محلي
واصفة ليبيا بـ”الدولة الفاشلة”.. فورين بوليسي: اللاجئون بمراكز الاحتجاز تحولوا إلى ضحايا للاستغلال الجنسي والاعتداء والقتل
سلطت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، الضور على أزمة المهاجرين، ومراكز الاحتجاز في ليبيا، مُتطرقة إلى تفاقم الأوضاع بعد العمليات العسكرية في العاصمة طرابلس، التي بدأت يوم 4 الطير/أبريل الماضي.
وقالت المجلة الأمريكية، في تقرير لها، بعنوان “الأمم المتحدة تغادر المهاجرين للموت في ليبيا”، طالعته وترجمته “أوج”، إن الاتحاد الأوروبي يُمول خفر السواحل الليبي لإبعاد المهاجرين عن أوروبا واحتجازهم في دولة “فاشلة” – في إشارة إلى ليبيا، موضحة أن هذا يتسبب في ترك المهاجرين تحت رحمة الميليشيات والمتاجرين بالبشر.
وسردت المجلة مُعاناة سيدة تُدعى “فاطمة عُثمان”، موضحة أنها شاهدت ابنها البالغ من العمر 7 سنوات وهو يموت من التهاب الزائدة الدودية، ولم تستطع إحضاره إلى المستشفى بسبب حبسها داخل مركز احتجاز في الصحراء الليبية، إلى أن توفي الطفل بين يديها.
وتابعت أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، رفضت التعليق على هذه القضية، في حين لم تستجب الهيئة الطبية الدولية لطلبات متعددة للتعليق، لافتة إلى أن المنظمة الدولية للهجرة قالت إن الوفاة كانت بمثابة تذكير صارخ بالظروف الرهيبة التي يُجبر المهاجرون على تحملها في مراكز الاحتجاز.
وأضافت، أن هذه مجرد واقعة من الفضائح التي لا نهاية لها، عبر شبكة من مراكز الاحتجاز التي تديرها ظاهريًا الإدارة الليبية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، المرتبطة بحكومة الوفاق المدعومة دوليًا، إلا أنه في الواقع تسيطر الميليشيات على العديد من مراكز الاحتجاز.
وواصلت المجلة الأمريكية، أنه تم احتجاز عشرات الآلاف من اللاجئين والمهاجرين في مراكز الاحتجاز الليبية إلى أجل غير مسمى على مدار العامين ونصف العام الماضيين، بعد أن اعترضهم خفر السواحل الليبيون الذين كانوا يحاولون الوصول إلى إيطاليا عبر البحر الأبيض المتوسط، مُشيرة إلى أنه منذ عام 2017م، تم دعم خفر السواحل الليبي بالمعدات والتدريب بقيمة عشرات الملايين من الدولارات من قبل الاتحاد الأوروبي، وأن هذه الأموال تأتي من الصندوق الاستئماني لإفريقيا، وهو صندوق بمليارات الدولارات تم إنشاؤه في تفاقم أزمة الهجرة المزعومة، بهدف منع الهجرة إلى أوروبا من خلال زيادة الضوابط الحدودية ومشاريع التمويل في 26 دولة أفريقية.
وأردفت أنه داخل مراكز الاحتجاز في ليبيا، يُحرم الآلاف من اللاجئين والمهاجرين من الطعام وأشعة الشمس والماء، ويصبح الكثير منهم ضحايا للاستغلال الجنسي والاعتداء، والسُخرة، والتعذيب أو القتل، موضحة أنه منذ اندلاع العمليات العسكرية على طرابلس في الطير/أبريل الماضي، تحولت حياة اللاجئين والمهاجرين إلى الأسوأ، وأنه في ناصر/يوليو الماضي، قُتل ما لا يقل عن 53 مُحتجزًا في مركز احتجاز تاجوراء، واتهم الناجون حكومة الوفاق المدعومة دوليًا باستخدامها كدروع بشرية.
واستطردت المجلة الأمريكية، أن الأمم المتحدة تعمل في ظروف صعبة، وأن المفوضية لا تزال تفتقر إلى ولاية في ليبيا، على الرغم من دور الأمم المتحدة في إضفاء الشرعية، ودعم حكومة الوفاق التي تتخذ من طرابلس مقرًا لها.
وكشفت أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ساعدت 1540 لاجئاً على مغادرة ليبيا في عام 2019م، مُبينة أن هذه ليست سوى نسبة مئوية صغيرة من أولئك الذين ظلوا عالقين في حلقة بين مراكز الاحتجاز والمهربين وخفر السواحل الليبيين.
واختتمت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، أنه في مناسبات أخرى متعددة، أصدرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بيانات صحفية تقول إنها أخلت اللاجئين إلى السلامة، أو نقلتهم بعيدًا عن الضرر، مُستدركة أن المفوضية استخدمت هذا المصطلح عندما تم نقل 325 محتجزًا في أعقاب هجوم على مركز قصر بن غشير للاحتجاز إلى مركز الزاوية، الذي يديره مهرّب بشري معروف ومُرتبط بميليشيا يخضع قادتها حاليًا لعقوبات الأمم المتحدة عقوبات، – حسبما ذكرت.