محلي
مُبينًا أن ليبيا أصبحت “مهزلة” أمام العالم.. الغرياني: لا يجوز لمسلم أن يكون في خندق واحد مع الكافر والملحد
نعى المُفتي المُعين من قبل المجلس الانتقالي السابق، الصادق الغرياني، وفاة نادر السنوسي العمراني، واصفًا إياه بـ”فقيد ليبيا”، بمناسبة الذكرى الثالثة لاختطافه وقتله، موضحًا أن ما حدث جريمة مُنظمة، تعاونت عليها أطراف مُتعددة داخلية وخارجية.
وقال في مقابلة له ببرنامج “الإسلام والحياة” المذاع على فضائية “التناصح”، إن من قاموا بذلك، استندوا إلى فتاوي من بعض المداخلة، مُبينًا أن العالم الإسلامي هو من خسر العمراني، وليس ليبيا فقط، رغم أنه لم يأخذ أحد بثأره من الحكومات الليبية، وأن القضية مركونة ولم تتحرك ساكنًا.
وتابع الغرياني، أنه استبشر خيرًا بوزير داخلية حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، فتحي باشاغا، عندما أصدر قرارًا بتحريك قضية العمراني، وبعض القضايا الأخرى، إلا أن هذا كان مجرد بيان لم يتم العمل به، وبعد مرور 3 سنوات، لازال الأمر كما هو، مُطالبًا من وصفهم بـ”الأحرار”، بالخروج في وقفات احتجاجية للمطالبة بتحريك هذه القضية، والقصاص من المجرمين.
وأضاف أن ما ذُكر في الأيام الماضية، بأن قاتل العمراني قُتل، لا يكفي، لأن الجريمة بها أطراف أخرى، تمثل خطرًا على العلماء والمشايخ، وعلى ما وصفهم بـ”ثوار فبراير”، لاسيما أن القضية لم تكن شخصية.
ومن ناحية أخرى، أكد الغرياني على وجود مرتزقة غير مسلمين، يقاتلون مع صفوف قوات الكرامة، بقيادة خليفة حفتر، لقصف طرابلس، وانتهاك الحرمات، مُبينًا أن القتال مع هؤلاء “حرام ولا يجوز”، قائلاً: “لا يجوز لمسلم أن يكون في خندق واحد مع كافر ومُلحد ويقاتل أبناء وطنه”، واصفًا من يقوم بذلك، بأنه فاسق وآثم.
ووجه الغرياني، نصيحة لأهالي المنطقة الشرقية، الذين يصطفون مع خليفة حفتر، بأن ينزعوا أيديهم منه ويبتعدوا عنه، واصفًا حفتر، بأنه يعادي الدين الإسلامي والشريعة، ويستعين بكل أعداء ليبيا لتدميرها، لافتًا إلى أن الخسران هو عاقبة الحرب الدائرة الآن في ليبيا، وأن حفتر سيُهلك اتباعه، موجهًا التحية لمن يقاتلون في صفوف القوات التابعة لحكومة الوفاق المدعومة دوليًا.
وواصل أن ما يقوم به خليفة حفتر، بمثابة مشروع صهيوني بالمنطقة العربية، تتزعمه كل من الإمارات والسعودية وفرنسا، لقتل ووأد ما وصفها بـ”الثورات العربية”، مُبينًا أن الطائرات الإماراتية تعمل بكثافة وتحوم في سماء ليبيا بإرياحية، ولم تترك مطارًا إلا وقصفته، مُستدركًا: “رغم كل هذا، نعيش وكأننا في بلد لا يوجد بها حكومة”، موضحًا أن حكومة الوفاق ليس لها أي رد فعل تجاه ما يحدث، وأنها لم تصدر سوى بيانات مُعلبة بلا أي معنى أو مضمون، لا تختلف عن البيانات التي تصدر منذ شهور أو سنوات.
واستطرد المُفتي المُعين من قبل المجلس الانتقالي السابق، أن قوات الكرامة استهدفت المنشآت المدنية، منذ بداية الحرب على طرابلس، أربعون مرة، وأن رد الجهات المعنية كان يقتصر على اعتبار هذه الأفعال ترقى إلى جرائم حرب، وإعلان التقدم بشكاوي للأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومحكمة الجنايات الدولية، واصفًا هذه البيانات بـ”المضحكة”، لأن هذه الأمور ليس لها أي معنى أو قيمة.
وأوضح أن ما يحدث من حكومة الوفاق، أصبح غير مقبولاً، لأنه تسبب في أن تُصبح ليبيا “مهزلة” أمام العالم، مُبينًا أن حرمات ليبيا أصبحت مُستباحة، ولا توجد سيادة على الأراضي الليبية، وأن دولة غير ليبيا كانت ستتصرف بصورة مختلفة عن التي تنتهجها حكومة الوفاق، مُتسائلاً عن أسباب عدم دفاعها عن حرماتها، وعدم تحالفها مع أعداء الإمارات، لقصف مطاراتهم ومُدنهم بالطائرات، مثلما يفعلوا في ليبيا.
ووصف الغرياني، النساء اللاتي يُحضرن الطعام لعناصر القتال بـ”المُجاهدات”، لاسيما أن الجهاد له أوجه مُتعددة وليس في الميدان وحده، مُبينًا وجود حرب إعلامية، لا تقل خطورة عن الضرب بالمدافع، وأن من يقوم بأي عمل يؤذي العدو، سواء بالكلمة أو بأي شيء آخر، سيؤجر عليه، ويدخل في باب الجهاد.
ونفى الغرياني أن يكون وصف حكومة الوفاق بأنها تملك “الشرعية الإلهية”، مؤكدًا أن هذا الحديث لم يصدر عنه، وأنه قال إن حكومة الوفاق تملك المشروعية الدولية، وأنه طالب حكومة الوفاق باستغلالها، وإصدار قرارات جريئة وفعالة.