محلي
منقداً العمليات العسكرية في طرابلس.. جبريل: فرض حظر جوي في ليبيا سيكون امرا مجديا للتقليل من الخسائر البشرية
أوج – روما
رأى رئيس تحالف القوى الوطنية، محمود جبريل، أن المشكلة في ليبيا تتمثل في كيفية إعادة الدولة إلى حياة الليبيين، لافتا إلى ضرورة أن تدرك إيطاليا، أن هذه هي القضية الرئيسية في البلاد، بدلاً من تشكيل حكومة جديدة.
وأوضح جبريل، في حوار مع صحيفة “فورميتش”، طالعته وترجمته “أوج”، أن أساس الأزمة الليبية، يتلخص في حالة الانقسام بين مختلف السلطات، معتبراً أن أنصار ثورة الفاتح متواجدون في البلاد، لكن لا يوجد لديهم أي قوة حقيقية، حسب قوله، مشيرا إلى أن “أي اتفاق أو خطة سلام لا تعترف بهذا مصيرها الفشل”.
وحول رؤيته لمبادرة المصالحة، قال إنها يجب أن تنهي هذا الانقسام بين السلطة والقوة الحقيقية، بناءاً على إجماع الجهات الفاعلة الرئيسية الحاضرة على المستوى العسكري والسياسي والاجتماعي، من أجل التوصل لاتفاق حقيقي يهدف لاستعادة الدولة نفسها.
وأشار إلى أن مناقشة الصيغ والحكومات المناسبة لتحقيق هذا الهدف، يأتي في مرحلة مقبلة، معترفاً بفشل المسؤولين التنفيذيين الذين تولوا حقائبهم السيادية منذ عام 2011م في العمل بفعالية لأنهم لم يضعوا خطة لإعادة بناء الدولة الليبية.
وتابع جبريل “أهدرنا الأموال وفي الوقت نفسه أصبحنا أرضا خصبة للإرهاب والمنظمات الإجرامية الدولية والهجرة غير الشرعية، وأصبحنا تهديدا للأمن القومي لكثير من البلدان”.
وطالب أمين مجلس التخطيط العام السابق إيطاليا بدور “مدرك” للحاجة إلى الجمع بين الجهات الفاعلة السياسية والعسكرية والاجتماعية في الصراع الليبي لمناقشة إعادة إنشاء المؤسسات، مشددا على ضرورة عقد اجتماع بين مختلف القوى الليبية السالف ذكرها، بصرف النظر عن المدة التي يتطلبها الأمر، على غرار ما حدث في كامب ديفيد في عام 1978م.
وجدد تأكيده على أن العلاقات القوية بين ليبيا وإيطاليا، يجعل لروما دورا قويا في إقناع الجهات الفاعلة الإقليمية، بضرورة أن تتحاور مع بعضها، خاصة في تلك القضايا التي تهدد أمنها والتي تحدث على الأراضي الليبية، مشيرا إلى أن هذه الدول هي: مصر وتونس والجزائر وتشاد والنيجر.
وضرب مثالا بأزمة الهجرة غير الشرعية، موضحا أنه من غير المنطقي التعامل مع هذه القضية في غياب الدول المجاورة ، لأن الاتجار بالبشر يعبر هذه الدول أولاً ثم يأتي إلى ليبيا فقط.
واستطرد جبريل، المتاجرون بالبشر، يرون أن ليبيا نقطة إنطلاق أخيرة، يساعدهم في هذه التجارة غير المشروعة شركاء لهم في أوروبا، لذلك من الضروري، عند النظر إلى الأزمة الليبية، ملاحظتها من جميع جوانبها.
ولفت إلى أنه يجب على روما الاستفادة من علاقاتها القوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وإشراك الاتحاد الأوروبي، ليلعب دور الضامن لاي اتفاق سلام في البلاد، مبيناً أنه لا توجد ثقة متبادلة بين الجهات الفاعلة الليبية والتي تعتمد على العوامل الخارجية، ولكن إذا كان هناك نوع من الضمان الدولي لاتفاقية ما، فسيكون من الصعب للغاية على الجميع تجاهلها.
وانتقد جبريل العمليات العسكرية في طرابلس والتي تهدف للقضاء على المليشيات المسلحة والعصابات الإجرامية، معتبراً الليبيين هم الخاسرون الحقيقيون للحرب في البلاد، مشدداً على أنه لا يوجد رابح في هذا الصراع المتجدد، الذي أعاد ليبيا إلى بداية الحرب الأهلية في عام 2014م. وجعل الإرهاب والتطرف يتمامى وينتشر بشكل أكبر.
وأعرب عن أسفه، لوقوع الآلاف من الشباب، فضلا عن نزوح أكثر من 20 ألف عائلة، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي تدخل في ليبيا في عام 2011م، بحجة حماية المدنيين.
واستنكر صمت المجتمع الدولي، إزاء ما يتعرض له المدنيون من قتل وتعذيب ونزوح، متسائلا لماذا لا يقدم الاتحاد الأوروبي، مساعدات إنسانية أو يوفر الدعم ومساكن إيواء للمهجرين أو يوفر كذلك المساعدات الاقتصادية، لإثبات اهتمامه السابق بالمدنيين في ليبيا.
وأضاف “يمكن تطبيق نفس الخطاب على مجلس الأمن، الذي منح تفويضًا للبعثة الأممية في البلاد منذ عام 2011م، تم تجديدها في الفاتح/سبتمبر الماضي، محملا مسؤولية ما يحدث في البلاد لمجلس الأمن.
وطالب مجلس الأمن، بأداء مهامه ومسؤوليته تجاه ليبيا، وإما أن يتخلى عن هذا الدور بإلغاء ولايته وترك الليبيين “على الأقل” أحراراً في تحمل المسؤولية.
وجدد جبريل، طرحه لفكرة إنشاء منطقة حظر جوي على ليبيا، وهي نفس الفكرة التي سبق واقترحها على الأمم المتحدة عام 2011م، لمنع سلاح الجو الليبي من إستهداف الإرهابيين والعصابات الإجرامية المنطوية تحت وزارة الدفاع بالمكتب التنفيذي الذي كان يرأسه جبريل حينها.
واعتبر أن فرض حظر جوي في ليبيا سيكون امراً مجدياً للتقليل من الخسائر البشرية.
وفسر تباين منظمة الأمم المتحدة، بأن لكل الدول المنضمة إليها لها مصالح ورؤى متضاربة، وهو ما ينطبق على الاتحاد الأوروبي نفسه، والجامعة العربية أيضاً، مستثنيا الاتحاد الأفريقي من هذه المواقف المتباينة، مشيرا إلى أنه ربما يكون هو المنظمة الدولية الوحيدة التي لديها رؤية مشتركة إلى حد ما حول النزاع، لأنه لا يوجد لديه ممثل في ليبيا.
وأردف جبريل، الوضع في ليبيا يشكل مشكلة للأمن القومي بالنسبة للدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي.
وأشاد بموقف الاتحاد الأفريقي، لأنه لم يشارك في صراع اليوم من خلال دعم أحد العناصر الفاعلة على أرض الواقع، معربا عن أمله في أن تعزز الأمم المتحدة، دور أكثر نشاطا للاتحاد الأفريقي في ليبيا كطرف ثالث وداعم للحوار، وهو الدور الذي لم تعد المنظمات الدولية الأخرى قادرة عليه، بسبب الانقسامات الداخلية.