العريبي: جريمة البشتي كشفت فشل الترتيبات الأمنية الناتجة عن اتفاق الصخيرات


قال أمين الإعلام بشعبية بنغازي سابقًا، فايز العريبي، إن مقتل الشاب رشيد البكوش، ليست الجريمة الأولى التي تحدث من المتحالفين مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المدعومة دوليا، فايز السراج، مؤكدا أنها في تزايد مستمر نتيجة غياب أجهزة مكافحة الجريمة في دولة ما يسمى بـ”فبراير”، ما يشير إلى وجود حالة فوضى عارمة تشهدها ليبيا منذ العام 2011م، بعد إسقاط حلف الناتو للدولة الوطنية التي كانت ممسكة بزمام الأمن، بالإضافة إلى غياب المؤسسات القضائية والعدلية.
وأكد العريبي، في تصريحات لـ”أوج”، اليوم الاثنين، فرار القاتل ابن الإرهابي الملقب ببن لادن، إلى مدينة الزاوية عقب ارتكابه الجريمة، والتي يسيطر عليها مليشيا أبو عبيدة الزاوي، موضحا أن عبد الرازق البشتي، والد القاتل، يعد نائب هذه المليشيا التي تنتمي للجماعة الليبية المقاتلة، فرع تنظيم القاعدة في البلاد، حيث ارتكب العديد من الجرائم، وشارك في اختطاف الدبلوماسيين المصريين، ردا على توقيف الزاوي في الإسكندرية في 2014م، كما شارك في خطف السفير الأردني، ويعرف بأنه أحد أهم دعاة الفتنة، خصوصا بين ورشفانة والزاوية 2015م، فضلا عن دعمه لما يسمى بأنصار الشريعة في بنغازي.
وأضاف أن البشتي لا يأمن على ابنه القاتل في مدينة طرابلس التي تعد غير آمنة وتفتقد للسيطرة الأمنية، وأجهزتها الشرطية والعدلية والأمنية فاقدة لقوتها وسيطرتها، وتخضع لقبضة المليشيات، قائلا: “شهد شاهد من أهلها، لأن البشتي أبرز الوجوه المليشياوية التي تسيطر على الزاوية وكل المجريات التي تحدث في طرابلس”.
وتابع: “والد القاتل حاول أن يضفي على ابنه نوعا من الشرعية عندما قال إنه أحد مقاتلي محاور طرابلس ضمن إطار شرعي أو قانوني، لكنه في الحقيقة في إطار فكر مليشياوي متطرف ومتمرد على كل القوانين ويكفر المجتمع”، واصفا محاولة وصفه بالمدافع عن طرابلس بالسمجة، منتقدا تسليمه للزاوية، التي تفتقد لوجود مؤسسات أمنية قادرة على تأدية عملها الأمني والقضائي، باعتبار أن المليشيات تسيطر عليها.
وأكد أن هذه الجريمة كشفت فشل الترتيبات الأمنية التي نتجت عن اتفاق الصخيرات، الكفيلة بحماية العاصمة من المليشيات المتغولة، ووضع حد للعصابات الإجرامية التي تختطف وتقتل وتبتز، واصفا حكومة الوفاق بالفاشلة، التي لم تستطع تلبية الحد الأدنى من الأمن في طرابلس.
وأردف: “لا أعتقد أن القاتل في قبضة مؤسسة أمنية، ولن يسجن أبدا، وسيمارس البشتي الضغط على أهل المجني عليهما للرضا بأي مبالغ مالية والسكوت عن حقهم في الجريمة؛ خصوصا أن هذه المليشيات تمتلك أموالا طائلة تغري أي أحد على القبول بها أما الحق العام فهو غير موجود”.
وأوضح أن جريمة القتل هذه ليست بجديدة، بل هناك كل يوم بلاغات من المواطنين عن جثث ملقاة في صناديق القمامة بطرابلس، مطالبا الجهات الأمنية بإلقاء القبض على والد القاتل حتى تجبر ابنه على تسليم نفسه تمهيدا للمحاكمة على الجرائم التي ارتكبها.
وكان عبدالرزاق البشتي، والد عاصم البشتي، قاتل الشاب رشيد البكوش، قال أول أمس الجمعة، إنه لما علم من ابنه وحسب الرواية التي قالها أنه حدثت مشاجرة في الطريق، في المنطقة التي شهدت الحادثة، بعد مضايقة بالسيارة من شقيق القتيل.
وأضاف البشتي، في مداخلة هاتفية لفضائية “فبراير”، تابعتها “أوج”: “أًنهيت القصة في مكانها، وابني منذ يومين كان ضمن قوة الإسناد التابعة للقوات المدافعة عن طرابلس، وعندما خاف من السلاح الذي معهم أطلق رصاص، فأصابت الرصاصة قدم القتيل”.
وتابع: “ومن ثم توجه إلينا فورًا في الزاوية، وعندما وصلني قلت له ستظل هنا حتى نسلمك للأمن، ومن بعدها تتصرف الجهات الأمنية مع بعضها البعض”، لافتًا إلى أن نجله عاد في الصباح، لأنهم لم يستطيعوا العودة ليلاً خوفًا من أن يمسك بهم أحد.
وكان مصدر أمني مطلع، أكد أن والد عاصم عبدالرزاق البشتي، قاتل الشاب رشيد البكوش، بمنطقة السراج في طرابلس، قام بتسليم نجله إلى الجهات الأمنية في مدينة الزاوية، مشيرًا إلى أن ذلك يحدث في غياب للدولة والقانون.
وكشف المصدر، في تصريحات لـ”أوج”، أن الجريمة وقعت في العاصمة طرابلس بمنطقة السراج، وبالتالي كان من المفترض أن يُسلم القاتل إلى الجهات الأمنية بالعاصمة طرابلس وليس الزاوية.
وأشار المصدر، إلى أن ما حدث ما هو إلا بداية للتلاعب بقضية المغدور به رشيد البكوش، على حد تعبيره.
Exit mobile version