محلي

النعاس يطالب بضرب محور بني وليد ترهونة سوق الخميس لقطع إمدادات الكرامة

أوج – طرابلس
قال وكيل وزارة الدفاع بحكومة الإنقاذ السابقة، محمد النعاس، إن معارك الأسبوع الماضي، مثل سابقاتها؛ حيث بدأت قوات “العدو” في إشارة إلى الكرامة، مناوشات وتلقت هزيمة ثم انسحبت، موضحا أنه من الناحية العسكرية المناورات، لاتزال تسير على نفس النسق.
وأضاف النعاس، في مداخلة هاتفية لفضائية التناصح، أمس الجمعة، تابعتها “أوج”، أن قوات حكومة الوفاق المدعومة دوليا، لم تحقق أي أهداف استراتيجية حتى الآن، لكن ميزتها أنها انتقلت إلى مرحلة الدفاع الإيجابي، متابعا: “عندما يهاجمنا العدو في مواقعنا الدفاعية، نستوعب الضربة، ثم نصدها، وينتقل الهجوم في مواقعه، وبعدها ينسحب مرة أخرى، وتعتبر استراتيجية إيجابية يترتب عليها استنزاف قوات العدو”.
وأوضح أن “العدو” لايزال متمركزا في مواقعه، لاسيما في وادي الربيع والطويشة وفي طريق المطار، مضيفا أن المعارك الأخيرة مهد لها “العدو” 3 أيام من القصف، سواء بالطائرات الثقيلة أو المسيرة، وبنى هجومه على معلومات دقيقة على محور طرابلس غريان، الذي ظل آمنا منذ 3 أشهر بعد “تحرير” الأخيرة، لكن قوات الوفاق أهملت الدفاعات في هذه المنطقة، ليتمكن الطرف الآخر من الهجوم بهدف السيطرة على كوبري الزهرة، حتى تم صده.
وتابع أن المشكلة الأساسية لاتزال موجودة وتكمن في محور الإمداد الذي يخترقه “العدو”، موضحا أن معارك الأسبوع الماضي، تمكنت قوات الكرامة من سلك طريق السبيعة المطار العزيزية، منتقدا خروج هذا المحور من سيطرة الوفاق، فضلا عن ضرورة إعطاء أولوية لضرب محور بني وليد وترهونة سوق الخميس، وقطعه على “العدو”.
وأوضح أن “العدو” أشعل 3 محاور فقط خلال معاركة الأخيرة، هي العزيزية وعين زارة والطويشة، بخلاف السابق فكان يقتال على 11 أو 12 محورا، ثم تقلص إلى 7، ثم إلى 3، حيث لم يعد لديه الزخم من القوات ما يجعله قادرا على التعامل مع جميع المحاور، مستبعدا إمكانية قوات الوفاق من ضرب الرجمة حاليا، لكن يمكن ذلك من خلال التحالفات السياسية، التي لا تزال قاصرة لدى الوفاق، بحسب تعبيره، والتي لا تعتمد على رؤية أو خطى استراتيجية، خصوصا أن حقيبة الدفاع معطلة بالكامل ولا تعمل.
وحول وجود مرتزقة أجانب تحارب في صفوف قوات الكرامة، قال إنهم موجودون منذ العام 2014م، لكنهم لا يمثلون خطرا كبيرا، بل يتمثل الخطر في المصريين الذين يمدون قوات حفتر بالسلاح والذخير عبر منفذ السلوم، والذي يدخل منه الدعم اللوجيستي والاستخباري، معتبرا أن تهديد الأمن الليبي يتمثل في عدم وجود الخطط الاستراتيجية لمقارعة العدو على المستوى الدولي، وعدم وجود الخطط السياسية المدعومة عسكريا.
وأوضح أن حفتر يستعين بالمرتزقة لمساعده في الميدان بعدما شهدت قواته نقصا في الأفراد، لحين إقرار حل سياسي نهائي، تكون مصر والإمارات جزءا فاعلا فيه، مشيرا إلى عدم وجود المرتزقة بكثافة في ليبيا، لأنهم عندما يتقدمون في الميدان يتعرضون لمجزرة، لأنهم جنود غير مقاتلين، كما أن الأرض الليبية غير معروفة بالنسبة إليهم.
وحول تصريح المبعوث الأممي لدى ليبيا، غسان سلامة، بأن هدف مؤتمر برلين استصدار قرار من مجلس الأمن بإيقاف الحرب بالوكالة في ليبيا، قال إن سلامة تحدث معمما الكلام دون ذكر طرف بعينه يحارب بالوكالة، لكن الأمر واضحا ومعروفا أن حفتر من يحارب بالوكالة لصالح مصر والإمارات، وفي الخلفية الكبرى أمريكا وبريطانيا، ولن يتم إيقافها بمؤتمر برلين، بحسب اعتقاده.
وكانت الكتيبة 155 مشاة التابعة لقوات الكرامة، أعلنت الأربعاء الماضي، دحر ما أسمتهم بـ”المليشيات” في محور عين زارة، مؤكدة أنها كبدت العدو خسائر فادحة.
وأضافت الكتيبة، في بيانٍ لمكتبها الإعلامي، طالعته “أوج”: “حاولت المليشيات الهجوم على دفاعات القوات المسلحة في عين زارة، وكالعادة طوال 6 أشهر من المعارك في هذا المحور، لم تتمكن هده المجموعات الإرهابية المدعومة من التقدم شبرًا واحد على الأرض تجر أذيال المهانة و الخيبة والانهزام”.
وعلى الجانب الآخر، أعلن الناطق باسم قوات حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، محمد قنونو، في إيجازه الصحفي، الذي نشرته عملية “بركان الغضب”، الأربعاء، طالعته “أوج”، أن قوات بركان الغضب، لقنت ما وصفها بـ”مرتزقة فاغنر”، درسًا في الميدان.
وتابع أن قوات “بركان الغضب”، تقدمت طول خطوط الجبهة، بعد ورود معلومات عن قيادة “المرتزقة” لمحاولة اختراق طوق العاصمة، مُبينًا أنها بادرت بالهجوم، وصعقت “مرتزقة” فاغنر، وأجبرتهم على التراجع تاركين خلفهم جثت من قتلاهم.
وأضاف قنونو، أن قوات بركان الغضب، تعاملت بمنطقة العزيزية مع طائرة حربية كانت تناور لمحاولة إنقاذ القوات العالقة، وبادرتها بصاروخ وأصابتها إصابة مباشرة، ما أدى إلى سقوطها وهي تحاول العودة إلى قواعدها، مُبينًا استهداف سلاح الجو التابع لـ”الوفاق” رتلًا مسلحًا في محور العزيزية، دمر آلياته، وأنه تم استهداف تمركزًا لـ”المرتزقة” في الساعدية، وإصابتها إصابات مباشرة، مؤكدًا أن قوات الوفاق تسيطر على المنطقة من العزيزية إلى السبيعة.
واختتم: “نجحت قواتنا في محاصرة ميليشيا مختلطة من المرتزقة والليبيين وأجبرتهم على الاستسلام، وسلمتهم إلى الجهات المختصة، وتواصل قواتنا هجومها وتمشيطها للمناطق في محيط طرابلس، وسنعيد للوطن أمنه مهما كلفنا ذلك من تضحيات”.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى