محلي

مستنكرًا قصف نادي الفروسية.. حزب العدالة والبناء يدعو المنطقة الشرقية ومدينة ترهونة لاختيار بديل لحفتر يمثلهم


قال حزب العدالة والبناء، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، اليوم الإثنين، إن ستة أشهر مضت على بدء اعتداء من وصفه بـ”مجرم الحرب” خليفة حفتر على طرابلس، مشيرًا إلى أن حفتر أعلن انقلابه الثاني على الشرعية ومازالت “جرائمه” مستمرة.
وأضاف الحزب، في بيانٍ لمكتبه الإعلامي، طالعته “أوج”: “لا تكاد تنتهي جريمة حتى يُتبعها بأخرى، فقامت ميليشياته الإجرامية المدعومة إقليميًا، أمس الأحد، بقصف جوي على نادي الفروسية بجنزور، نتج عنه إصابة عدد من الأطفال، وترويع المواطنين القريبين من المكان”.
وتابع الحزب: “استمر قصفه المتكرر على مطاري معيتيقة ومصراتة، مما تسبب في أضرار كبيرة للبنية التحتية، وإصابة عدد من الطائرات المدنية وجرح بعض العاملين، كما أدى إلى توقف الحركة بهما عديد المرات”.
وواصل: “أصبح واضحًا للجميع، أن تدمير المدن الليبية، بات هدف مليشيات مجرم الحرب حفتر وداعميه، نتيجة لفشل انقلابه، وعدم تمكنه من تحقيق مبتغاه، فتكررت وتركزت اعتداءاتهم على الأهداف المدنية، وقتل المدنيين والأطقم الطبية، وتدمير المباني السكنية، ومنظومات البنية التحتية بمدينة طرابلس وضواحيها، وسرت، ومصراتة، وما حدث قبلها في العديد من المدن الليبية”.
واستكمل: “وإذ يُذكّر خزب العدالة والبناء المجتمع الدولي بأن حفتر هو من حال دون تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي، وأفشل جهود السلام التي كان آخرها الملتقى الوطني الذي كان مقررًا انعقاده في غدامس بين 14 و16 الطير/أبريل 2019م”.
وأردف: “وإذ ينبّه الحزب المجتمع الدولي إلى النقلة النوعية والخطيرة في إجرام حفتر، بانتهاجه استخدام المرتزقة الأجانب في حربه على العاصمة طرابلس، وكذلك القصف الجوي المتكرر على مدينة سرت، مستهدفًا قوات البنيان المرصوص التي حاربت تنظيم داعش وقضت عليه، مما قد يؤدي إلى عودة نشاط الجماعات الإرهابية وانعدام الأمن في ليبيا والمنطقة بشكل عام”.
واستدرك: “وإذ يستشعر الحزب التواطؤ المباشر وغير المباشر من بعض الدول مع مجرم الحرب حفتر، فإنه يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في دعم الحكومة الشرعية وفقا لميثاق الأمم المتحدة”.
ووفق البيان، دعا حزب العدالة والبناء الأمم المتحدة، وبعثتها لدى ليبيا، ومجلس الأمن، ومحكمة الجنايات الدولية، إلى أن تتخذ جميعها إجراءات صارمة وواضحة ضد مرتكبي تلك الجرائم وتقديمهم للعدالة ومعاقبتهم وداعميهم على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
كما دعا الحزب، المجلس الرئاسي إلى أن يعمل على إجراء الإصلاحات الحكومية الضرورية، التي قال إنها “باتت معروفة ويطالب بها الجميع”، داعيًا المجلس الرئاسي أيضًا كونه السلطة التنفيذية الوحيدة في ليبيا المعترف بها دوليًا، إلى أن يضاعف الجهد وحكومته بالتنسيق السريع والحاسم، داخليًا ودوليًا، للعمل على إنهاء العدوان على العاصمة، وتقديم كامل الدعم وتوفير كافة المتطلبات للقوات العاملة على صد العدوان وهزيمة المعتدي، بحسب البيان.
ووجه الحزب، الدعوة لمجلس النواب والدولة، إلى الاضطلاع بمسؤوليتهما الدستورية والوطنية، بتكثيف العمل والتوافق حسب الاتفاق السياسي على أسس يمكن من خلالها استكمال المسار السياسي وإخراج البلاد من أزمتها، مخاطبًا في أهل المنطقة الشرقية ومدينة ترهونة روحَهم الوطنية، قائلاً: “ندعوهم – بعد أن انكشفت النوايا الخبيثة لهذا المجرم – إلى أن ينفضوا عنه ويختاروا من يمثلهم ليشاركوا مع باقي أبناء الوطن في التوافق على ما يمضي ببلادنا إلى بر الأمان، فالوطن أكبر من الجميع”.
واختتم: “يجدد الحزب الدعوة للتيار الداعم لإقامة الدولة المدنية في كل ربوع الوطن بكل أطيافه وشخوصه إلى تناسي كل الخلافات والوقوف صفًا واحدًا لتجاوز الأزمة وإنقاذ الوطن في هذا الظرف الصعب”.
  
وكانت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق المدعومة دوليًا، أعلنت أن استهداف مطار مصراتة الدولي، جريمة جنائية مكتملة الأركان، وفق القانون الوطني، وجريمة يُعاقب عليها القانون الدولي، لكل من نفذها أو أمر بتنفيذها.
وذكرت “داخلية الوفاق” في بيان لها، طالعته “أوج”، أن قناة “ليبيا روحها الوطن”، التي تبث من العاصمة الأردنية عمان، نشرت اليوم السبت، خبرًا مفاده إن ما أسمته “سلاح الجو” استهدف هوائي متحرك يُستخدم لتوجيه الطيران المُسير داخل الكلية الجوية بمدينة مصراتة.
وأوضحت أن القصف الجوي الذي تعرض له مطار مصراتة الدولي، استهدف مولد كهربائي متحرك على متنه مصابيح إنارة كاشفات، وأنه نتج عن ذلك بعض الشظايا التي أصابت طائرتين مدنيتين، وموظف تابع لشركة المناولة بالمطار، مما أدى لتعليق الرحلات وتأخير مصالح المسافرين لساعات قبل أن يُعاد فتح المطار واستئناف الرحلات الجوية.
وتابعت “داخلية الوفاق”، أن محاولة القناة المستمرة لتبرير أفعال ما وصفتهم بـ”المجرمين” ممن يُنفذون هذه الأعمال العسكرية ضد أهداف مدنية، جريمة يجب أن ينال مرتكبيها العقاب، موضحة أنها اتخذت في السابق إجراءات قانونية في هذا السياق، وسوف تتخذ إجراءات في هذه الواقعة.
وفي ختام بيانها، دعت “داخلية الوفاق” الجهات الدولية، ذات العلاقة بتوثيق الجرائم المُخالفة للقانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن، والتوثيق الكامل لهذه الواقعة بما في ذلك محاولات تبريرها عبر ذات وسيلة الإعلام معلومة الملكية والتبعية، مُطالبة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، باتخاذ إجراءات مماثلة ورصدها لهذه الأدوات، وهذا الخطاب التحريضي.
وكان الناطق باسم قوات الكرامة، أحمد المسماري، أكد في مداخلة هاتفية لفضائية “العربية الحدث”، تابعتها “أوج”، أن “مطار مصراتة أصبح قاعدة تركية تتواجد بها الطائرات المسيرة التركية، ويتواجد بها المستشارين الأتراك ممن يسيرون تلك الطائرات، كما أصبح هذا المطار مصدر رئيسي لربط خطوط المواصلات مع تركيا وباقي الدل التي تقوم بتهريب الأسلحة والذخائر إلى الميليشيات المسلحة”.
وأضاف: “حذرنا في السابق، من أن أي منشأة أو أي موقع يُتخذ من قبل الميليشيات كموقع عسكري سيتم استهدافه من قبل قواتنا الجوية والبرية، وهذه التنبيهات أُعطيت بناءً على تجربة سابقة مع الميليشيات التي تستخدم المدنيين دروعًا بشرية، وتتخذ من المنشآت العامة والخاصة أماكن تمركزات وانطلاق”.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ “تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية قد دعا، كافة الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى