محلي
مؤكدًا أن البعثة الأممية تُناضل لاستقرار ليبيا.. باشاغا: العدوان على طرابلس لا يمكن مواجهته إلا بالدفاع عن أمن البلاد
قال وزير داخلية حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، فتحي باشاغا، أنه في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها ليبيا، تظهر الأهمية الكبيرة لقطاع الأمن، موضحًا أنه يواجه تحديات جسيمة، إزاء انتشار السلاح وضعف المؤسسات بسبب حالة الانقسام السياسي الراهن.
وأضاف في كلمة له، خلال الاحتفال بمناسبة الذكرى 55 ليوم الشرطة الليبية، تابعتها “أوج”، أن واجب حفظ الأمن، وتأمين الوطن، يُعد شرفًا وطنيًا جديرًا بالفخر به لكل رجل أمن، خاصة في المرحلة الراهنة وما تشهده ليبيا من مؤامرات خطيرة، تهدف إلى النيل من سلامتها وأمنها واستقرارها.
وتابع باشاغا أنه بعد مرور عامًا كاملاً على تقلده مهام وزارة داخلية الوفاق، وضع من أول يوم ضمن أولوياته، إعادة الثقة في رجال الأمن، ودعم رجال الشرطة، لاسيما على الصعيد المعنوي، لافتًا إلى ثقته الكاملة بأن الأمن لن يتحقق من خلال الهواة والمُتطفلين على القطاع الأمني، موضحًا أن الأمن لن يتحقق بالشكل الأمثل سوى من خلال رجال الشرطة النظاميين ذوي التأهيل والخبرة والكفاءة.
وأوضح، أنه رغم كل الظروف والصعاب، لا زال يؤمن بقدرة رجال الأمن، متى تعززت ثقتهم في أنفسهم، وتحليهم بالجدية والانضباط والتفاني في أعمالهم، مُجددًا التزامه بأنه سيُكمل مهمته التي جاء من أجلها، وهي ترسيخ الأمن، بأيادي رجال الشرطة، وإعلاء شأنهم وتوفير كافة الإمكانيات المادية والمعنوية الكفيلة بإنجاح الأهداف التي يسعى الجميع لتحقيقها، بما يضمن الأمن والأمان والاستقرار للوطن.
وأكد وزير داخلية الوفاق، أن العمل الفردي لا يمكن أن يصل إلى أهداف، مشيرًا إلى أن المشاركة الإيجابية والفاعلة من جميع القطاعات الأمنية، والتحلي بروح الإيجابية والمبادرة، سيخلق بيئة عمل بناءة، يشعر من خلالها كل رجل أمن بقيمة العمل الذي يؤديه، وأنه جزء لا يتجزأ من المنظومة الأمنية.
وأعلن باشاغا في مُستهل كلمته، أنه يرحب بالتواصل المباشر معهم، والاستماع لمقترحاتهم وأرائهم في إطار العمل الجماعي، بما يخدم المصلحة العامة، لافتًا إلى أن التطور في وسائل الاتصالات والمواصلات جعل الجريمة تتطور بتلك الوسائل، ما سيفرض على الجميع مواكبة العالم في اتباع كافة الوسائل العلمية في أداء المهام الأمنية، مُستدركًا: “الجريمة المُنظمة العابرة للحدود وجرائم الإرهاب والمخدرات، أصبحت تأخذ أشكالاً ورسائل متطورة”.
ولفت إلى أن مكافحة هذه الجرائم والتصدي لها، يتطلب الرفع من مستوى التأهيل والتدريب لعناصر الأمن، حتى يكونوا قادرين على أداء واجباتهم الأمنية، بالشكل المطلوب، مؤكدًا أن داخلية الوفاق تعمل حاليًا على إبرام مجموعة من اتفاقيات التعاون مع بعض المؤسسات والدول، ذات العلاقة بمكافحة الجريمة، لتوفير أعلى مستويات التدريب والتأهيل والتجهيز لرجال الأمن في ليبيا.
وبيَّن باشاغا أن أهم عوامل النجاح في العمل الأمني، اكتساب احترام وثقة المواطن، لافتًا إلى ضرورة عدم إغفال أن محور العمل الأمني هدفه الأسمى تأمين المواطن، ورعاية أمنه واستقراره، والحفاظ على أمن واستقرار الدولة ومؤسساتها التي تتعرض لهجوم عسكري غاشم من قبل مجموعة من العصابات الإجرامية التي ترفع شعار مكافحة الفوضى والإرهاب، في حين أنها تمارس الإرهاب بقصفها للمدنيين واستهدافها لمنشآت الدولة ومؤسساتها، ما تسبب في خلق حالة من الفوضى التي انتهكت أمن الناس واستقرارهم – حسب قوله.
واستطرد أن العدوان على طرابلس، لا يمكن مواجهته إلا بالدفاع عن أمن وسلامة المواطن والدولة، مُتابعًا: “الشرف الوطني يفرض علينا العمل جميعًا، للتصدي لهذا العدوان الذي قد تجده بعض المجموعات الإجرامية والإرهابية مناخًا مناسبًا لممارسة أعمالهم الإجرامية”، موصيًا رجال الأمن بمزيد من اليقظة والجدية بالتعامل مع هذا الشأن، خاصة أن أمن الوطن والمواطن أمانة جماعية في أعناق رجال الأمن.
واستفاض أن الأمل بدولة مدنية وديمقراطية تقوم على الشرعية الدستورية التي تغلب فيها إرادة الشعب على إرادة الفرد والفئة، لازال قائمًا، وعلى الجميع الدفاع عنه من المتربصين بليبيا، والساعين إلى الاستبداد بمصيرها ومقدراتها، موجهًا التحية والتقدير لرئيس المجلس الرئاسي المُنصب من المجتمع الدولي، فائز السراج، على ما وصفه بـ”دوه الوطني المشرف”، الذي يقوم به في سبيل إرساء السلام، والحفاظ على أمل قيام دولة مدنية ديمقراطية، ودعمه لداخلية الوفاق، ومساعيه الحثيثة لتوحيد المؤسسات المُنقسمة وإعلاء صوت العقل في التعاطي مع القضايا الوطنية.
وأشاد باشاغا بما وصفه أيضًا بـ”الدور الفاعل”، للبعثة الأممية، مُعبرًا عن كامل التقدير والعرفان لجهود المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، ونائبته للشؤون السياسية، ستيفاني وليامز، وجميع العاملين بالبعثة، مُبينًا أنهم يناضلون في سبيل إحلال الأمن والسلام والاستقرار بليبيا، رغم كل الصعاب والتحديات.
واختتم: “أتوجه بالشكر والتقدير لجميع الأجهزة والقطاعات الأمنية ورجال الأمن، الذين عملوا بكل إخلاص وجدية في هذه الظروف الصعبة والاستثنائية”، مُعاهدًا إياهم بأن وزارة الداخلية ستكون سندًا لهم بتوفير كافة الإمكانيات على الصعيدين المادي والمعنوي.