محلي
صحيفة إيطالية: الاتحاد الأوروبي يعترف ويدعم العصابات الليبية ويتجاهل جرائم القتل والعبودية والاغتصاب التي ترتكبها
أوج – روما
رأت صحيفة ilmanifesto الإيطالية، أن انتقادات وتحذيرات الحكومات الأوروبية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لإيقاف عملية الغزو التي أطلقها الأربعاء الماضي، على شمال سوريا، لاستهداف مكون الأكراد، لا قيمة لها، لأن البلدان الأوروبية، لم تتحرك في مواجهة الانتهاكات المستمرة للقانون وحقوق الإنسان الأساسية؛ بدايةً من عام 2016م، تاريخ الاتفاقية الشائنة لتكليف تركيا “بحضانة” اللاجئين السوريين أثناء عبورهم إلى أوروبا.
وانتقدت الصحيفة، في تقرير لها، أمس الجمعة، طالعته وترجمته “أوج”، ما وصفته بالتواطؤ الأوروبي الكبير والتعاون المفتوح مع تركيا، التي لا تزال عضوًا في حلف الناتو، خصوصا أن الأسلحة التي تستخدمها ضد الأكراد صنعت غالبيتها في أوروبا، موضحة أن الموقف ذاته اتخذه الاتحاد الأوروبي تجاه ليبيا، الذي تسيطر عليها العصابات الإجرامية، حيث اكتفت بكلمات السخط، وتجاهلت جرائم القتل والعبودية والاغتصاب والابتزاز.
وأشار التقرير إلى المفاوضات والدعم السياسي والإمدادات العسكرية والتمويل وحتى الاعتراف الرسمي بالعصابات الليبية، من قبل دول الاتحاد، كما كشفت صحيفة أفينيري اليومية عن أحد قادتهم الأكثر شراسة، مؤكدة أن المنظمات غير الحكومية ليست وحدها التي تعقد اتفاقات مع التجار الليبيين، لكن الاتحاد بكامله.
وأوضحت الصحيفة، أن “الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”، في إشارة إلى مكون الأكراد في شمال سوريا، الذين يكونون الكونفدرالية المتعددة الأعراق والتسامح والنسوية والبيئية، يدفعون ثمن العدوان الذي أطلقه أردوغان، حيث يواجهون تهديدا حقيقيا، ليس من الخارج، بل من الداخل، حيث الأنظمة الاستبدادية الموجودة في المنطقة بحماية الغرب.
وأكدت أن أوروبا لا تعتبر نفسها قادرة على الترحيب باللاجئين السوريين، حتى بشكل مؤقت، بل تنتظر العودة إلى السلام، دون أن تفعل شيئا واضحا لتعزيزه، حيث تتم معاملة اللاجئين والمهاجرين كعبء وتكلفة تحمل تهديدا لـ”طريقة الحياة الأوروبية”، مشددة على ضرورة التعامل مع اللاجئين والمهاجرين ليس كعبء أو عدو، لكن كمصدر وبركة؛ ليس فقط اقتصادية لعملهم ومساهمتهم في دفع المعاشات التقاعدية للأوروبيين، بل أيضًا ديموغرافية وثقافية.
وبدأت تركيا الأربعاء الماضي، اجتياحًا بريًا لشمال سوريا، سبقته بقصف عشوائي لعدد من البلدات الحدودية ومناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، ما تسبب بحركة نزوح واسعة وسقوط قتلى وإصابات بين المدنيين، فيما استبقت الإدارة الذاتية الكردية الغزو التركي بإعلان النفير العام في مناطق سيطرتها، داعية السكان للدفاع عن أرضهم.
ومن جهته، توقع الناطق باسم قوات الكرامة، أحمد المسماري، أن يؤدي الغزو التركي لشمالي سوريا إلى هروب عناصر داعش من السجون التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، مؤكدا أن الخلايا النائمة للتنظيم الإرهابي أصبحوا حاليا في يد الأتراك الذين يسعون لنقلهم لمأوى آمن، وربما تكون ليبيا هي وجهتهم، بسبب الفراغ الأمني خاصة في مناطق مصراتة وطرابلس وزوارة.