وطوله 20 مترًا، يخرج من مضافة “ف.عطية” إلى مضافة أبو حاتم السنغالي، موضحة أنها مضافة خاصة بالأفارقة، أقامت فيها ليلة واحدة، وأنه في اليوم التالي عند العصر أحرق أبو حاتم السنغالي المضافة وهم فيها، ومعهم نساء وأطفال، قائة: “شاهدت بأم عيني طفلاً يحترق، وكاد أن يحترق ابني أيضًا بعدما شبت النيران في ملابسه، لكنني أنقذته بسرعة وخرجت أنا وأبنائي مسرعين، رغم أنني كنت حاملاً بطفل من أبي حمزة”.
وأوضحت أنها أخذت طريقًا مع أم أسامة وهم يسمعون الرصاص في كل مكان حتى وصلوا إلى قوات البنيان المرصوص يوم الثالث من الكانون/ديسمبر، مُختتمة: “أنا الآن في السجن مع أطفالي، فقدت زوجي وغبت عن أهلي بسبب داعش، لا أعرف كيف مرت كل هذه الأحداث، لكن ما أعرفه الآن هو ندمي على الدخول إلى تنظيم إرهابي قتل الليبيين، وعاقب حتى من انضم إليه، ولعل محرقة أبي حاتم السوداني أبرز دليل على ذلك”.